الاثنين، 14 يناير 2013

غياب الرقابة الاسرية وخاصة «الأب» يعزز الممارسات الخاطئة بحياتهم

صورة

الأحداث ضحايا ..!

سهير بشناق - ..ليس الحياة، مع اوضاعهم سهلة او مبررة..! 
في الوقت الذي يعيش فيه من هم في مثل عمرهم؛ حياة مستقرة داخل أسرهم ، فانهم يعيشون في مراكز للأحداث بفعل مخالفات مع القانون تتراوح بين البسيطة وبين الجرائم التي تصل إلى القتل .

ضحايا أسر لم ترعاهم 
لم يبلغوا عمر الثامنة عشرة بعد ويعيشون تجربة المراكز بما تحمله من معاناة نفسية كبيرة يصعب عليهم محوها من ذاكرتهم ، بالرغم من ان الحدث الذي يبلغ من العمر اقل من ثماني عشرة اذا ارتكب مخالفة قانونية فان ذلك لا يدون له بحسن السيرة والسلوك بالاوراق الرسمية ، الا ان الاحداث يعتبرون ضحايا اسر لم تراعاهم كما يجب ولم توفر لهم الأمن النفسي والاجتماعي كي لا يرتكبوا سلوكيات خاطئة .
وتشير الدراسات الى ان هناك صلة مباشرة بين وجود الأحداث في المراكز ودور الرعاية ووجود ابائهم في السجون ، مما يدل على ان هناك دور كبير للأسرة على سلوك الاحداث الذين يسيرون بطريق خاطىء يقودهم بنهاية الامر الى المراكز .
هؤلاء لهم قصص مؤلمة وان اختلفت عنواينها فأن يبتعد حدث عن اسرته بعد اصدار حكم قضائي بحقه ، سواء كان ذلك بتوقيفه او بحكمه نتجية ارتكابه سلوك يخالف عليه القانون ، يعني ان يبدا حياته بطريقة خاطئة يبقى يحمل في ذاته هذه التجربة وقد يقدم على تكرارها مرة اخرى او تكون بداية جديدة له .

حرمان عاطفي 
وزارة التنمية الاجتماعية الجهة المسؤولة عن رعاية الأحداث بالمراكز تبذل قصارى جهدها في رعايتهم وتاهيلهم وتدربيهم اثناء فترة تواجدهم بالمراكز، الا انهم يعانون من حرمان عاطفي وضعف في التواصل بينهم وبين اسرهم ليقضي الحدث احيانا سنوات في المركز دون ان يطرق بابه احدا من افراد اسرته ، مما يدفع بمدراء هذه المراكز للمبادرة باصطحاب هؤلاء الاحداث في زيارات لاسرهم كنوع من تعزيز العلاقة بينهم، التي تترك اثرا كبيرا على الحدث وسلوكه . 
مدير الدفاع الاجتماعي في وزارة التنمية الاجتماعية محمد الخرابشة اشار الى ان من برامج الوزارة الاساسية اتجاه الاحداث ، اعادة دمجهم في المجتمع وفي اسرهم خاصة و ان الحدث يكون قد ارتكب جنحة ما وتم اصدار حكم بحقه وهذا في كثير من الاحيان لا تتقبله اسرته .

وضع الأسلرة الإقتصادي 
واضاف الخرابشة ان هناك ما نسبته 10 % من الاحداث لا توجد اية علاقة بينهم وبين اسرهم اثناء تواجدهم في المراكز، عازيا هذا الامر لاسباب عديدة منها رغبة اسرته بعقابه على ما قام به من سلوك خاطىء ، فتمتنع عن زيارته اضافة الى وضع الاسرة الاقتصادي الذي احيانا يحول بينهم وبين زيارة ابنهم كأن يعيشون في مناطق بعيدة عن مركز الحدث ، مشيرا الى انه في حالات معينة يكون اوضاع والدي الحدث صعبة وغير قادرين على زيارته لاسباب صحية و اقتصادية .

 زيارات أسبوعية لذويهم 
واوضح الخرابشة ان الوزارة معنية بتعزيز الروابط الاسرية بين الأحداث واسرهم وهي تعمل من خلال مدراء المراكز على اصطحابهم في زيارات لاسرهم اسبوعيا، لقضاء فترة معهم يشعرون من خلالها بمشاعر الامان خاصة ان اتيحت لهم الفرصة للبقاء مع اشقائهم واللعب معهم . 
الوزارة عملت خلال الاعوام السابقة على استحداث اول مركز لرعاية الاحداث الاناث مما وصفه مختصون بالوزارة ، بانه يعتبر نقلة نوعية بالتعامل مع الاحداث الاناث بالرغم من قلة اعدادهن مقارنة مع الذكور .
كما انهت الوزارة مؤخرا بالتعاون مع عدد من الجهات مسودة مشروع قانون جديد للأحداث حيث اقره مجلس الوزراء بانتظار مروره بمراحله الدستورية لاقراره بشكل نهائي 

تمتين العلاقة بين الحدث والمجتمع
القانون الجديد الذي وصفه مدير الدفاع الاجتماعي في الوزارة الخرابشه انه قانون عصري ويشكل نقلة نوعية في التعامل مع الاطفال الواقعين في نزاع مع القانون، كونه يؤسس لاجراءات جديده في التعامل مع قضايا الاحداث الجانحين او المحتاجين للحماية والرعاية ، لا يمكنه ان يعزز الجوانب العاطفية بحياة الحدث ان اختارت اسرته الابتعاد عنه وعدم التواصل معه خلال فترة اقامته بالمركز باستثناء ما تضمنه القانون الجديد من مجموعة من التدابير البديلة التي تنفذ دون حجز حرية الاحداث من خلال حل قضاياهم عن طريق تنفيذ خدمات مجتمعية ذات فائدة للمجتمع تعمل على تمتين العلاقة بين الحدث والمجتمع واعادة بناء الثقة المتبادلة بينهما .

 أعداد الأحداث في المراكز 
وبالرغم من تزايد اعداد الاحداث عاما بعد عام وتغير نسبتهم تبعا لدخولهم وخروجهم من المراكز الا ان عدد الاحداث بلغ في عام 2003 ( 22 ) حالة فقط ، في حين وصل عدد العام الماضي في جميع المراكز ( 225 ) وهي ارقام متغيرة وليست ثابتة، في حين ان النسبة الكبرى من الاحداث هم موقوفيون اي لم تصدر بحقهم احكام، حيث يقوم القاضي بايقافهم في مراكز الاحداث لفترة زمنية قبل اصدار الحكم النهائي بحقهم وتراوح مدة ايقافهم ما بين الشهرين او اكثر تبعا لنوع القضية ومدة حكمها ، ولا يخرجون من المراكز نهائيا الا بقرار من المحكمة .
وتبقى القضية المفصلية بحياة هؤلاء الاحداث انهم ضحايا لبيئات اسرية لم تمنحهم الكثير، لتجنبهم تجربة المراكز بحيث تغفل الاسر عن متابعة ابنائها بشكل صحيح اضافة الى ملازمتهم لرفاق السوء الذين يؤثرون عليهم سلبا ويقترفون مخالفات قانونية 

تأثر الأبناء بذويهم 
عميد كلية رحمة الجامعية في جامعة البلقا الدكتور حسين الخزاعي اشار الى ان الابناء يتاثرون بدرجة كبيرة بسلوك ابائهم وامهاتهم داخل الاسرة دون ان يدركون ذلك .
واضاف :» ان التربية السليمة وابقاء الرقابة الوالدية على الابناء يسهم بدرجة كبيرة في حمايتهم من ارتكاب اية سلوكيات خاطئة توصلهم الى مراكز الاحداث .

 دور الأب 
ويؤكد الخزاعي على اهمية دور الاب في الاسرة اتجاه ابناءه خاصة في مرحلة المراهقة كونه يعتبر القدوة لهم فان كان سلوكه غير سوي فان هذا الامر ينعكس سلبا على الابناء ويجعلهم اقرب الى ارتكاب جرائم عديدة .
 واشار الى ان غياب الاب عن الاسرة او تواجده غير الفعال اتجاه ابنائه ومنحهم الحرية غير المسؤولة جمعيها اسباب تقف وراء انحراف .
لافتا الى ان تربية الابناء لا تقتصر على تلبية احتياجاتهم الاساسية ، وتجاهل الجوانب الاخرى في حياتهم خاصة في مرحلة المراهقة ومنها ادارة الحوار الصريح بينهم وبين ابائهم وامهاتهم .
مؤكدا على خطورة ترك الابناء يعيشون بمعزل عن ابائهم وامهاتهم وفقدان لغة الحوار معهم وتركهم لرفاق السوء ليقدموا على ارتكاب سلوكيات خاطئة تنتهي بجرائم خطيرة .

 افتقاد الجوانب العاطفية 
الاحداث لا يختلفون عن الاطفال في دو الرعاية فكلاهما يعيش تجربة مؤلمة بعيدا عن الاسرة الحاضنة الاولى لهم ، لينتهي الامر بهم اما في مراكز الاحداث او دور الرعاية فكيف سبدأون من جديد وهم في عيون اقرب الناس اليهم مذنبين ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com