الأربعاء، 20 مارس 2013

حمى أعياد الميلاد..خمس نجوم!


صورة


سيرين السيد

 احرجت «جنان» والدتها كثيرا !
قالت وعيونها تطلق بشائر الدموع:
- ماما اريد عيد ميلاد! .
بدهشة قالت الام:
- عيد ميلاد من؟.
- اجابت الطفلة :
- انا ،لازم يكون عيدي في المطعم، تمارا ليست احسن مني يا ماما.

تتضح بجدية اجتماعية ، ظاهرة المغالاة في مناسبات اعياد الميلاد الخاصة بالاطفال، حيث بات الاهل يتنافسون في البذخ وإنفاق الأموال الطائلة في ذلك.
وتظهر هذه المبالغات جلية في المجتمعات الاستهلاكية، حيث ان هناك تغيرات كبيرة بدأت تطرأ على طرق الاحتفال التي كانت في السابق تقتصر على الأسرة والمقربين وصارت اليوم فرصة للتباهي والتفاخر في الاماكن الخاصة لذلك او بالمدرسة، كما ارادت الطفلة «جنان» من والدتها.
ام حمزة ربة بيت وأم لاربع اطفال شاركت ابواب،فقالت : قديما كانت سفرة أعياد ميلاد الاطفال تتنوع بين الكيكة وصحن التبولة والكبة والمعجنات.
 أما اليوم فالمتطلبات الجديدة التي يطلبها الطفل باتت تحتم إحضار الكيكة من اماكن مخصصة لتميزها بوضع رسومات لشخصيات كرتونية او مسلسلات خاصة بالاطفال وتعتبر تلك المحال معروفه بتكاليفها الباهظة، ناهيك عن الترتيبات الخاصة من زينه خاصة بذات الشخصية وصحون ومناديل لذات الشخصية!.

الام تستنتج وتصرخ :
هل يعقل ان استطيع ان افعل كل هذه الترتيبات والتحضيرات في ظل الظروف الاقتصادية !
واضافت ام حمزة:اشعر احيانا بالضيق عندما تحدثني ابنتي التي تبلغ الثامنة من العمر عن اعياد
ميلاد صديقاتها وتفاصيله من تحضيرات، علما بأنني اقتصر ذهابها الا للمقربات منها فقط وذلك
لعدم التزامنا بمصاريف اخرى من هدايا وثياب خاصة بالمناسبة، فهذه مقدرتنا ولابد من التعايش معها.
وتجد «فاتن « ام لطفلة تبلغ الحادية عشرة من عمرها، أن مشاركة ابنتها في تلك المناسبات في المدرسة او خارجها أمر إيجابي، مؤكدة أهمية حضور أعياد الميلاد التي تتسم بحدود المعقول لعدم إشعار طفلتها بأن هناك من هو أفضل منها، مشيرة انه بالامكان تحضير عيد ميلاد خالي من الترف والاسراف الزائد بلمسات جديدة ومميزة تتسم بالبساطة وقلة التكاليف.
وتضيف فاتن، اما بالنسبة للهدايا فلا بد أن تكون مفيدة ومناسبة للعمر خاصة وانه قد يتم تحضير هدايا مصنوعة بالبيت بتكاليف زهيدة ولها مردود نفسي جيد على الطفل و تبتعد عن المبالغة والمباهاة.
 ويؤكد ابو عصام اب لولدين وموظف في شركة خاصة :كأن الأهل لا تكفيهم تكاليف الدراسة والحياة التي تزداد باستمرار حتى تأتيهم «مصائب أخرى».
واضاف ابو عصام ، أن اعياد الميلاد أصبحت لمن يبرز نفسه افضل اي عبارة عن مسابقة لجائزة الخمس نجوم !.

 ذهول
 الاب المذهول لفت : الاحتفال بأعياد ميلاد أولادي يشكل عبئا علي، فكل مرة يحاولون أن يضاهي عيد الميلاد السابق من حيث الإحتفال و الهدايا و الديكور، وكلما كبروا يزداد دعوة الاشخاص الذين يعرفونهم ، ما يجعل تجربة عيد الميلاد بالنسبة لي تجربة مكلفة وغير منطقية.
رانية مديرة حضانة خاصة بعمر الاربع والخمس سنوات شاركتنا قائلة: لا اجد ان من الخطأ عمل اعياد ميلاد للاطفال ولكن بحدود المعقول حيث ان الاطفال في هذا العمر لا يميزون شيئا بالمطلق، ولكن للاسف عتبي على بعض الاهالي الذين يسرفون في التعاطي بتلك المناسبة فما الفرق بين عمل « الكب كيك» في المنزل من شراء الكيكة ذات المواصفات والحجم المبالغ بهما! وبتوزيع هدايا للاطفال ذات تكلفة باهظة وبحركة واحدة من الطفل قد تكسر! .
واضافت رانية، بطبيعة عملي يدعوني الكثير من الاهالي لحضور اعياد ميلاد اطفالهم التي تقام خارج الحضانة، وارى الكثير من الامور التي تدعو الى الاسف سواء في اختيار بعض الاماكن التي تقام بها الاحتفالات والتي تتميز برسوم دخول فقط ،لا تقل عن الثمانية دنانير للطفل الواحد، ناهيك عن الاطعمة والحلويات والهدايا المقدمة!

 المظاهر البرّاقة والفارغة
 دكتور علم اجتماع في الجامعة الاردنية حسين خزاعي شاركنا رأيه مبيناً وجود بعض الفئات القادرة على ذلك ماديا وبالاغلب تلك الفئة تعاني من وجود الفراغ في مجمل حياتها، إلا أن هناك شرائح أقل دخلا لا تستطيع أن تجاري هذه الممارسات وان كان فذلك فقط للظهور واثبات المقدرة وهنا تم خروجهم عن المألوف، فيدخلهم هذا في مآزق وإشكاليات مادية.
..و للاسف اصبح هنالك فئة كبيرة من المجتمع قائمة على المظاهر البرّاقة والفارغة، وتعمل على رضوخ الطبقة الوسطى لمعايير الأثرياء في المجتمع بما يسمى حب التقليد، مشيرا إلى أن موافقة الأهل على مجاراة طريقة العيش هذه أو عدمها تؤدي إلى نتائج خطيرة بكل الأحوال على نفسية أطفالهم.
واكد الخزاعي ان :الأطفال يتميزون بخاصية المحاكاة والتقليد لغيرهم، فالأهل ان قاموا بمطاوعتهم في ذلك خصوصا الأمهات، من باب الخوف على الطفل نفسياً، وعدم إحراجه مع زملائه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com