الأربعاء، 24 أبريل 2013

في الثالثة صباحاً..!

صورة

د. إياس نهاد الموسى - الساعة الثالثة صباحاً ، الدكتور حسام ينام قرير العين ويحلم بإجازة سعيدة على شاطئ البحر، يدق جرس الهاتف النقال ، مكالمة من غرفة الطوارئ في المستشفى الذي يعمل فيه .
- دكتور لدينا حالة طارئة ، حادث سيارة ، هناك امرأة مصابة في البطن واشتباه بنزيف داخلي ، ارجو ان تحضر فوراً .
- حسناً ، ابدأوا إجراءات نقل الدم والتصوير ، وسأحضر حالاً .
- قفز الطبيب من السرير ، وكان خلف مقود السيارة بعد دقيقتين من إنهاء الاتصال الهاتفي ، كانت الشوارع خالية فأسرع باتجاه المستشفى حين اقترب من تقاطع إشارات ضوئية قطع الضوء الأخضر حين مرت سيارة مسرعة متجاوزة الضوء الأحمر في المسرب المتقاطع وكادت تصطدم به لولا بضعة سنتيمترات فصلت بين السيارتين .
-أطلق (زامور) السيارة احتجاجاً بعد أن توقف فجأة وارتطم رأسه بزجاج النافذة الأمامية .
- توقفت السيارة الأخرى ،وعادت إلى الخلف بسرعة هائلة ، نزل منها شاب ضخم يرتدي قبعة حمراء ، ولديه شاربان غليظان تماماً مثل ملامح وجهه.
- لماذا تطلق (الزامور ) ،صاح الشاب بأعلى صوته!
- أنت تجاوزت الإشارة الحمراء 
- إنا،أبدا،كانت برتقالية ،أنت تجاوزت الإشارة قبل أن تصبح خضراء .
- أنت تكذب ،قال الطبيب ، على أية حال لا وقت لدي للنقاش الآن.
- لماذا ؟.
 أنت شخص مهم ،لا تستطيع النقاش مع شخص بسيط مثلي؟ 
لن تذهب إلى أي مكان 
- ماذا ؟ مد الشاب يده داخل حجرة القيادة وسحب مفتاح السيارة من مكانه واختفى بعد أن قفز إلى سيارته وأسرع بعيدا .
- لا اصدق !هذا المجنون ،سرق المفتاح ،كيف سأذهب إلى المستشفى ؟
اتصل الطبيب بزوجته ، التي رفضت في البداية أن تغادر بيتها لتوصيله إلى المستشفى ولكنه أقنعها أن هناك حالة حياة أو موت ويجب عليه الذهاب فوراً ، وليس هناك أي تاكسي في الشارع .
وصل الطبيب إلى غرفة الطوارئ أخبرته الممرضة أن المريضة أرسلت إلى غرفة العمليات وأنهم ينتظرون هناك منذ نصف ساعة .
أسرع إلى غرفة العمليات ، وجد أن المريضة في حالة توقف قلب ، وكان الفريق الطبي يحاول إسعافها وإعادة قلبها إلى الحياة ، بعد نصف ساعة أخرى توقفت المحاولات ، وأعلن الطبيب بأسف وفاة المريضة في الساعة الرابعة والربع صباحاً .
خرج الطبيب إلى غرفة انتظار أهل المريضة ،حيث كانوا في حالة هياج وغضب ، وسمع تهديدهم للطبيب (الذي تأخر أكثر من نصف ساعة حتى حضر ، لعله عاد إلى النوم وترك والدتنا تموت ، الحياة عند هؤلاء الأطباء لا تساوي شيئاً ،.........)
- ألقى عليهم السلام بحذر ، فردّوا بتشاؤم ، من أنت ؟ سأل احدهم ،
- أنا الطبيب الجراح .
- أنت الذي تأخرت ، ماذا حصل ، هل أجريت العملية ، هل الأمور على ما يرام ؟
- أخشى أن الأمور ليست على ما يرام .
- ماذا ؟
- لقد حاولنا ، ولكن (الحاجّة) توفيت .
ساد الصراخ والعويل المكان ، واقترب شابان من الطبيب والشرّ يقدح من عينيهما وقال احدهما لقد تأخرت نصف ساعة ، كان بإمكانك أن تنقذها لو انك لم تعد إلى النوم ، أنت المسؤول .
- قبل أن تكمل كلامك ، أريد أن أقول إنني تعرضت لحادث سيارة وقام احد المخبولين بسرقة مفتاح السيارة لمنعي من الحضور .
- ساد الصمت الرهيب فجأة ، ارتفعت اكف الرجال عالياً لقراءة الفاتحة على روح المرحومة اولاً ، ثم هوت الأكف بقوة على رأس ابنها الشاب الذي كان يقبع في الزاوية مرتدياً القبعة الحمراء ، الذي لا يزال ممسكاً بمفاتيح سيارة الدكتور في يده وقد فرغ للتو من إخبار الجميع بالقصة (المضحكة ) التي حصلت له في الطريق إلى المستشفى .




غرفة الطوارئ

وصل الطبيب إلى غرفة الطوارئ أخبرته الممرضة أن المريضة أرسلت إلى غرفة العمليات وأنهم ينتظرون هناك منذ نصف ساعة .
أسرع إلى غرفة العمليات ، وجد أن المريضة في حالة توقف قلب ، وكان الفريق الطبي يحاول إسعافها وإعادة قلبها إلى الحياة ، بعد نصف ساعة أخرى توقفت المحاولات ، وأعلن الطبيب بأسف وفاة المريضة في الساعة الرابعة والربع صباحاً .

نظريات

تتفق النظريات الإعلامية ،على أن الأخبار السيئة هي أخبار جيدة ويجب إبرازها في النشر والتأكيد عليها وملاحقة تداعياتها، بعكس الأخبار المفرحة. ولذلك تبدأ عادة نشرات الأخبار الرئيسية في الصحف بأنباء الزلازل والانفجارات والحروب ووقوع الناس في الامراض .
ويتميز دماغ الإنسان بقدرة لا تشبع على تلقي وهضم الأخبار، التي تتناول قصصا تافهة عن الغرائب وحياة النجوم والسياسيين، لكنها لا تؤثر بمصير متلقيها من وسائل الإعلام، على عكس الكتب ومقالات المجلات الرصينة لأن القراءة الطويلة تتطلب التفكير والتعمق في دلالة المحتوى.
و المقارنة بين قراءة الأخبار وقراءة التحقيقات في المجلات والكتب كالمقارنة بين الأثر العابر لقطعة الحلوى والأثر الطويل للوجبة الدسمة.
الا ان اخبار الامراض او مايقع على الانسان من حالات مرضية ، تبقى من الاخبار التي تغير الانسان وتحرض فعله الحيوي.

استشاري أمراض القلب والشرايين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com