الأربعاء، 23 يناير 2013

السيــارات فــي عمــان .. أيام زمــان (2-2)

صورة

وليد سليمان - يُعد عام (1927) مرحلة هامة على صعيد النقل في عمان .. ففي ذلك العام كان الحاج عبد الله أبو قورة يقوم بادخال الدفعة الأولى من سيارات نقل الركاب التي كانت هي الأولي في العاصمة وفي وسط البلد عموماً. وكان محل ( الحاج أبو قورة ) يقع في ساحة فيصل في أول دخلة سوق منكو الحالي ، كما كان له كراج يدعى (كراج الأردن ) وبعد أبو قورة دخل سوق السيارات (سيروب انتكاجيان) وكان يملك ((الكراج الوطني )).
وممن دخلوا السوق الحاج ((حسين أبو الراغب )) ((وابراهيم عبد الستار )) وكانا يملكان كراج السفر والاتحاد الأردني الواقع في ساحة فيصل ،دخلة مقهى العاصمة سابقاً، وهناك كراج نقليات ((اٍميل الصالح حتر )) وقد اشترك مع الحاج أبو قورة في تسيير الخطوط الأولى لنقل الركاب بواسطة الباصات في عمان الى المحطة .
هذا ما ذكره الباحث الراحل فؤاد البخاري في كتابه عمان ذاكرة الزمن الجميل ،ثم يكمل قائلا ما يلي :
كما اتفق مع عيسى ألماني صاحب شركة ـ سيارات القدس ـ يافا ـ حيفا ومقرها في مدينة القدس على تسيير خطوط لنقل الركاب بين عمان والقدس . 
ومن النقليات المعروفة أيضاً كراج فلسطين لصاحبه ((قدري اليوسف ))وكان مقره في أول طلوع سينما الخيام مكان استوديو هايك ، وممن سيروا خطوط نقل الى القدس بواسطة سيارات الصالون عبد الرحيم طبلت ، صاحب كراج اتحاد فلسطين 
ثم جاء رجب خشمان وشريكه خالد الواكد ، صاحبا كراج الأندلس.. وعلى صعيد أخر كانت اعداد السيارات التي تعمل داخل العاصمة قليلة في بداية الأربعينيات .ولم نكن نعرف هذا اللون الموحد لها .كما لم يكن العداد قد عُرف بعد .. فكل ما كان يميزها هو خط أبيض عريض يتوسط الزجاج الخلفي للسيارة .وكانت التعرفة لركوب سيارة الأجرة تحدد حسب المسافة ،وكان في كل سيارة عند الزجاج الأمامي ،لوحة مكتوب عليها ((اطلب التعرفه من السائق )) وحتى بداية الخمسينيات لم تكن اجرة الراكب من وسط عمان الى حي من أحيائها تتجاوز القروش السبعة .
ومع بداية الخمسينيات كان نظام السرفيس قد بدأ يعمل بين وسط عمان وأحيائها وكانت اجرة الراكب قرشين ،ثم جاءت مرحلة لاحقة ـ عُرفت فيها باصات (فان فلوكس فاجن ) على بعض الخطوط الداخلية وكانت اجرة الراكب فيها خمسة عشر فلسا .
وللسفر في اتجاه المدن قصة مختلفة كما في سيارات لنقل الركاب 
الى مدن الأمارة حتى منتصف الأربعينيات ، ولا سيارات الى دمشق أيضا ، ولذا كان المسافر الى معان والكرك جنوباً والى الزرقاء والمفرق شمالاً ان يستقل القطار ـ وكذلك من يرغب السفر الى دمشق ..وبعد منتصف الأربعينيات قام الحاج حسين أبو الراغب 
وشريكه ابراهيم عبد الستار بتسيير عدد من سيارات الصالون على خط عمان ـ الشام ،ثم تبعهما (على ظاظا) صاحب كراج النجاح 
الذي كان مقره قرب مبنى مجمع الشابسوغ الحالي .
أديب صباغ و كراج العاصمة للنقليات .
.رشاد برجكلي وشركاه عبد الله العلي .. شركة المواصلات .

رحلات بنات عمان
ومما قرأناه في كتاب بنات عمان ايام زمان للدكتورة عايدة النجار ما يلي :
الرحلة في الباص رقم 3 الى المدرسه ..فعندما كان الباص يصل للموقف في شارع الأمير محمد والذي كان يسمى شارع واد السير 
مقابل البريد كانت البنات اللواتي قد تجمعن يتسابقن لأخذ مركز مميز للجلوس على الكراسي الاولى في الباص التي تسمح النظر في المرآة المثبتة أمام السائق .ونقطة انطلاق الباص كانت محببة لدى البنات وكأنها مكانها اجباري للوقوف فيه ،يبدأ الباص بقطع الشارع الى جبل عمان ليقف عدة مرات ويحمل من ينتظر على الجهة اليمنى ، امام مقهى النيل قرب البريد الى طلعة جبل عمان 
مقابل معرض الحايك المشهور لبيع الملابس و الازياء الغربية العصرية المستوردة من أوروبا .
ويستمر الباص بالوقوف عدة مرات أخرى حتى يصل امام مبنى البرلمان في الدوار الاول بجبل عمان لتنزل البنات والاولاد للعبورللمدرسة ، وكان بعض الاولاد ينزلون قبل الوصول لمدرستهم الكلية العلمية الاسلامية المجاورة لمدرستنا مدرسة زين الشرف ليتمكنوا من كسب بعض الوقت الاضافي لوداع صامت لمن كن محط اعجاب ...الخ .

الباص على طريق المحطة
وتكمل د.عايدة :
وكانت الباصات والسيارات تقطع طريق المحطة لتمر من امام القصر في حالات نادرة عندما كانت عمان تعيش تحولات وتغيرات في توسيع الشارع في أوقات متفرقة ..
مما كان يسعد المارة والركاب وخاصة بنات وأولاد المدارس القادمين من الزرقاء في الباص المرتفع الذي يساعد على التمتع بالنظر الى الازهار والورود الجميلة في حدائق القصر وان كانت لفترة قصيرة .وعندما ينتهي العمل والبناء تعود حركة المرور لطريق المحطة المعروفه ليمر الباص قرب مطحنة التلهوني التي تسمع صوت حركة المرور لأنها تهدر وهي تعد الطحين لأهل عمان والضواحي وتقع على كوع شارع فرعي يتجه لجبل التاج .

باص الصباح .. بنصف قرش
ومما ذكره الدكتور موفق خزنة كاتبي عبر كتابه محطة عمان:
 كانت رحلة الباص الصباحية رحلة ممتعة حيث يتجمع اكثر طلاب المحطة الذين يدرسون في عمان وبعض البنات كذلك.. فمن الواجب أولاً ان يخلي الطالب مكانه الى جارته الطالبه وكانت العلاقة الاجتماعية جيدة بين الطلاب والطالبات وتتصف بالأدب والخلق ،انما لا يخلو الأمر من طلب المساعدة في مسألة رياضية من طالب أعلى صفاً، حيث كان لابد للباص ان ينتظر حتى يمتلئ ،وكانت اجرة الراكب في السنوات الاولى للأربعينيات نصف قرش ثم ارتفع الى القرش فكان السائق ينتظر الراكب إذا رآه في آخر الحي متجهاً الى الباص ولو بعد ربع ساعة ،.. وعندما يسير الباص كانت تبدأ النكات المضحكه والاناشيد الوطنية والتصفيق والهتاف لسائق الباص كي يسرع حتى لا نتأخر عن الحصة الأولى.وكانت سيارات الجيش الكبيره تخرج من المعسكر صباحاً متجهة الى عمان فتكون فارغة ويحدث ان لا نجد الباص واقفاً فيقف اكثرنا نؤشر لسائقي سيارات الجيش ان يأخذونا معهم ولما كان من بيننا عدد من ابناء الضباط فكانوا يقفون ونصعد الى تلك السيارات التي تسير ونصل مبكرين وتكون حجة السائق فيما لو اوقفته الشرطة العسكرية انهم اولاد الضباط والجنود في الجيش العربي ..وبذلك يوفر كل واحد منا تعريفه اى نصف قرش !!.

الباص الاخضر والباص الاحمر
أما عودة الطلاب بعد العصر فلا يوجد تجمع واضح ، فقد كانت سيارات الجيش تأتي بالافراد من المحطة لتصل بهم الى ساحة الجامع الحسيني وكان اكثرهم من الرتب الصغيره وكانت السيارات من سيارات الشحن المتوسطة ، فكنا أحياناً نقف عند باب الجامع كي نعود مع السائق الذي افرغ حمولته وكان اكثر السائقين من سكان حي الضباط وبرتب بسيطة ولذلك ، يعرفون اكثر الطلاب ويعرفون أباءهم ويأخذون الواقفين في سيارتهم . 
فاذا حصل ولم نجد سيارات الجيش أو رفضوا ان يأخذونا فقد كان علينا ان نسير الى موقف الباص وينتظر حتى يمتلئ الباص بالركاب . وحدث ان غنم الجيش في احدى معاركة ضد الفرنسيين اثناء دخول الجيش البريطاني درعا سيارة كبيرة طويلة من نوع (رينو) فاذا كانت السيارة هذه موجودة عند العصر وسائقها يعرف الجميع فقد كان أهله من السكان المعروفين وكانت سيارته تتسع لجميع الطلاب ،فكان يأخذنا على مسؤوليته ، بشرط ان ننشد ونغني طيلة الرحلة وكنا نفرح عندما نعود من المدرسة حيث كانت ساحة الجامع بطريقنا الى الباص فاذا رأينا سيارة الرينو فنقول اننا لن نتأخر وسنوفر بعض المصروف .وكنا نسمي هذه السيارة (الحارة )وكان يقودها (عبد الله بدرة) وهو جندي من أصل شامي وكان مرحاً لطيفاً ومدعوماً إذ كان نسيباً لجميل الصالح حتر الرجل المعروف والمحبوب في المحطة .
وهذه الرحلات تلاشت تدريجياً بسبب ترفيع اكثرنا الى الصفوف الأعدادية والثانوية فأصبح أحدنا يستحي ان يركض وراء سيارة الجيش وكذلك بسبب استعداد الجيش لحرب 1948 ،وهكذا صرنا نعتمد على الباص في الذهاب والاياب ، حيث اجرى لنا كل من جميل الصالح صاحب الباص الأخضر وعبدالله ابو قورة صاحب الباص الأحمر اجروا لنا تخفيضاً رغم اننا كبرنا وصرنا نشغل مقعداً في الباص فكنا نشتري دفتر 100 ورقة بنصف دينار فتصبح الرحلة بتعريفة فقط.

السفريات وكراجات السيارات
وجاء في كتاب الدكتور رؤوف ابو جابر تاريخ شرق الاردن واقتصاده في القرن 19 وحتى منتصف القرن 20 ما يلي:
 الكراج الوطني...     سيروب انيتكاجيا الارمني
من اوائل من عملوا في حقل نقليات الركاب _كانت له عدة سيارات تكسي.
كان له في العام 1946 مكتب وسط شارع فيصل قرب محلات وديع أسعد .
تخصص في تنفيذ طلبات القصور الملكية ونقل تلاميذ وتلميذات المدارس الخاصة .
بعد ذلك بسنوات قليله باع حصته في هذه الشركة الى اخرين ورحل عن عمان ربما الى لبنان .

 كراج ابو قورة .. عبد الله أبو قوره 
جاء الى عمان من السلط _ من اوائل من اقتنوا السيارات ربما هو وجميل الصالح من الأوائل في اقتناء الباصات وتسيرها على خط عمان المحطة بأجرة مقدارها نصف قرش للراكب في اوائل الثلاثينات .
ويذكر د.رؤوف أبو جابر قائلاً : وأنا أذكر خدمات هذه الباصات عندما كانت تقام مباريات كرة القدم بين النادي الفيصلي والفريق الاخرى بما فيها النادي الاهلي ومدرسة المطران ومدرسة الحكومة وفريق سلاح الجو البريطاني وكانت الضغط شديداً على الباصات لتنقل الاعداد الكبيرة من الركاب المستعجلين لقطع هذه الخمسه كيلو متر بين المحطة وعمان ذهاباً ومثلها اٍياباً .
كما اذكر الطوشات التي كانت تحصل بين سواقي وكونترولية الفريقين عندما يكون اختلاف على الدور أو ما شابه ذلك. . وعبد الله أبو قورة كان رجلاًَ مثابراً وقد ساعد 
 مكتبه في وسط شارع فيصل لاًن يصبح معروفاً ،وقد كان صاحب مبادرة تاُسيس الكلية العلمية الاسلامية في عمان 
عام 1950 حيث كان من اوائل المؤسسين وكبار المتبرعين لها ..ومعه شقيقه الاُستاذ الحاج عبد اللطيف أبو قورة .
إن وجود مركزه في وسط شارع فيصل كما ذكرنا سابقاً اعطاه الفرصة لمواكبة ما يحصل في العاصمة .
وأنا اذكر الجو الحماسي المسيطر عام 1956 ،عندما أصر مع مجموعة من شباب عمان اجتمعوا عفوياً عند سماع نبأ اٍعفاء جلوب باشا من الخدمة في الجيش على رفع سيارة جلالة الملك الحسين في وسط الشارع وهو بداخلها أثناء 
مروره لأول مرة بعد صدور الارادة الملكية بالموافقة على انهاء الخدمة تلك .

كراج ومحل تجاري _ جميل الصالح حتر
جاء جميل من الفحيص الى عمان في العشرينات وفتح محلاًَ تجارياً في المحطة التي كان قد أنشئ فيها حديثاً المعسكر الكبير والسجن المركزي ،بالاضافه الى محطة سكة الحديد الحجازية ،وقد تعاطى العمل في التجارة بانواع مختلفة وخصوصاً الاسلحة والذخيرة .
كما كانت لديه عدة باصات كان يشغلها على خط عمان المحطة ،وكانت المنافسة _ حامية بينها وبين باصات عبد الله أبو قورة في الوقت الذي كانت المساحة الخلاء بين العمران في عمان حول المدرج الروماني وأبنية المحطة تبلغ حوالي الخمسة كيلو مترات ، وكانت الحاجة لذلك للتنقل بالباصات هذه أمراً يومياً لذوي الحاجات والمصالح . في الوقت الذي لم يكن فيه لدى الناس اية سيارات خصوصية كما في هذه الأيام . وكانت حركة التنقل تزداد كثيراً عندما تكون هنالك مباريات لكرة القدم في ملعب المحطة .
أو حين تقام عروض الجيش العربي في المعسكر أو في الساحة المجاورة .

 كراج مأدبا _ محمد تيسير عريضة
كان متخصصاً في النقليات بين عمان ومناطق الجنوب مثل مأدبا وماعين والكرك والطفيلة ومعان __ وكان قد بدأ عمله بسيارة ماركة بويك كشف موديل 1932 واذكر انني 
رافقت العائلة في رحله من السلط الى وادي الشلالات الحارة في منطقة ماعين عام 1935 وكانت الطريق وعرة وصعبة التعرجات الا ان السائق تيسير كان ذا مقدرة خاصة في القيادة ويعرف كيف يعالج صعوبات الطريق غير المعبدة .بعد ذلك بعدة سنوات اشترى سيارات اخرى وباص كان يعمل على خط عمان مأدبا ، ويقدم الخدمة الجيدة للركاب من مناطق ام الحيران والجويدة واليادودة وأم العمد ومنجا حتى مأدبا. 
كراج النصر والاتحاد الاردني أبو الراغب و عبد الستار 
كانت من اكبر الشركات لنقل البضائع وقد تمكن حسين أبو الراغب ( أبوموسى ) بشخصيته الشعبية من تكوين ثروة من عوائد النقليات بما فيها تعهدات الجيش البريطاني ،ومن خلال التعاون مع متعهدي قوات الحلفاء واصف وحنا شلبي البشارات .

كراج فلسطين __ قدري اليوسف
من ابناء السلط أصلا وكان عمل في حقل النقليات حتى أواسط الأربعينات وبعدها انتقل إلى إدارة املاكه وبني البناية 
الكبيرة الواقعة في بداية شارع الأمير محمد وكان فيها فندق بلاط الرشيد عند تأسيسه .

 كراج العاصمة __ أديب الصباغ
جاء من السلط ، كان نشيطاً في نقليات الركاب بين عمان والعواصم المجاورة وخصوصاً القدس ، كما كان يتعامل مع نقليات البضائع وخصوصاً إلى فلسطين عندما كانت الاسواق بحاجة ماسة الى البضائع التي كانت تستورد من قبل التجار في الاردن . وتفرعت أعماله في الخمسينيات وتعاطي اعمال الوكالات لقطع السيارات والاطارات والكاوتشوك وبالذات اطارات ميشلان الفرنسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com