الثلاثاء، 2 أبريل 2013

مكاتب مهجورة تتحول إلى مساكن في باريس




ارجنتوي - موظفون شباب يسكنون بطريقة شرعية في مبنى مهجور كان يضم مكاتب... هذه الصيغة غير المسبوقة تسمح للمالكين بتجنب أن يتم مصادرة مبانيهم أو تعرضها للتخريب وإلى شباب أوروبيين بالإفلات من الإيجارات المرتفعة جدا.
ويقول اليكسيس (23 عاما) الذي يقيم في مبنى كان يضم مكاتب في منطقة باريس في مقابل 200 يورو في الشهر "أمي تشعر بالذعر، إلا أن زملائي يعدون أن الأمر رائع".
المبنى البالغة مساحته 10 آلاف متر مربع في ارجنتوي بينها جزء كبير من المستودعات، كان خاليا منذ أشهر عدة عندما قرر مالكه أن يسلمه إلى شركة "كاميلو" بهدف تأمين وجود يحفظه بانتظار إيجاد شركة تستأجره من جديد.
فقد أطلقت الحكومة الفرنسية الاشتراكية إجراءات لوضع اليد على المباني الخالية التي تملكها شركات أو مصارف أو شركات تأمين لإسكان مشردين فيها. وإلى جانب ذلك تنظم جمعيات بانتظام عمليات احتلال أبنية فارغة.
ويوضح مدير المبنى الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "لقد احتل بعض الغجر مرآب هذا المبنى وقد طردوا ثلاث مرات". وبعد حسابات سريعة تبين للمالكين أن "كلفة حراسة المبنى تصل إلى 15 ألف يورو شهريا، أما مع شركة كاميلو فإن الأمر يكلف ألف يورو فقط".
اليكسيس دوليس كان يرغب بإيجاد مسكن قريب من مقر عمله لكنه لم يكن "يملك ميزانية كبيرة" نظرا إلى أسعار الإيجارات المرتفعة جدا في منطقة باريس . ويوضح "سمعت من أحد الزملاء عن هذا الأمر، وقد حصلت على معلومات إضافية عبر الإنترنت. ووجدت الفكرة ممتعة و"خارجة عن المألوف".
المفهوم غير معروف جدا في فرنسا بعد وقد أدخل إليها العام 2011 فقط في حين أنه معتمد كثيرا في هولندا بلد المنشأ. ويوضح اوليفييه بيربودو مدير تطوير هذا المفهوم في فرنسا، إن في هولندا "أكثر من خمسين ألف شخص يعيشون على هذا الأساس". وقد انتشر هذا الأمر أيضا في بريطانيا وإيرلندا وبلجيكا.
فهؤلاء "المقيمون المؤقتون" يجدون أماكن خارجة عن المألوف ليحطوا رحالهم فيها، من أديرة في إيرلندا وثكنات عسكرية في إنجلترا إلى متنزهات ترفيهية في هولندا.
ويقول سيمون لافاليت (25 عاما) وهو أحد سكان المبنى نفسه في ارجنتوي أيضا، مبتمسا "أنا في شقتي لدي خزنة". وقد كان أول الواصلين إلى المكان حيث نصب سريرا قابلا للطي وجهازا للتدفئة في غرفة مساحتها 30 مترا مربعا تقريبا مع شبابيك ثابتة.
ويوضح "في البداية كنت بمفردي وكان المكان شاسعا بالنسبة لي". وثمة ممر طويل جدا يفصل بين الشقق، فإلى اليسار مساحات مشتركة وإلى اليمين حمام ومطبخ ومراحيض.
ومن الأمور الملفتة أيضا أن ثمة مجسات للدخان وعدة مطافئ للحريق. ويمنع على الشباب التدخين أو إضاءة شموع لتجنب أي خطر بنشوب حريق. ويمنع عليهم أيضا إقامة حفلات أو اصطحاب حيوانات.
ويعد اوليفييه بيربودو أن نمط الحياة هذا الذي يقوم على تشارك المسكن يستقطب خصوصا "الشباب الذين يجذبهم هذا الجانب غير الامتثالي. وهو ليس موجها للعائلات".
المرشحون هم شباب "مسؤولون" لديهم عمل يتم اختيارهم بعد مقابلة فردية. ويجب أن "يكونوا أوروبيين مع إقامة قانونية وعائدات منتظمة وإمكانية أن ينتقلوا للعيش في مكان آخر" إذا اقتضى الأمر.
فسكان هذه الأبنية لا يملكون أي ضمانة للإقامة فيها لفترة طويلة؛ لأن المالك يمكنه استعادة المكان مع إعطاء مهلة شهرين.
ولا يتمتع هؤلاء السكان بأي خصوصية فشركة كاميلو أو المالك يمكنهما زيارة المكان في أي لحظة. وترسل شركة كاميلو تقارير منتظمة إلى المالكين حول وضع المكان.
ويقول جوليان بايو وهو أحد مؤسسي جمعية "جودي نوار" المعروفة باحتلالها لأبنية مهجورة "الوضع لا يوفر الطمأنينة. فبعد انقضاء المهلة الأولى يمكن طردهم".
وهو يقول "لدي شكوك كثيرة" حول مفهوم كاميلو موضحا "فهو لا يوفر عرضا إضافيا على المساكن لأنه يشترط على الأشخاص أن يكون لديهم حلول بديلة".
في المقابل يرى اوليفييه بيربودو أن كاميلو "ليس بديلا عن عدم توافر المساكن التي تؤمن العيش الكريم بل بديلا عن الإيجارات المرتفعة". وهو يقدر عدد الأشخاص الذين يمكن أن يؤمنوا مسكنا من هذا النوع في فرنسا بحوالي 200 ألف شخص.-(ا ف ب)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com