الاثنين، 28 يناير 2013

لماذا يحرموا من الاحتضان ؟

صورة

سهير بشناق - لم تترد قبل ثلاثة عشر عاماً من احتضان طفلة من إحدى دور الرعاية، كانت تعاني من إعاقة بصرية تبعا للمسميات التي نطلقها على بعض الأطفال الذين يعانون من صعوبات معينة في الحياة، كالتعليم أو ضعف البصر لكنها جميعها صعوبات تزداد كلما تعرض الطفل إلى الإهمال العاطفي بالدرجة الأولى فيتعايش مع معاناته التي يمكن لها أن تتغير إلى الأفضل إن وجد من يتفهم وضعه وينظر اليه بنظرة الحب لا بنظرة الشفقة فحسب .
طفلة كانت في دار للرعاية لم تحظ بفرصة الإحتضان إلا بعد ان بلغت من العمر ثلاث سنوات ، لأن خيارات الاحتضان لدى الكثيرين وخاصة الاسر العربية خيارات اساسها ان لا يكون الطفل يعاني من اية مشكلة صحية او اعاقة ،اضافة الى ان الاسر التي ليس لها اطفال تفضل احتضان الاطفال حديثي الولادة لم تتشكل لديهم بعد تجربة دور الرعاية وتاثيراتها التي قد لا يتمكن الطفل من نسيانها .
الاسرة التي احتضنت الطفلة لم تتعامل مع الاحتضان كرغبة في تحقيق الامومة الغائبة عن حياتهم فحسب، بل تعاملت معه كرسالة انسانية تحمل معها فرصة حياة جديدة لطفلة لم يكن بالامكان لاحد ان يحتضنها ليس لاسباب جوهرية سوى انها تعاني من ضعف في البصر وتعيش بانطوائية ملاحظة .
وهي اسباب عزوف اسر عديدة عن احتضان طفل يعاني من اية اعاقة ولو بسيطة فتكون خياراتهم مختلفة .

 الحب والإهتمام 
غادرت الطفلة بعد استيفاء كافة شروط الاحتضان الى خارج الاردن وعاشت حياة عنوانها الحب والاهتمام، فامنت الاسرة المحتضنة بها ووفرت لها قبل كل شيء الرعاية التي يكون اساسها الحب الذي من خلاله تغيرت بشكل كبير فاصبحت الطفلة تتقن عزف البيانو ، والتحقت بالمدرسة بشكل طبيعي دون اية مشاكل وتحيا اليوم كأي طفلة طبيعية لها اصدقاء ، وودعت الانطوائية التي كانت تعيش بها في دار الرعاية لانها وجدت الحب فقط .
هؤلاء الاطفال الذين حرموا من العيش باسر طبيعية حملوا هذا الالم معهم سنوات وسنوات لا يمكن ان يختفي ألمهم الا اذا وجدوا من يمنحهم الحب الذي به فقط يمكن ان يصبحوا مختلفيين .
فهناك صعوبات معينة يعيشون بها ليس لانهم ضعفاء او عاجزون لكنهم لم يجدوا من يهتم بهم، ويوفر لهم الحياة التي يحتاجونها فان وجدوا ذلك تغيرت حياتهم الى الافضل وهذا ما حدث مع هذه الطفلة .

الشعور بالفرح من جديد 
ويعيش أطفال كثيرون في دور الرعاية اما مجهولو النسب ، امهاتهم معروفات واباؤهم مجهولون ، او اطفال لقطاء مجهولو الاباء والامهات ، وتعول وزارة التنمية الاجتماعية على الاحتضان كبديل للأطفال على البقاء سنوات بدور الرعاية وكون الاحتضان يمنح الاسر غير القادرة على الانجاب فرصة للشعور بالفرح من جديد ، فان الاحتضان يشكل املا جديدا لهذه الاسر التي تؤكد مصادر في وزارة التنمية الاجتماعية ان هناك قوائم انتظار لا تزال تنتظر دورها لاحتضان طفل في الوقت الذي بدات الوزارة بانتهاج الاسر البديلة التي توفر للطفل العيش باسرة لا مانع من ان يكون لها اطفال، لكنها ترغب باضافة طفل اخر لها من باب العطف على هؤلاء الاطفال وطلبا للثواب عند الله عز وجل لتربية ايتام ليس لهم ذنب سوى ان قدرهم كان ان لا يعيشوا باحضان امهاتهم ولا يحظوا بعطف الاباء . فالاسر الحاضنة هي الامل الوحيد لهؤلاء الاطفال لمنحهم حياة جديدة بعيدا عن دور الرعاية التي ان بقيوا بها سوف تكون حياتهم سلسلة من الانتقال من دار لاخرى يحملون باعماقهم الام لا تنسى بالرغم من كل الرعاية التي تتوفر لهم داخلها .
لكنها بنهاية الامر تبقى ليست اسرا فالطفل يحتاج لاسرة ولام ولاب يمنحانه الحب الحقيقي ، ويكون هو مصدر اهمتمامهما فالاطفال الذين يعانون من أية مشاكل سواء سلوكية او صحية ليست بالضرورة ان تلازمهم مدى الحياة،، جمعيها مشاكل ترحل عنهم ان حظيوا بفرصة الاحتضان كالاخرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com