الاثنين، 21 يناير 2013

..على مقاعد الدراسة الجامعية.. وعمال

صورة

سهير بشناق - نراهم في حب وقدرة وعلم ، في مواقع عملهم ، فهم من اختار واراد بحرية ان يعمل ،لاجل الانتاج ودورة المشاركة مع الاهل في متطلبات الحياة والدراسة.
مجموعة من الشباب والفتيات تجلت اعمالهم في مطاعم الوجبات السريعة، يستقبلون طلبات الزبائن ويقدمونها لهم وهم يدركون جدية العمل والانجاز بعيدا عن مفاهيم العيب في اي مجتمع.
حاولوا ؛ نجحوا بهدوء ودون ضجة!.
 الشباب والفتيات بارادتهم وصلوا نحو التغيير ، استبدال لمفاهيم خاطئة ،بمفاهيم حياة جديدة تتطور مع تطور المجتمع برمته .

 البطالة المقنعة 
العمل ليس عيبا ،ولن يكون بديلا عن البطالة المقنعة، التي باسمها يرفض الشباب وخصوصا طلبة الجامعات ،الاقدام على العمل باعتبارة لا يتماشى مع مظهرهم ومكانتهم الاجتماعية(!!) فيبقون على موعد قد ياتي وقد لا ياتي(..) للحصول على وظيفة حكومية ،ولن تحقق لهم طموحهم المطلوب .
عمل شباب وفتيات ،الكثير منهم لا يزالون على مقاعد الدراسة الجامعية بالمطاعم والمنشات المشابهة ، يجب ان يعتبر عملا مشرفا لمن يرغب بالاعتماد على نفسه و خوض تجربة العمل، قبل الانتهاء من المرحلة الجامعية.
 اضافة الى انهم لا يخجلون، من ذلك بل على العكس فهم قد تمكنوا من تغيير مفاهيم الاخرين حيال هذا العمل ،الذي لم يكن في اي يوم من الايام عملا مخجلا لكن التعامل معه وتقيميه، من قبل الاخرين كان يسير باتجاه سلبي .

منح الثقة 
 « رشا « فتاة جامعية ،تعمل في احد مطاعم الوجبات السريعة قالت :» لا زلت ادرس بالجامعة سنة ثالثة وقد جاءت تجربتي بالعمل من خلال صديقة لي كانت تعمل في احد المطاعم ،اثناء دراستها ثم تخرجت من الجامعة وحصلت على وظيفة اخرى بالقطاع الخاص ضمن تخصصها الاكاديمي» .
واضافت : « صديقتي اعتبرت العمل تجربة من نوع خاص، تمكنت من ايجاد مصدر دخل لها وهو « مصروف شخصي « ،ساعد اسرتها في تحمل اعباء الجامعة المادية». 
علاوة على منحها الثقة بذاتها ، وبانها قادرة على العمل والانجاز خاصة وان العمل بمثل هذه الوظيفة لم يكن مقبولا عند كثير من الاسر وخاصة بالنسبة لبناتهن. 
واشارت الى انها :»تعمل في الايام التي ليس بها دوام جامعي وقد تمكنت من تدبر اوقاتها بحيث لم يتعارض عملها مع دراستها بالرغم من بذلها مزيدا من الجهد في ايام اخرى بهدف الدراسة».

 يسهم في بناء الشخصية 
 اما قصة «سارة» فهي في سنتها الثانية الجامعية ، عن تجربتها بالعمل خلال الدراسة فقالت :» في البداية لم توافق اسرتي على عملي (..) واعتبرته عملا لا يليق بالفتيات، الا اني حاولت كثيرا لتغيير موقفهم من العمل ،خاصة بعد وجود اكثر من زميلة لنا بالجامعة تعمل بذات العمل» .
واضافت : نجحت بذلك فقد ساعدني العمل كثيرا سواء من الناحية المادية بالرغم من ان العائد المادي ليس بكثير لكنه بنهاية الامر يساعدني في الحصول على مصروفي اليومي ،كما ان العمل بحد ذاته يعتبر تجربة غنية تسهم في بناء الشخصية ويساعدنا على التعامل مع الاخرين» .
واكدت على ان :»الاساس هو في تغير النظرة السائدة حول عمل الفتاة فالعمل ليس مخجلا ولا يعيب احدا طالما كان عملا نظيفا محترما بل على العكس فأن الاستمرا في العزوف عن العمل له سلبيات كثيرة «.
وان كان عمل الفتاة لم يعد يصنف بالعيب فأن عمل الشباب في هذه الوظائف اصبح بانتشار اكثر واكثر 
يقول « زيد « ، الذي يعمل في مطعم للوجبات السريعة، يقوم بتوصيل الوجبات للمنازل :»اعمل بهذه المهنة منذ عام بهدف توفير « مصروفي الشخصي « فانا لا زلت على مقاعد الجامعة واحتاج لدعم مالي وجدته في هذا العمل» . 
واضاف : «لم يعد هذا النوع من العمل مخجلا بل ان اغلب من يعملون بهذه المطاعم هم من الشباب الاردنيين الذين يؤمنون بان العيب هو ان لا نعمل وان لا نساعد اسرنا ولو بتوفير المصروف الشخصي» .
..» زيد» الطالب والعامل يرى الحياة مع العمل والدراسة : تجربة رائعة، بالرغم من انها متعبة وتحتاج لتكثيف جهود اكبر بالدراسة، وهي سلوك يحتاجه الشاب و خصوصا الفتيات ،كونها تسهم في بناء شخصياتهم الى حد كبير وتزيل ثقافة العيب التي ترافقت الى زمن قريب مع عملنا في المطاعم» .

نقلة نوعية في التربية والمجتمع 
 ان اقدام شباب وفتيات، على العمل في كل مفاصل حياتهم ، بعد النضوج ، يعد نقلة نوعية لهم وللمجتمع الا انه لا تزال هناك مهن معينة يرفضون وخاصة الشباب الاقدام عليها فتبقى مقتصرة على العمالة االوافدة بالرغم من انها مهن لا تعيب، ولا يجب ان تبقى مقتصرة على العمالة الوافدة فأن يعمل شاب بمحطة بنزين او في سوبرماركت يساعد في نقل حاجيات المواطن الى سيارته لا تندرج تحت مفهوم العيب .
 العيب والخجل من الاخرين ، لا يلغي اهمية الايمان بالعمل الشريف، نحن نغير كل ما حولنا من نظرات واراء ، لكن بالعمل والصدق .
 لماذا لا نبدأ بالتغير نحو الافضل؟.
 علينا ان نصل الى الوقت الذي لا نتذمر به من سلوكيات بعض من العمالة الوافدة ونوفر ما يحصلون عليه من اموال لتذهب الى شبابنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com