الاثنين، 7 يناير 2013

مفهوم البناء البيئي الأخضر

صورة

مجد الصمادي - تعتبر الأبنية الخضراء صديقة للبيئة , ليس لها أي تأثير سلبي على أي من عناصرها ، وتستفيد من امكانات الطاقة الشمسية والمتجددة كالرياح والمياه وفقا لمتخصصين .
 القطاع العمراني هو احد قطاعات النشاطات البشرية التي تسعى إلى تحقيق البعد البيئي من خلال خفض استهلاك الطاقة والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وفقا لمتخصصين .
ويؤكدون ان مفهوم البناء البيئي الأخضر لا يكتمل إلا إذا أصبح ثقافة عامة لدى الجميع ومادة إجبارية في الجامعات يتم تدريسها للتخصصات الهندسية كافة.
نقيب المهندسين عبدالله عبيدات لفت الى ان :»النقابة تعمل على ترسيخ مفهوم البناء الاخضر من خلال إلزام المهندسين والمكاتب الهندسية بتطبيق كودة العزل الحراري في البناء والكودات الموفرة للطاقة» .
و بين ان:» نظام واساليب ومواد العزل الحراري تسهم في التخفيف على المواطنين من اعباء التدفئة في الشتاء والتبريد في الصيف ,موضحا ان المباني الخضراء المعتمدة على التصميم توفر - 15 الى 25 بالمئة - من الطاقة, وحوالي 20 بالمئة من المياه مقارنة بالمباني التقليدية»


 من جهته بين المهندس عبيدات ان:» النقابة و مجلس البناء الوطني اعدت دليل المباني الخضراء الذي يوضح الشروط والمعايير لتصاميم الابنية , وسيتم اصداره قريبا للمكاتب الهندسية .
واكد ان:» مشروعات النقابة الحالية تقوم على مبدأ الابنية الخضراء كمشروع منتجع قرطبة – العقبة , والاعلان عن جائزة للابنية الصديقة للبيئة «.
امين سر مجلس البناء الوطني الاردني الدكتور جمال قطيشات قال ان:» وزارة الاشغال العامة والاسكان شكلت لجنة لوضع المتطلبات الخاصة بدليل المباني الخضراء بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية بقطاع الانشاءات ( نقابتا المهندسين والمقاولين والجمعية العلمية الملكية وامانة عمان والدفاع المدني ووزارة البيئة والقطاع الخاص والجهات ذات العلاقة ) وتم اقراره وسيصدر قريبا» .
 اجمالا «الدليل» جاء لمحاكاة الواقع الاردني من حيث التوجه لمصادر الطاقة البديلة خاصة في ظل الطلب المتزايد على الطاقة وشح المياه , ومواد البناء , والحفاظ على البيئة ضمن نظام مرجعي مشيرا الى ان الدليل يعتبر ارشاديا وهو اختياري غير ملزم في هذه المرحلة .
 ويرى المتخصص في مجال الابنية الخضراء المهندس احمد الحاج ياسين أن:» أي كلفة إضافية لتحويل المباني لتصبح خضراء تعد استثمارا نظرا للانخفاض المستقبلي في الفواتير الشهرية للمياه والكهرباء , مشيرا الى ان المواد المستخدمة في مثل هذه الابنية لا تؤثر على صحة الانسان وهي صديقة للبيئة «.
وينوه الى انه يمكن تحويل المباني العادية الى مبان خضراء بإعادة تأهيلها كليا باستعمال المواد الصديقة للبيئة وذات التوفير لموارد الطاقة .
رئيس جمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة الدكتور ايوب ابو دية قال ان:» مفهوم الأبنية الخضراء كان موجوداً منذ القدم في بيوت اجدادانا كونها مبنية من القش والطين والنوافذ الصغيرة التي تحافظ على الطاقة «.
واوضح الدكتور ابو دية ان:» الابنية الخضراء تعمل بكفاءة عالية في توفير الطاقة والمياه واستدامة طويلة الأمد من حيث قدرتها على الحصاد المائي وإعادة تدوير المياه والفضلات وخفض مصاريف الصيانة، فضلاً عن خفض أثرها البيئي السلبي على عناصر البيئة ومجالاتها الفاعلة ، من خلال تصميم شكل البناء ولونه، واختيار المواد المستخدمة فيه وتصميم العناصر الجمالية والأنظمة المشاركة في التشغيل».
 ويقول ان من بين الشروط كذلك اختيار الأنظمة الخضراء المناسبة التي تعتمد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والمستخدمة في رفع أو خفض درجة حرارة الهواء الداخلي للوصول إلى الراحة الحرارية المطلوبة لقاطني البناء، بأقل التكاليف الممكنة المصحوبة بأقل صيانة ممكنة ايضا وأطول استدامة يمكن تحقيقها.
ويقول ابو دية ان مفهوم البناء البيئي الأخضر لا يكتمل إلا إذا أصبح ثقافة عامة لدى الجميع ومادة إجبارية في الجامعات يتم تدريسها للتخصصات الهندسية كافة، 
ويبين ان هناك تقصيرا حكوميا في تطبيق كودات البناء الوطني الاردني وعدم وجود جهة رقابية تنفيذية حول وجود عزل حراري في الابنية قيد الانشاء , وهي احد العوامل لجعل الابنية خضراء اضافة الى عدم رفع مستوى المصمم في التعامل مع بيئته من حيث التصميم المعماري المناخي .
ويشير الى ان الجمعية وضمن رسالتها تهدف الى رفع مستوى الوعي بأهمية توفير الطاقة وبناء الابنية المعزولة حراريا والتوجه الى استخدام مصادر الطاقة المتجددة .
ويقول ان تجربته الشخصية في بناء بيت اخضر ( دارة الكمالية ) الذي انشأه عام 2007 والحاصل على جوائز عالمية يضم جميع شروط الانظمة الخضراء من حيث توفير الطاقة والمياه ويعتبر مثالا للابنية في الاردن ولا تزيد كلفته عن اي بناء تقليدي آخر .
المدير التنفيذي للمجلس الاردني للابنية الخضراء طارق فرحان يقول ان المجلس تاسس العام 2009 ويضم اكثر من 65 شركة من جميع القطاعات المتعلقة بالبناء وينتسب اليه مئة عضو مهني وهو مصنف رقم 24 عالميا من قبل المجلس العالمي للابنية الخضراء الذي مقره كندا .
ويهدف المجلس الاردني وفقا له الى نشر مفاهيم الابنية الخضراء وبناء القدرات الفنية للمهندسين اضافة الى عقد برامج توعوية لشركات الاسكان والمقاولين والقطاعات الاقتصادية حول هذه الابنية والشروط الواجب اتخاذها عند البناء .
 ويشير فرحان الى ان كلفة الابنية الخضراء لا تتجاوز 3 بالمئة من كلفة الابنية التقليدية مؤكدا انها تعمل على ضبط النفقات التشغيلية في ظل تذبذب اسعار المشتقات النفطية اضافة الى جودة البيئة الداخلية للمبنى .
ويقول ان هناك مبنيين مصنفين عالميا ضمن الابنية الخضراء هما مبنى السفارة الهولندية في عمان ومكتب منظمة الصحة العالمية في عمان اضافة الى وجود 12 مبنى مسجلا قيد الانشاء ضمن المباني الخضراء.
 المهندس مازن الملكاوي من مركز انشطة صحة البيئة التابع للمنظمة في عمان يقول اننا حصلنا على أول جائزة ذهبية إقليمياً من قبل مركز ليدز للأبنية الخضراء، وهي جائزة دولية للتميز في التصميم المناسب للطاقة والبيئة، واعتبر اول مبنى ذهبي أخضر في الاردن وإقليم شرق المتوسط.
ويضيف ان المبنى قائم ومنذ اللحظة الأولى لتأسيسه على توفير الطاقة والمياه من خلال عدد من التقنيات البيئية المدروسة، مثل الحصاد المائي وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وتدوير المهملات، وكفاءة استخدام المياه وجودة البيئة الداخلية، والتقليل من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون والحفاظ على الموارد والاهتمام بآثارها على الصحة والبيئة وغيرها من الاستراتيجيات الخضراء.
ويعتمد البناء الأخضر وفقا للملكاوي على الموارد الطبيعية لإنتاج الطاقة، ولا يسمح لأي هدر بالحدوث مضيفا أن مكتب المنظمة تمكن من الوفاء بشروط الجائزة من خلال كلفة إضافية في البناء لم تتجاوز ال 3 بالمئة من الكلفة الكلية , وان المبنى الذي تبلغ مساحته اربعة الاف متر مربع صمم ليكون صديقاً للبيئة ومراعياً لقواعد الصحة في التصميم والبناء، بإشراف كامل من شركات اردنية ومهندسين محليين. مدير الهيئة العربية للطاقة المتجددة .
مدير عام الجمعية الاردنية للطاقة المتجددة المهندس محمد الطعاني قال :» المباني الخضراء يجب ان تحقق مفهوم المباني المستدامة والتي يجب ان يكون استهلاكها للطاقة اقل ما يمكن اضافة الى تطبيق جميع المعايير والاسس للابنية الخضراء والمتمثلة بالحصاد المائي واستغلال الطاقة الشمسية ومراعاة مفهوم الطاقة السلبية وغيرها .
ويضيف ان المباني الخضراء توفر 70 بالمئة من الطاقة وحوالي 90 بالمئة من المياه , مشيرا الى ان مبنى الجمعية هو من المباني الخضراء التي تطبق جميع المعايير والشروط .
 ويوضح الطعاني ان الجمعية وانطلاقا من رؤيتها بان تصبح الطاقة المتجددة المصدر الرئيس للطاقة في المملكة , عملت على اطلاق مبادرة الاجيال الخضراء العام الماضي لطلبة المدارس لتعزيز وبناء ثقافة وكفاءة الطاقة المتجددة لديهم مضيفا ان الجمعية تقدم ارشادات وتصاميم للابنية الخضراء مجانا للمواطنين.بترا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com