الاثنين، 7 يناير 2013

طبيعة المشاكل و الضغوط النفسية اليومية

صورة

د.نايف الرشيدات - تزداد الضغوط والاضطرابات النفسية، أحيانا على الإنسان بسبب وفاة أحد الوالدين مثلا و ما يعقبه من انفصال بين أفراد العائلة كالاخوة و الأخوات أو بسبب زواج الابنة أو الابن و انفصاله عن البيت .
 ان طبيعة المشاكل و الضغوط النفسية اليومية،أو ما قد يطرأ من ضعف في الروابط الزوجية بين الزوجين و بخاصة في الفترات التي تترافق مع أي مما سبق .
و نتيجة لهذه الضغوط قد يتعرض الإنسان لامراض نفسية عدة , و من أهم ما قد يتعرض له الأزواج هو مرض الاكتئاب . و غالبا ما يأتي ما بين سن 45 – 49 أو 50- 54 سنة . و نسبة إصابة النساء اكثر منها في الرجال . و تعود سبب زيادة النسبة هذه عند النساء في هذه الفترة إلى كونها فترة انقطاع الدورة الشهرية و ما يعقبها من تغيرات في وظائف الغدد و الهرمونات, بالإضافة إلى الضغوط النفسية التي تتعرض لها المرأة و المتمثلة في إن فترة الإنجاب و الخصوبة قد توقفت و إن فترة جديدة و غامضة من حياتها قد بدأت .
و في هذه الفترة أيضا قد تفقد زوجها أو والدها و قد تتزوج ابنتها الكبرى و تخرج من بيت والديها مما يترك فراغا لدى الام , و شعور بالقلق لقوة العلاقة الحميمة و خوف الام على ظروف ابنتها في حياتها الزوجية الجديدة و متطلباتها .

على ضوء تلك المتغيرات 
بعض الرجال قد يواجهون صعوبات و يصبحون قلقين و يعانون من أعراض مرض الاكتئاب ،عندما يشعرون بنقص و انحدار في مقدرتهم الجسمانية و الجنسية تجعلهم يعيدون حساباتهم على ضوء تلك المتغيرات , بالإضافة إلى انهم قد يصابون بأمراض عضوية بجانب الصعوبات و الضغوط النفسية مما يؤدي بالتالي إلى مواجهة الواقع الجديد بأن الطموحات و الآمال في سن العشرين و الثلاثين لم تتحقق على الوجه الأكمل أو كما يريد الشخص.
 .. لكن هذه الصعوبات كلها تقل شدتها و فعاليتها أمام الزواج الناجح المبني على التفاهم فيتكيف الزوجان مع الظروف و التطورات في تلك الفترة من حياتهم و يتقبلونها بصبر و واقعية أحيانا تشعر الام بالقلق و باعراض الاكتئاب إذا تزوجت ابنتها التي كانت تربطها بها علاقة عاطفية.
..و( وحيدة أبويها )، هنا تكمن مشكلة الافتقاد .. و لكن سرعان ما تخف هذه الأعراض إذا أنجبت و أصبحت الام جدة و يزول قلقها إذا كان سكن الابنة المتزوجة بجوار أهلها , فتنشغل الام بالعناية بالحفيد الجديد و تطمئن على أوضاعها المستقرة .
الشخص الأعزب في هذه السن ( أو الزوج بدون زوجة أو أولاد ) يعيش في فراغ و عادة ما يشغله الاهتمام بأقرب الناس إليه كأبناء أخيه أو أخته ليعوض الحرمان الذي يعاني منه , و عادة ما يتعرض أحيانا لمرض الاكتئاب إذا لم يتوافر له ما يشغل فراغه و الإحساس بدفء الحياة الأسرية , و يغلب على هؤلاء العزوف عن الزواج لظروف معينة و يتميزون بالسلبية و الابتعاد عن تحمل المسؤولية من الزواج و متطلباته الأسرية المختلفة .

اختصاصي الطب النفسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com