الاثنين، 7 يناير 2013

حاورا أبناءكم

صورة

سهير بشناق - تفاجأت ام روان بكلمات ابنتها البالغة من العمر 11 عاما وهي تحادثها قائلة «لماذا لا تجلسين معي وتحادثيني وتلعبين معنا».
..وبالرغم من ان والدتها تحاول قضاء اكثر وقت ممكن، مع اطفالها بالرغم من عملها الا انها شعرت ان الاطفال في عمر معين لا يحتاجون لمجرد البقاء امامهم، انما يحتاجون لاكثر من ذلك .
من تبادل الحديث معهم؛ عدا عن مشاركتهم لحظات لعبهم ولو بين فترة واخرى 
وتعتقد امهات بان مجرد الجلوس بالمنزل والبقاء مع اطفالهن يعني انهم قد اكتفوا بذلك الا ان جاجتهم اكبر من ذلك وتزداد كلما كبروا عاما بعد عام .

 تكيف
 تربويا ،الاطفال في عمر العام و الى الاعوام التي تليها ، تختلف احتياجاتهم عن اطفال تجاوزا عمر السادسة من العمر لانهم يحتاجون للتحدث مع امهاتهم وابائهم عن ما يدور بعقولهم وعن علاقاتهم مع زملائهم بالمدرسة وكيفية تعامل المعلمات معهم وهذا الامر ان لم يجدوه يسبب لهم تاثيرات نفسية كبيرة كونهم يبتعدون عاطفيا عن امهاتهم وابائهم .
ولا يقتصر الامر على علاقة الاطفال بامهاتهم فحسب بل ان للأب دورا كبيرا في حياتهم لكنه دور يتلاشى يوما بعد يوم في ظل قناعة الاباء بان الا مهات يتحملن مسؤولية تربية الابناء بمفردهن وهن قادرات على ذلك فيصبح العمل بكافة تفاصيله اولوياتهم ويتناسون ان الاطفال بحاجة لان يشعروا بوجود ابائهم معهم في كافة مراحل نموهم فلا يقتصر دورهم على الدعم المالي فقط فهذا امر لا يشكل قناعة لديهم ما لم يجدوا ابائهم يرافقونهم لحظات حياتهم .
تقول ام عمر – ام لثلاثة اطفال اكبرهم في عمر الرابعة عشرة واصغرهم في عمر الخمس سنوات.

يحب زميلة له !
اعمل في احدى البنوك ولا اعود لمنزلي قبل الساعة الرابعة وتتولى الخادمة الاعتناء باطفالي، لحين عودتي فاكون منهكة من العمل اتابع معهم واجباتهم المدرسية ثم يقومون باللعب لوحدهم او يشاهدون التلفاز ليحين وقت نومهم .
وتضيف : قبل عام اكتشفت بمحض الصدفة ان ابني يحب زميلة له بالمدرسة ولم يخبرني عن ذلك وكان يعاني من مشاكل في علاقته هذه لدرجة انه اصبح انطوائيا وانا لم الاحظ ذلك لاني اعتقدت ان هذا الامر يترافق مع خصوصية مرحلة المراهقة لكن المفاجاة الكبرى لي بان الخادمة بالمنزل كانت تعلم بذلك لانها تقضي معهم وقتا اكبر في حين اني ووالده لم نعلم بالامر بسبب انشغاله الدائم وعودته مساء غير قادر على الحوار معهم فاصبحت العلاقة التي تحكمه بابنائه علاقة غير حميمة ولا يراهم سوى قبل ذهابهم للمدرسة ؟ 
وتؤكد «ام عمر» ان تجربتها هذه جعلتها تعيد طريقة تفكيرها كاملة في التعامل مع ابنائها فهم لا يحتاجون لتلبية احتياجاتهم الاساسية فقط بقدر ما يحتاجون لمن يستمع اليهم ويشاركهم افكارهم ومخاوفهم .

 زوجي يعمل لساعة متاخرة .
وحالة «ام قيس»، ام تعمل معلمة ، قالت عن تجربتها في علاقتها مع اطفالها : عندي ثلاث بنات وولد واحد (..) لا انكر ان اهتمامي بابني كان اكثر من البنات؛ ليس لحبي له اكثر منهن لكن لاني كنت اشعر بالشفقة عليه كونه الذكر الوحيد بينهن خاصة وان زوجي يعمل لساعة متاخرة ولا يجلس معه كثيرا رغم مطالبتي اياه بان يقضي وقتا اكبر معه ليشعر بانه رجل لا ان يبقى ملازما لي ولشقيقاته داخل المنزل .
وتضيف : ابنتي تبلغ من العمر 7 سنوات اصيبت بانفلونزا وارتفعت حرارتها فلازمتها ايام في المنزل وبقيت بجانبها وعندما تحسنت صحتها قالت لي جملة لن انساها « ماما انا احب ان ابقى مريضة كي تهتمي بي وتبقي بجانبي».
وتقول : لحظتها ادركت ان اشنغالنا عن اطفالنا قضية في غاية الخطورة لانهم لا يشعرون بعطفنا وحبنا الكبير لهم فنحن تاخذنا الايام ومتاعب العمل وننسى ان هؤلاء اطفال يتاثرون بكلمة حب ولمسة حنان قد نتجاهلها نحن الكبار اما بسبب التعب الجسدي او الفكري لكنهم لا يفهون سوى حاجتهم للحب والتعبير عن ذلك .
 الاخصائية في مجال الطفولة المبكرة «سناء القاسم» شددت على اهمية ايلاء الجانب العاطفي اهتماما كبيرا لدى الابناء، وهو دور لا يقتصر على الامهات فحسب بل على الاباء ايضا الذين يتجاهلون دورهم في تربية ابنائهم(...) وكثيرا ما يلقون بكامل المسؤولية على الامهات .
دعت الى «ادارة حوار» ولو لفترة زمنية قصيرة بين الابناء وامهاتهم وابائهم او تناول وجبة العشاء سوية ، او مشاهدة فيلم على التلفاز واصطحابهم في نزهة خارج المنزل جمعيها امور تترك اثارا نفسية ايجابية عليهم .
 ان لكل مرحلة عمرية خصوصية معينة فالمراهقون تختلف احتياجاتهم عن الاطفال الصغار فهم يحتاجون للشعور بالامن النفسي والاقتراب عاطفيا من امهاتهم وابائهم كي يتم تعزيز الثقة بينهم كما ان الاطفال الصغار يحتاجون للشعور بالحب والعطف ليس في فترات مرضهم فقط بل في كل الاوقات كي يبقى مفهوم الحب واضحا بحياتهم وايامهم وينمو معهم عاما بعد عام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com