الثلاثاء، 22 يناير 2013

الطفل يبدأ بتعلم اللغة وهو ما يزال جنينا


عمان - وجدت دراسة حديثة أن رحلة التطور اللغوي لدى الطفل تبدأ وهو ما يزال جنينا في رحم أمه، وتحديدا خلال الأسابيع العشرة الأخيرة من الحمل. وهذا بناء على ما ذكرته دراسة صغيرة أجريت على رضع أميركيين وآخرين سويديين.
وأضاف موقعا m.medlineplus.gov وWebMD اللذان ذكرا ما سبق أن ذلك يمكن ملاحظته خلال الساعات الأولى من حياة المولود. كما أن المولود يتمكن في ذلك الوفت من التمييز بين لغته الأم التي اعتاد عليها وهو في رحم أمه وبين اللغات الأخرى.
ويذكر أن هذا الاكتشاف يقدم رسالة للأمهات الحوامل مفادها أن الجنين يستمع ويتعلم ويتذكر في المراحل الأخيرة من الحمل. أي أن دماغه لا ينتظر الخروج إلى العالم ليبدأ بالتعلم، وهذا بحسبما ذكرته الدكتورة باتريشا كيه كول، وهي من جامعة واشنطن.
أما عن كيفية الدراسة التي توصل الخبراء من خلالها إلى هذا الاكتشاف، والتي شارك فيها 80 طفلا أميركيا وسويديا تصل معدلات أعمارهم إلى 30 ساعة، فقد قاموا بربط لهاية ذات تقنية عالية بحاسوب يقوم بقياس ردود فعل المواليد تجاه الأصوات، حيث تم إسماعهم أصوات حروف العلة من لغتهم الأم وأخرى من لغة ثانية، وذلك في الوقت الذي كانوا يقومون خلاله بمص اللهاية المذكورة.
وتجدر الإشارة إلى أن حروف العلة هي الوحدات اللغوية ذات الصوت الأكثر علوا.
وقد مثل عدد المرات التي قام بها المواليد بمص اللهاية صوت حروف العلة التي جذبت انتباههم بشكل أكبر. وبالفعل، فقد قام المواليد من كلا البلدين بمص لهاياتهم لمرات أكثر عند سماعهم للغة الأم الخاصة بهم.
وأشارت الدكتورة كول إلى أن الجنين بإمكانه سماع صوت أمه أثناء وجوده في رحمها، وذلك بسبب قيام الجسم بتضخيمها.
وأشارت إلى عدم ضرورة قيام الحامل بوضع سماعات الأذن على بطنها لإسماع طفلها الأصوات، ذلك بأنه يعيش في صخب داخل رحمها. فالتعرف على صوت الأم يحدث تلقائيا.
وعلاوة على ذلك، فإن صوت الأم يرتبط أيضا بالحركة. فهي تتحرك عند التحدث كما وأن حجابها الحاجز يتحرك في ذلك الوقت، ما قد يجعل هاتين الحركتين أمرين مساعدين على تعزيز قدرة الجنين على التعرف على صوت أمه.
ومن الجدير بالذكر أن اختصاصيي النطق متحمسون لهذا الاكتشاف، منهم ميليسا ويكسلر جرفاين التي ذكرت أن ما بينته تلك الدراسة هو أن المواليد يتعلمون ويضبطون أنفسهم على أنماط حديث اللغة التي يتعرضون لها في وقت أسرع مما كان من المتوقع. وأضافت أن ذلك ﻻ يؤكد ضرورة قيام المرأة بالتحدث أثناء الفترة الأخيرة من حملها فحسب، وإنما يؤكد أيضا ضرورة استمرارها بالتحدث إليه مباشرة بعد الولادة للمساعدة على حدوث التطور اللغوي لديه.
أما الطبيب ديفيد مينديز، وهو من مستشفى ميامي للأطفال، فقد استنتج من خلال نتائج هذه الدراسة ضرورة بقاء الأم الحامل في بيئة خالية من الضغوطات النفسية قدر الإمكان. كما نصح الأم بالتحدث مع وليدها بأسلوب هادئ وبتجنب الصراخ وغيره من الأساليب العنيفة من الحديث. 
وقد وصفت الطبيبة نتالي مايغوفيتس نتائج هذه الدراسة بأنها مبهرة. وأضافت أنه من المعلوم مسبقا بأن الأجنة يسمعون الأصوات الآتية من الخارج فضلا عن صوت الأم، لكن مدى تأثير ما يسمعونه في هذه المرحلة على تطورهم اللغوي يعد أمرا جديرا بالاهتمام.


ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني/ وكاتبة تقارير طبية
lima1422@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com