الاثنين، 28 يناير 2013

بترا الوردية .. عربية الضمير

صورة

زياد الطويسي - اذا تعالت الصيحات والصرخات مخاطبة الضمير العربي، فأنظروا أيضا صوب بترا.. فهي عربية الضمير.. تفرح لفرح العروبة وتتألم لألم أهلها وبلدانها.
 حينما وقت اتفاقية السلام عام 1994 وعم السلام ديار الأهل في فلسطين.. فرحت البترا وانتعشت السياحة فيها، وبدأ الاستثمار في القطاع يأخذ مكانه.
 وإذا صاحت القدس وتعالت صرخات الأمهات والأطفال تتألم بترا.. ففي انتفاضة العام 2000 تغير واقع اقتصاد المدينة وشحت مواردها السياحية، ولم تتمكن مدرستنا في وادي موسى من تسيير حافلتي ركوب متوسطة لرحلة الشمال.. كلهم كانوا يقولوا: «فلسطين»..
 كانت فلسطين آنذاك تنزف ونزفت معها بترا.. تألمت لألمها وشحت سياحتها، وتعالت دعوات البترا ومن فيها لأهل فلسطين بالسلام والنصر.
2003 حيث جرح العراق تألمت البترا، وسرح موظفين كثر من أعمالهم في المنشآت السياحية، ولم يستطع كثير أهالي المدينة من الإيفاء بمتطلبات حياتهم.. كانت كل المدينة تعج بسيرة العراق..
 إذا سألت المدرسة الطالب عن سبب تأخره في دفع التبرعات المدرسية، كان يجيب: «العراق» ويكتفي.. ولم يطلب الديانة أموالهم من الناس لأجل العراق، ولم تستقبل بوابة البترا في ذلك الحين الأعداد التي اعتادت عليها من الزوار..
 تغيرت بترا في ذلك الحين، واختلفت تفاصيل الحياة فيها.. كأن مدينة العرب الوردية كانت تعيش ما يعيشه العراق من غزو وقصف وألم.. وكأنها كانت أيضا تعانق صرخات العراقيات اللواتي فقدن أبنائهن في الحرب.
حينما حوصرت غزة تألمت البترا، وتداول الأهل فيها رسائل تدعو لها بفك الكرب ولشهدائها بالرحمة.. في البترا أقيمت آنذاك مسيرة دانت العدوان وهتفت لغزة وشهدائها وهي المسيرة الأولى من نوعها.. وكأن بترا كانت في ذلك الحين تبكي على كل شهيد..
اشتعلت ثورة تونس وبدأت البترا تتغير وفقدت زوارها، وكأنها رحلت بضميرها للوقوف مع أهل تونس.. وكان الوسط السياحي يتداول اسم «تونس» بكثرة..
إلى مصر حيث تغيرت البترا كثيرا وانخفض زوارها بشكل كبير، تلتها اليمن وليبيا وثورات الربيع العربي.. فقل زوار المدينة وتغيرت تفاصيل الحياة فيها وهي تعايش الربيع.. وكأنها تدعو لشهدائه بالرحمة وتستنكر أعمال التخريب..
حيث جرح سوريا، تألمت البترا أيضا ولا زالت تتحسب على أرواح شهدائها وهي تتذكر علاقتها بتدمر والشام.. موقنة أنه إذا تعافى جرح سوريا فإنها ستكون بخير وسيعود نشاطها السياحي الذي اعتادت عليه..
 البترا ذات الضمير العربي والقلب المؤمن بقضايا أمتها جزء هام من العروبة.. تتألم وتتغير فيها الحياة وتقل السياحة وينخفض الاقتصاد حين تراق كل قطرة دم في بلاد العرب.. وكلما صاحت أم شهيد وكلما تحسب مظلوم..
 البترا الوردية التي بناها عرب وتطورت فيها لغة العرب، تستعيد ألقها وزوارها وتبني اقتصادها وتكتمل فيها ملامح الحياة الجميلة حينما يعم السلام أرض العروبة وحينما تبادل جبالها الوردية أمة العرب الابتسامة.. البترا ضميرها العروبة..

فضل شاكر: نادوني بالشيخ فضل

طالب الفنان فضل شاكر وسائل الإعلام وكل الجمهور بأن ينادوه بلقب الشيخ فضل بدلا من الفنان.
ونفى الفنان المعتزل لمجلة 'سيدتي' ما تردد عن ترشحه في الانتخابات المقبلة في لبنان، معتمدا على القاعدة الجماهيرية الجديدة التي كونها بعد اعتزاله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com