الأحد، 27 يناير 2013

انفلونزا الخنازير: الأعراض والوقاية والعلاج


عمان- الغد- تعرف الانفلونزا بأنها عبارة عن مرض حاد يصيب الجهاز التنفسي، تصاحبه أعراض عدة تتمثل في الحرارة والصداع وآلام في العضلات، بالإضافة إلى الرشح، والسعال، والتهاب في الحلق..، وعادة ما يتعافى المريض من هذا المرض تلقائيا خلال يومين إلى سبعة أيام.
ويصاب معظم الناس بالانفلونزا بسبب فيروسات تصيب الجهاز التنفسي، الذي ينتقل من المريض إلى غيره عن طريق الرذاذ المصاحب للعطاس أو السعال، وهذه هي الطريقة الشائعة لانتقال المرض، لكنه أحيانا ينتقل من مجرد لمس الشخص فمه أو أنفه بعد لمسه أي أداة يحمل سطحها فيروس الانفلونزا، ومن الممكن أن تنتقل العدوى بين المصابين من اليوم الأول للإصابة، أي قبل ظهور الأعراض أو خلال الإصابة، بمعنى آخر أنه من الممكن أن ننقل العدوى لبعضنا بعضا قبل أن نتأكد من إصابتنا بالرشح أو قبل أن نعرف بذلك أصلا.
وينقسم فيروس الانفلونزا إلى ثلاثة أنواع، تعرف بـ(أ) و(ب) و(ج)، والنوعان الأوليان من الانفلونزا (أ) و(ب) مسؤولان عن أوبئة الأمراض التنفسية التي تحدث كل شتاء، مع ما يصاحبها من نسب مرتفعة في حالات دخول المستشفى ولربما الموت أحيانا، أما النوع (ج) فهو يختلف عن النوعين (أ) و(ب) في بعض الجوانب المهمة؛ إذ يؤدي هذا النوع عادة إلى الإصابة بمرض بسيط في الجهاز التنفسي قد لا تصحبه أي أعراض أحيانا، كما أنه لا يتسبب في أي أوبئة وليس له أثر كبير على الصحة العامة كما يفعل النوعان (أ) و(ب).
وتتغير فيروسات الانفلونزا مع الوقت، وذلك من خلال عمليات التحور أو التغير الجيني في البروتينات، وهذا التغير المستمر يؤدي إلى أن يهاجم الفيروس الجديد الجهاز المناعي في جسم الإنسان، وبالتالي يصبح الناس سريعي التأثر بفيروس الانفلونزا طوال حياتهم، بيان ذلك أنه عندما ينتج الشخص المصاب بفيروس الانفلونزا أجساما مضادة ضد هذا الفيروس فإنها تقاومه وتهزمه، ولكن مع تغير الفيروس وتحوله لا يتمكن هذا الجسم المضاد "القديم" من التصدي للفيروس "الجديد"، وبالتالي تحدث العدوى مرة أخرى، مع أنه من الممكن أن توفر الأجسام المضادة حماية جزئية ضد العدوى الثانية.
وحاليا، هناك أربعة أنواع مختلفة من الانفلونزا منتشرة حول العالم: ثلاثة أنواع من فيروس (أ) ونوع واحد من فيروس (ب)، وتنقسم فيروسات النوع (أ) إلى أنواع فرعية تعتمد في أقسامها على فروقات في نوعين من البروتينات (المستضدات السطحية)، والتي تدعى هيمجلوتينين ويرمز لها بالإنجليزية بالحرف (H)، ونيورامينيدايز ويرمز لها بالحرف (N)، ويشار إلى الأنواع الفرعية من انفلونزا (أ) بـA(H2N1) وA(H3N2) وأخيرا نوع A(H1N1) المسبب لما يسمى بانفلونزا الخنازير.
تعريف انفلونزا الخنازير
وفقا لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض الأميركية، فإن انفلونزا الخنازير هي عبارة عن مرض يصيب الجهاز التنفسي في الخنازير ويسببه أحد فيروسات الانفلونزا من نوع (أ) الذي يسبب إصابات بشكل منتظم فيها، وفي العادة لا ينتقل المرض بسهولة من الخنازير إلى البشر، إلا أنه في التطور الحالي للمرض، لوحظ تحور الفيروس المسبب بحيث أصبح انتقاله من الخنزير إلى الإنسان ومن إنسان مصاب لآخر سليم أمرا ممكنا وميسرا.
أعراض انفلونزا الخنازير
تتشابه الأعراض الأولية لمرض انفلونزا الخنازير مع أعراض الانفلونزا العادية، بمعنى أن الإصابة بالحرارة، والصداع، والآلام في العضلات، والرشح، والسعال، والتهاب الحلق.. أمر حاصل للمصاب بانفلونزا الخنازير -لا محالة- كما هو الأمر في المصاب بالانفلونزا العادية، إلا أنه من الممكن أن يرافق تطور المرض هنا الإصابة بقيء وإسهال والإصابة بحرارة عالية جدا، والتهابات في الصدر، وفشل في الجهاز التنفسي يتمثل بضيق النفس، والتهاب رئوي، بالإضافة إلى فشل في عدة أعضاء أخرى في الجسم، حتى يصل الأمر إلى الموت.
ومن الممكن أن تنتقل العدوى بين المصابين من اليوم الأول للإصابة حتى اليوم الثامن منها، إلا أن الخطير في الأمر هو إمكانية انتقال الفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص السليم حتى قبل ظهور أعراض المرض الأولية على الشخص الناقل.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض
من الممكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص الذين يلامسون الخنازير المصابة بالعدوى أو الأسطح الملوثة؛ فالعاملون في مزارع الخنازير هم الأكثر عرضة للإصابة به بالدرجة الأولى، وكما هو الحال في الانفلونزا العادية، فإن الأطفال وكبار السن هم الفئة الثانية الأكثر عرضة للإصابة بمرض انفلونزا الخنازير، لأن أجهزتهم المناعية تكون ضعيفة عادة، ومع ذلك فليس الأمر على إطلاقه؛ فإذا كانت انفلونزا الخنازير مثل الانفلونزا العادية، فمن الممكن أن يكون أي شخص معرض لخطر الإصابة بها، وخصوصا البالغين والأطفال الذين يعانون من أمراض تضعف الجهاز المناعي مثل: أمراض القلب، والربو، والسكري، والإيدز، والسرطان.
علاج انفلونزا الخنازير
هل يوجد علاج لمرض انفلونزا الخنازير؟ في الحقيقة لا يوجد علاج لأي نوع من أنواع الانفلونزا، على أن الدراسات المخبرية أظهرت أنه من المفترض أن تكون الأدوية المعتمدة لعلاج الانفلونزا العادية فعالة في علاج انفلونزا الخنازير، لكن هذا المرض أكثر خطورة من الانفلونزا العادية، ويحتاج المصابون به إلى العناية الطبية الخاصة في المستشفيات.
ونكرر أنه قد يكون لبعض الأدوية المضادة للفيروسات أثر في علاج الحالة في الوقت الحالي، مع مراعاة وجوب تناولها تحت إشراف الطبيب خوفا من أي آثار جانبية، ومع ذلك يتوجب على المصابين بالانفلونزا العادية أن يأخذوا قسطا وفيرا من الراحة والنوم، مع الإكثار من شرب السوائل، كما يساعد تناول الأدوية المضادة للحرارة وأدوية السعال في تخفيف الأعراض، ويجب أن يحرص هؤلاء الأفراد على النظافة الشخصية، بتكرار غسل أيديهم لتجنب نشر الفيروس، وبالطبع عليهم الاستمرار في مراقبة وضعهم الصحي، فإذا ازدادت الحالة سوءا كأن استمرت الحرارة في الارتفاع، أو حصلت إصابة بضيق نفس فعليهم مراجعة الطبيب.
الوقاية من انفلونزا الخنازير
لأن الأمر خطير فعلا، فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وخصوصا أنه لا يوجد مطعوم لهذا المرض حتى الآن، كما لا يمكن الجزم بأن مطعوم الانفلونزا البشرية يمكن أن يقي من الإصابة بانفلونزا الخنازير.
ومع ذلك، فإنه يمكن اتخاذ الإجراءات الاحترازية، التي تتمثل في حماية ووقاية الجسم من الإصابة بالانفلونزا ببناء مانع قوي للجسم، ويمكن الحصول على ذلك من خلال التوازن في تناول الغذاء، وممارسة التمارين باستمرار، والحصول على راحة كافية، والتقليل من شدة التوتر، وعدم التدخين، وعند الإصابة بالانفلونزا يفضل تجنب الأماكن المغلقة، وبالطبع فالنظافة الشخصية ركيزة أساسية في الموضوع، فمن الضروري غسل اليدين دائما، واستخدام المناديل الصحية عند العطس والسعال والتخلص منها فيما بعد بطريقة سليمة.
وأمر مهم آخر هو ضرورة غسل اليدين مباشرة بالصابون بشكل جيد، وإذا لم يتوفر الصابون فيمكن استخدام الكحول فهو أفضل قاتل للجراثيم.
كذلك فإنه من الضروري تثقيف الأطفال والكبار حول أهمية النظافة الشخصية، وتعليمهم آداب التعامل الصحي عند الإصابة بالزكام؛ كوضع اليد على الأنف عند العطس والسعال، واستخدام المناديل الصحية لتجنب نشر العدوى.
وأما بالنسبة للأشخاص كثيري السفر، وخصوصا أولئك المسافرين إلى الدول التي أعلن فيها وجود انفلونزا الخنازير فيفضل أن يتقيدوا بوضع القناع الواقي، وخصوصا في الأماكن العامة التي يكتظ فيها الناس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com