الخميس، 25 أبريل 2013

فوائد جديدة لبذور الكتان


عمان- تحتوي بذرة الكتان على نوع من أنواع الألياف الغذائية الذائبة في الماء والتي من شأنها أن تشكل طبقة هلامية تساعد في تليين البراز وتسهّل من خروجه من الأمعاء. وتصرّح بعض الدول الأوروبية استخدام بذور الكتان في حالات الإمساك المزمن والنفخة واضطرابات الجهاز الهضمي.
وقد اعتمدت الجهات العلمية الأوروبية على التوصية بتناول جرعة بمقدار 5 غرامات ثلاث مرات في اليوم، أي تناول ما يعادل ملعقة كوب صغيرة من بذور الكتان، سواء أكانت مطحونة أم غير مطحونة، وتشرب ثلاث مرات في اليوم، على أن تنقع في كأس من الماء لفترة وجيزة، وتستخدم هذه الجرعة في علاج الإمساك المزمن.
وتشير بعض الدراسات إلى احتمالية دور بذور الكتان في تحسين مستويات كولسترول الدم، ولكن ثمة دراسات واسعة النطاق تظهر بأن لا ضمان لاستمرارية هذه الفائدة على المدى البعيد. ولكن مجمل الدراسات تشير بأن لتناول بذور الكتان الدور في خفض مستويات أنزيمات الكبد لدى الأفراد الذين يعانون من ارتفاع في كولسترول الدم.
وتتضارب المعلومات المتناقلة في جلساتنا الحالية حول تناول بذور الكتان مطحونة أم كحبوب كما هي. وحقيقة الأمر بأن لكل شكل من أشكال بذور الكتان فائدته الخاصة به إذ تعد بذور الكتان غير المطحونة مصدرا جيدا للألياف الغذائية غير الذائبة في الماء والتي بدورها تساعد على تنشيط الحركة الدودية في جسمنا فتنظم بالتالي حركة الأمعاء وتساعد في معالجة الإمساك. ولا يستطيع جسمنا أن يهضم بذور الكتان غير المطحونة؛ لأنها غير ذائبة في الماء، فعادة ما تمر عبر جهازنا الهضمي من دون أن تتأثر بأنزيمات وأحماض جهازنا الهضمي مما يجعلنا نتخلص منها عبر البراز كما هي.
أما بذور الكتان المطحونة، فتعد مصدرا غنيا بالأحماض الدهنية الثلاثية إذ تسهم عملية الطحن في التخلص من القشرة الخارجية والسماح لنا بالاستفادة من محتوى بذرة الكتان الداخلية. وتعد الأحماض الدهنية الثلاثية في بذور الكتان من أحد المصادر الغذائية المتوفرة والضرورية لصحة ذاكرتنا واعتدال مزاجنا وصحة الشرايين والأوعية الدموية، ولدعم جهازنا المناعي. ويفيد تناول الأحماض الدهنية الثلاثية في التحكم في مستويات الدهون الثلاثية في الدم، المعروفة باسم الترايغليسريدات. وتشير مجمل نتائج الدراسات إلى ضرورة تناول جرعة يومية من الأحماض الدهنية الثلاثية من مصادره الغذائية المختلفة حسب توفرها وقدرة الحصول عليها؛ مثل تناول 6 حبات من جوز القلب، حبة أفوكادو، علبة تونا صغيرة، نصف علبة سردين، أو معدل ملعقتي طعام من بذور الكتان المطحونة.
وتحتوي ملعقة الطعام من بذور الكتان المطحونة على 37 سعرا حراريا وعلى غرامين من الألياف الغذائية التي عادة ما تسهم في خفض حدة وأعراض الإمساك. وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى دور هذه الألياف الغذائية في الوقاية من السرطان وفي تحسين أعراض فترة انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء، وما نزال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث العلمية بذلك نظرا لضعف الأدلة المتوفرة بين أيدينا حاليا. كما وتعد بذور الكتان مصدرا غنيا بعنصر المنغنيز، ومصدرا جيدا لكل من فيتامين ب (6) وحمض الفوليك.
وينبغي أن نتناول بذور الكتان باعتدال، سواء مطحونة أم غير مطحونة، وبمعدل 2 الى 4 ملاعق طعام يومية من دون الإكثار من تناولها؛ لأن بذور الكتان قد تتعارض مع بعض الأدوية؛ مثل مميعات الدم. لذا فإننا ننصح مراعاة الحذر في تناولها لدى من يتلقى أو تتلقى علاجات تعنى بمنع تجلط الدم؛ مثل؛ الأسبيرين والهيبارين أو الكومادين (الوارفارين).
وينصح بعدم تناولها قبل الخضوع لأي عملية جراحية؛ لأنها قد تزيد من فرصة النزيف.
ويمكن شراء بذور الكتان كحبوب وحفظها في إناء محكم الإغلاق في مكان بارد وجاف لمدة ستة أشهر على الأقل، أو يمكن طحن حبوب بذور الكتان في المنزل على أن تخزن في الثلاجة في إناء داكن اللون ومغلق الإحكام أو في إناء زجاجي مغلق الإحكام ومغطى بورق قصدير لمنع وصول الضوء إليه إذ تتأثر الأحماض الدهنية الثلاثية في بذور الكتان المطحونة بكل من الضوء والحرارة والأكسجين في الجو. ولا ينصح باستخدام بذور الكتان المطحونة في الطبخ أو تعريضها لدرجات حرارية عالية؛ لأنها تفقد من قيمتها الصحية بكثرة. ويمكن أن تخزن بذور الكتان المطحونة لمدة ستة أشهر إذا تمت مراعاة شروط تخزينها بحذر من خلال فتح الإناء يوميا لمدة قصيرة لا تتجاوز بضع دقائق من أجل تناولها أو استعمالها في السلطات، مع اللبن، أو في الساندويشات والحلويات البيتية كالمهلبيات.
تتيانا الكور
استشارية التغذية الطبية والعلاجية
Tatyana@tatyanakour.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com