الثلاثاء، 29 يناير 2013

البتراويات يفتخرن بحمل اسم مدينتهن

صورة

إيثار الفرجات - لبعض الأسماء رونق خاص، سيما إذا ارتبطت بمناسبات أو أماكن او أحداث ، فكيف إذا ارتبط الإسم بمدينة من عمر الزمان ك «بترا» التي اختارها العديد من الآباء في وادي موسى اسماء لبناتهم.
ويكاد يكفي حمل اسم «بترا» بحد ذاته لأنه يكون محطة اعتزاز لكل فتاة تعيش داخل اسوار المدينة الوردية ، خصوصا وأن حمل اسم المدينة جعلهن أكثر ارتباطا بالبترا، وحولهن إلى سفيرات لها في الجامعات وأماكن العمل.

 الشهرة 
 «عشقت الإسم من عشقي للمكان، وأضاف لي شيئا من الشهرة» بهذه الكلمات تعبر بترا الفلاحات (25 عاما) عن اعتزازها بحمل اسم مدينتها.
وتضيف ، بعد التصويت للبترا في مسابقة عجائب الدنيا السبع، أصبحت في طليعة المستقبلين لبعض الوفود السياحية حول العالم، ومن ضمنها وفد ضم (50 سيدة) من حاملات اسم المدينة «بترا».
وتتخذ الفلاحات من اسمها «بترا» طريقا لعملها في المجال السياحي، فتصف اعتزازها قائلة: «شعور رائع ومميز أن يكون بينك وبين مدينتك شيء مشترك».

حب المدينة والإعتزاز بها 
أما بترا مهدي النوافلة 19 عاما، فأختير لها هذا الاسم لأنها ولدت في يوم كان والدها الذي يعمل دليلا سياحيا بصحبة مجموعة سياحية تتكون من (50 فتاة ألمانية) يحملن اسم « بترا»، ونتيجة حبه لمدينته واعتزازه بها، فقد آثر أن يختار هذه الاسم لابنته.
وتعبر عن اعتزازها وفخرها ، خصوصا وأنها ابنة المدينة الوردية الخلابة التي تنتمي لها، والتي ارتبطت بها منذ ولادتها من خلال حملها لاسم «بترا».

 أكثر من مجرد اسم 
«اسمي أكثر من مجرد اسم» هذا ما قالته بترا يوسف النوافلة البالغة من العمر 13 عاما وتكمل « بل افخر به لأنه يمثل اسم مدينة لها تاريخ عريق وعظيم».
 وتؤكد بترا، أنها تداوم على زيارة البترا الأثرية مع ذويها مرات عدة في العام ، لتتعلم في كل مرة شيئا جديدا من سحر البترا، سواء كانت زيارتها في الليل أو النهار. 
 وتسعى بترا لأن تكون ناجحة ومميزة كي تحافظ على اسم بترا، الذي اختاره والداها لها حبا بالمدينة؛ شامخا مميزا كما تطمح هي وكما تريد أسرتها.

عجائب الدنيا السبع 
أما خديجة الفرجات والدة الطفلة بترا (6 سنوات الفرجات)، فتصف سبب تسميتهم لابنتهم بهذا الاسم بانها ولدت فترة التصويت للبترا لتكون من عجائب الدنيا السبع (عام 2007) فأحبت هي وزوجها بأن يكون لها في عامها مع مدينتها شيء خاص ومميز، فهي المدينة التي لطالما عشقاها وأحباها وافتخرا وما زالا يفتخرا بأنهما منها ولها ينتميان .
وتوضح استغرابها من مواقف بعض الأشخاص لحظة معرفتهم باسم بترا وتسميتهم لاسمها بأنه «ظلم لفتاة صغيرة مثلها» نظرا لأنه اسم مدينة منحوتة بالصخر، وان التميز بالأسماء يجب أن يكون بعيدا عن أسماء المدن باعتقادهم، وهي تخالف ذلك حبا بمدينتها من جانب، ولتكون ابنتها متميزة باسمها الذي يرتبط بالمدينة الوردية من جانب آخر.

دوافع إختيار الأباء أسماء أبنائهم 
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور صالح البركات يشير إلى دوافع اختيار الآباء لأسماء أبنائهم؛ فهي إما أن تكون دوافع دينية أو اجتماعية أو تاريخية، فمعظم الآباء قد يكون لهم مهن مرموقة وبذلك يسعون من خلال تسمية أبنائهم لإظهار ثقافتهم واطلاعهم.
ويرى البركات أنه من الغريب تسمية الأبناء بأسماء المدن كعدن وبترا وفلسطين، التي قد تكون لدوافع تاريخية أو اجتماعية.
ويبين أن الانفراد بالتسمية تمثل صورة الامتداد على مستوى التاريخ أو التعامل المباشر مع المدينة، فالحالة النفسية لمشاهدتهم لمدينة البترا التي تدل على الإبداع بالتصميم تؤثر تأثيرا كبيرا في المشاهد الذي يسعى من دهشته لتسمية ابنته ب «بترا».
ويوضح الجانب البيئي المؤثر في طبيعة الأسماء خاصة وان هذا الاسم اكثر انتشارا في جنوب المملكة، وخصوصا في منطقة لواء البترا، وهو ليس اسما شائعا هناك بل فريد أيضا.

الإبداع والإيثار 
ويؤكد البركات على أن الاسم يعطي الإنسان مشاعر مختلفة ومتباينة من حيث الرضا وعدمه، خاصة إذا كان اختيار الاسم موفقا أو مقبولا من قبل الناس، أي أن الفتيات حاملات الاسم «بترا» يتصفن بالإبداع والإيثار لما يثيره الاسم من جوانب كثيرة بالنفس، فإذا ما فسرت الأسرة سبب تسميتها سيتسنى لها الإبداع ، فالرضى عن الاسم يبعث الرضا عن الحياة وبالتالي التفاؤل.
ومع ازادياد المكانة السياحية العالمية لمدينة البترا الوردية، يتوقع بأن يزداد أعداد حاملات اسم «بترا» من الإناث، خصوصا بعد أن زاد الوعي المحلي تجاه المدينة ذات الجذور التاريخية والأهمية الحضارية والخصوصية السياحية، وبعد أن انتشر تسمية المواليد الذكور بأسماء ملوك الانباط كالحارث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com