الخميس، 31 يناير 2013

تكليف الأبناء بمسؤوليات منزلية يطور شخصيتهم

مريم نصر

عمان- يبدي الأطفال اهتماما مبكرا بالاعمال المنزلية فيبدأون بالمساعدة من منطلق التقليد، وعلى الآباء مدح الأطفال في تصرفهم هذا لأن تكليف الابناء في عمر مبكر بمسؤوليات منزلية أمر في غاية الضرورة لتطوير شخصياتهم ومهاراتهم.
والمساعدة في أمور المنزل يعلم الأطفال فكرة المشاركة والمساعدة، كترتيب ألعابه في صندوق الألعاب وترتيب الملابس في الخزانة، وبذلك يعتاد هذا النمط ويكون أسلوب حياته. 
ويقول البروفيسور جون توينج المتخصص في العلاج السلوكي إن إشراك طفل في أداء بعض المهام المنزلية، ينمي ثقته بنفسه ويشعره بالالتزام نحو الآخرين. 
ويقول توينج يجب على الام أن تشعر الطفل بأهميته وتغريه بإنجاز المهمات المنزلية الموكلة إليه، وهذا الأمر يقوم سلوك الأطفال لأن شعورهم بالمسؤولية يجعلهم يحاولون الابتعاد عن القيام بالسلوكيات الخاطئة. 
 ولا بأس من جعل الأطفال يختارون المهمات المنزلية التي تتناسب وميولهم كوضع الأطباق على المائدة أو رفعها أو وضع الملابس المتسخة في سلة الغسيل‏، أو وضع الكتب أو الملابس أو اللعب في أماكنها أو تفريغ سلة المهملات‏.‏
وتقول اختصاصية التربية باميلا فريمان، إن على الآباء متابعة الطفل أثناء العمل ولا يجب التركيز على اتقان العمل، إذ يكفي أنه يبذل مجهودا ويحاول، لذا لا بد من مدحه وتشجعيه ومكافأته وتقدير جهده، حتى لا يشعر بأن ما يقوم به لا قيمة له، وتضيف "وإن لاحظت أن العمل الذي قام به يحتاج إلى مزيد من التنظيف مثلاً فلا تقومي بإعادة التنظيف أمامه"، بل يمكن مساعدته على تحقيق النجاح من دون أن يشعر بذلك.
ولا بد على الأم أن توفر للطفل أدوات عمل مناسبة وتبسيط الأعمال المنزلية المطلوبة منه، ويجب على الأم التحلي بالصبر والمرونة في هذه الفترة، وتضيف "كلما كبر الطفل في العمر وجب على الأم تكليفه بالقيام ببعض الأعمال الأخرى". إذا شعرت الأم أن  الطفل يشعر بالتعب أو بأن لديه واجبات مدرسية كثيرة فقومي بإعفائه من العمل المنزلي في ذلك اليوم. وتنبه فريمان على ضرورة أن تشكر الأم طفلها دائماً على ما يقوم به حتى لو كان ذلك عملاً ناقصا أو بسيطا. 
وتضع فريمان قائمة بالمهام التي يمكن للأم أن توكلها للطفل حسب عمره، وتقول من عمر 2 - 3 أعوام يمكن للأم أن تطلب من طفلها ترتيب الالعاب في السلة أو وضع الغسيل في داخل الغسالة القيام بإزلة الغبار بالمنفضة أو فوطة التنظيف الخاصة، وتكنيس الأرض بمكنسة صغيرة، المساعدة في نشر الغسيل أو طيّه وكذلك ترتيب السرير. 
من عمر 4 الى 5 أعوام تقول فريمان القيام بما ذكر في الأعلى، بالاضافة الى افراغ سلة المهملات، ترتيب طاولة السفرة غسل الأطباق بإشراف الأم وكذلك طي الجوارب والعمل في الحديقة وإطعام الحيوانات الأليفة في حال كانت الأسرة تملك واحدا. 
ومن عمر 6-8 تشير فريمان الى امكانية زيادة المسؤولية على الأطفال فبالإضافة الى المسؤوليات السابقة يمكن القيام بتحضير الطعام كغسل الخضراوات وتحضير المكونات والقيام بالتقطيع، والمساعدة في الطبخ وتحريك الطعام تحت اشراف الأم. كما يمكن للأطفال بهذا العمر القيام بطي الغسيل وتعليقه في الخزانة والمساعدة في كنس الأرض بالمكنسة الكهربائية، والمساعدة في الشطف. 
من عمر 9 الى 11 عاما يمكن بالاضافة الى الاعباء الأخرى، أن يبدأ الطفل بتحضير وجبات الطعام البسيطة ومسح الأرضيات واخذ القمامة الى سلة الحاويات أمام المنزل. 
أما من عمر 12 الى 14 عاما فتقول فريمان يمكن للطفل اعداد وجبة كاملة وتنظيف الثلاجة وتعزيل خزانة الملابس والألعاب والكتب، وبعد هذا العمر يمكن الاعتماد كليا على الطفل في القيام بالاعمال المنزلية بعيدا عن الاشراف. 
وحين يكبر الطفل وهو معتاد على العمل المنزلي يصبح مراهقا مسؤولا يحب العطاء ولا يسبب المشكلات، لأنه يعرف معنى المسؤولية وهذا الأمر يوطد العلاقات الأسرية وكل هذا يبدأ من عمر مبكر.

mariam.naser@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com