الأحد، 14 أبريل 2013

أهميــــة البنــــج فــــي الــولادة


صورة

مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم

د. سميح خوري -  يعتبر استخدام مسكنات الالم في الولادة شيئاً جيداً, اذا طبق استخدامها بالطريقة المسموح بها, وحسب خبرة وعلم وفن الطبيب المولد.
إن اكثر العقاقير استخداماً هو البثيدين Pethidin الذي له تأثير جيد في ازالة التشنجات والتوتر، ويريح الولاّدة, دون أن يعرقل سير المخاض اذا اعطي بجرعات مناسبة. ويحقن البثيدين في العضل عندما يلزم الامر وذلك في المرحلة الاولى من الولادة وعندما يستقر ويشتد المخاض.
وفي المرحلة الثانية من الولادة, أي وقت امتداد قاع الحوض وتوسعه لخروج الطفل, يلجأ الاطباء الى حقن أنسجة المهبل أو الفرج بمواد مبنجة, بحيث أن شق العجان يصبح غير مؤلم وقت ترميمه لاحقاً بعد خروج الطفل, في الواقع, من يوسع الفرج بشقه مسبقاً يجنب المولّدة احتمال التمزق والنزف وصعوبة ترميم الانسجة الممزقة دون انتظام، كما يجنبها الجراحة اللاحقة ايضاً، في الوقت نفسه الذي يسهّل للطفل الولادة بسرعة.
وهناك بين الاطباء من اهتم بحقن مواد مبنجة في موضع معين في العمود الفقري، بحيث أن المولّدة تصبح قادرة على التوليد وهي واعية, وهذا ما يعرف بالعامية بطريقة «الابرة في الظهر», التي ترخي عضل العنق الرحمي, وتزيل الشعور بالالم وتؤمن ارتخاء مرضياً في الحوض والفرج.
لا شك أن استعمال هذه الوسيلة الاخيرة في التوليد، أمر مرغوب من قبل الكثير من الحوامل, وخال من الخطورة اذا ما انجز بعناية, لكنه خطير اذا ما عمم على جميع الحالات عند الحوامل المصابات بعاهات معينة في الفقرات الظهرية او اللواتي لهن سوابق في اضطرابات الدم والاعصاب.
وهناك الطريقة التحضيرية النفسانية للولادة, التي تجعل الحامل مستعدة للولادة في جميع مراحلها, بعد تهيئتها نفسانياً طيلة فترة الحمل، فالطبيب الذي تهمه هذه الطريقة, يفسر للحامل على مر الاشهر, كل ما يجب ان تلم به من معلومات فسيولوجية ونفسانية خاصة بالحمل, بحيث انها تشعر بالثقة والطمأنينة والارتياح, ذلك لأن المعروف لا يشكل خطراً على صاحبه, فيما المجهول من أمر الولادة يقلق المولّدة ويحيي فيها تصورات ومبالغات بعيدة عن عالم الولادة.
فالحامل تعي مسؤوليتها بالنسبة لجنينها, وتساعد وقت المخاض على الولادة, اذ انها تعرف كيف تستغل تقلّصها من جهة لاخراج الطفل, وكيف تستغل الراحة بين التقلصات لاستعادة نشاطها من جهة اخرى. وجدير ذكره انها تساعد نفسها في تخفيف وطأة الالم, تبعاً لكل مرحلة من مراحل الولادة, ذلك بالتنفس المعين الخاص بكل فترة. من هنا اهمية هذه الوسيلة التي تبعد المولّدات عن حالات الهستيريا النابعة من التخوف من الولادة, وتقلل من نسب اجراء القيصريات, وحصول المضاعفات وحالات النزف الذي يهلك المرأة وطفلها معها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com