الثلاثاء، 2 أبريل 2013

إهداءات الكتب.. صداقة مختلفة


صورة

كريمان الكيالي - بعيدا عن إهداء يقصد منه الامتنان لأشخاص لهم دور في حياة الكاتب أو في إصدارالكتاب أوحفلات التوقيع التي تتم بغرض التسويق، فإن تلك الكلمات القليلة بتوقيع الكاتب لقرائه  تقليد درج او» تورط» فيه الغالبية العظمى من الكتاب والمؤلفين وعن طيب خاطر.
 
وبرغم أن ما تحتويه مثل هذه الاهداءات كلمات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ، وفي أحيان كثيرة تكون بذات الصيغة ، الا أنها دعوة غير مباشرة لقراءة  كتاب وبالمجان، وقد تعمق  صداقة مختلفة بين الكاتب والقارىء، او بين الكتاب والقارىء .

 
أنا ولكن
الإهداء اضافة رقيقة، يحرص الكاتب على إرسالها للمقربين مع كتابه «الهدية» ،  لا يقصد منها الدعاية إطلاقا للاصدار أو صاحبه ، إجابة استهل بها الزميل الصحفي والكاتب «باسم سكجها «، الذي صدرله قبل أيام الجزء الأول من سيرة روائية حملت عنوان  «انا ولكن» -  كتاب المقدمات، وأهداه لأمه – في يوم الأم ،تناول فيه هجرات وارتحالات بدأت من يافا، لتتواصل إلى القدس وعمان وبيروت وبغداد ودمشق وفاس وصنعاء وصولا إلى باريس .
 
وقال سكجها : أن الهدف من الإهداء  هو دعوة من أحبهم لقراءة كتابي، وليس للكتابة عنه،  فهناك أكثر من وسيلة للترويج بعيدا عن الاهداءات مثل حفلات التوقيع وغيرها ، بالإضافة إلى أن أغلب إهداءاتي هي لأصدقاء خارج الوسط الاعلامي ، أما لماذا فكرت في إهداء مجموعة من الأصدقاء نسخا من كتابي- أضاف باسم - فلأني وضعت نفسي مكان القراء، فأنا أتمنى أن تصلني نسخة من كل كتاب يصدرلأصدقاء أوزملاء لي  ، لهذا فكرت فعلا أن أقوم بإهداء نسخ من كتابي لعدد من المقربين إلى نفسي ، فالكتاب أثمن هدية تقدم لصديق عزيز  .  

العرفان بالجميل
 
وحول تلك اللمسات الانسانية، التي تتضمنها إهداءات بعض الكتاب والموجهة  للمقربين او من أثروا في حياتهم قال» باسم «: هو نوع من العرفان بالجميل وليس بالضرورة ان يكون من أهدي له الجهد أحد الاقارب ، هناك شخصيات أو أماكن أثرت في الكاتب فيقدم لهم مؤلفه ، ومثل هذه الاهداءات يحرص «باسم سكجها « على أن تكون فقط في إصداراته الأدبية ، وما عدا ذلك مثل كتب الدراسات ، فلم يحصل أن قدم  بها إهداء لأحد.

 
إهداء مزدوج
وبصفتها قارئة لكثير من الكتب  خاصة التي تصلها كهدية ،  قالت» إيمان»  أن يصلك كتاب وعليه إهداء بتوقيع كاتبه يشعرك بمزيد من الاهتمام وبخاصة اذا  كان الإهداء ناعما،وإذا ما كانت تربطك بالكاتب معرفة أوصداقة ،  وأضافت :  أن أجمل ما تلقته كان إهداء مزدوجا من أحد الكتاب ربط بينها وبين زوجها بطريقة ذكية ولطيفة ،حيث تضمنت عبارات الاهداء :» إلى فلان العزيز...وقبله إيمانته – يقصدني أنا» وقد أسعدني ذلك كثيرا.

دعوة لقراءة الكتب
أما «هاني» فيعتقد أن ما تخطه اقلام الكتاب من اهداءات لبعض الاصدقاء أوالمعارف هي في الحقيقة دعوة  لقراءة الكتب  و لفتة تشعر القراء بالاهتمام  والتقدير،  لكنني – قال هاني - لا أتوقف كثيرا عند عبارات الاهداء  ،وليس مطلوب من الكاتب أن يختار لكل قارىء أو صديق كلمات إهداء خاصة به،  الاهداء حتى لو كان فقط بتوقيع الكاتب شيء جميل  .

فيلم ناجح
وفي جولة بين بعض الإهداءات الطريفة  نقرأ إهداء الروائي ومؤلف العديد من كتب الأطفال «بياس وولف»، حيث ورد في اهدائه  مذكراته:»  إلى أول أزواج أمي الذي اعتاد على القول أن ما أجهله في هذه الحياة كفيل بملء كتاب « والجميل أن هذا  الكتاب تحول إلى فيلم ناجح، قام ببطولته نجم فيلم التايتنك الشهير « ليوناردو دي كابريو».

لزقة أبدية
أما مقدم برامج اذاعية وتلفزيونية شهير»يوارد ستيرن» فقد أهدى مذكراته إلى زوجته قائلا:» أهدي هذا الكتاب إلى زوجتي «أليسون « التي تحملت معي صعوبات الحياة قبل أن أصبح معروفا ولم تهتم بالأمور المادية  لأنها «لزقة أبدية « والطريف ان «اللزقة» انفرطت حيث حصل الطلاق بين الزوجين بعد عشرين عاما من الزواج.

ذكريات سمين سابق
اما الاعلامي السعودي «تركي الدخيل «  فقد اهدى كتابه» ذكريات سمين سابق» و تحدث فيه عن تجربته في التخلص من السمنة، إلى الميزان بأنواعه الالكتروني وذي المؤشر الاحمر، و قال في الاهداء «  أيها الصامد امام أوزان البشر وتتحمل  البدين والنحيف ما يمن تصبر على ثقل دمهم، قبل ثقل أجسادهم ، الذي طالما أبكاني وأفرحني، يا من أحسن رسم البسمة على محياي، يا من انتزع مني تكشيرة، أو غرسها في وجهي، إليه وقد أصبح جزءا لا يتجزأ من يومي، ويوم الملايين من البشر، شكراً لك على تحملي يوم كان ينوء بحملي العصبة أولو القوة، ذكرى وفاء وامتنان وتقدير

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com