الأربعاء، 20 مارس 2013

التغذية «التربوية» الراجعة واثرها في الأداء!


صورة


أمينة منصور الحطاب - حين يقوم الإنسان بسلوك ما، فإنه يرغب في معرفة آراء الآخرين للحصول على وجهات نظرهم في هذا السلوك، وحين يقوم الطالب بعمل أو سلوك ما فإنه يرغب في معرفة مدى صحة ما قام به، فقد يسأل زملاءه، أو ينظر في عيونهم ووجوههم لمعرفة أثر هذا السلوك عليهم، فالطالب يترقب ما سيقوله المعلم عن إجابته وهل هي صحيحة أم خاطئة! يترقب تصحيح المعلم للإجابة، أو تصحيح المعلم لورقة الإمتحان لكي يرى مدى إجابته أو صحتها .
 
فالتغذية الراجعة: هي ما يتلقاه الطالب من تعليقات لفظية أو سلوكيات نتيجة لما قام به، وقد تكون التغذية الراجعة جسدية أو بالإشارة الجسدية، حيث يقرأ الطالب ملامح وجه المعلم أو ابتسامته أو ملامح غضبه وانزعاجه. ولا يدخل في باب التغذية الراجعة ما يقدمه المعلم من تعليمات وإراشادات عامة قبل بدء العمل، فالتغذية الراجعة هي ما تأتي دائماً بعد قيام الطالب بالسلوك أو العمل .

مصادر التغذية الراجعة
يمكن أن يتلقى الطالب التغذية الراجعة من مصادر متعددة مثل المعلم أو الزملاء الطلبة، وقد يرجع الطالب إلى الكتاب أو القاموس ليقارن إجابته بما ورد في هذه المراجع، وقد تكون التغذية الراجعة ذاتية، بمعنى أن يتأمل الطالب نشاطاته وسلوكاته ويحللها، ليتعرف إلى جوانب الضعف والقوة فيها، كما يتلقى الطالب تغذية راجعة من أهله في المنزل الذي غالباً ما يقدمون له ملاحظاتهم على ما قام به من سلوك، ومن المفيد أن تتعدد مصادر التغذية الراجعة لأن المصدر الفردي قد يقدم وجهة نظرخاصة، بينما تتكامل وجهات النظر الصادرة عن مصادر متعددة .

 
لماذا يحتاج الطالب إلى التغذية الراجعة؟
إن هدف التغذية الراجعة هو تعديل سلوك الطالب لتلافي نقاط الضعف التي واجهها، وتأكيد الإيجابيات وتعزيزها فالتغذية الراجعة أحد العناصر الأساسية لنمو الدماغ وتعزيز نمو الذكاء، فالطلبة يحتاجون إلى تغذية قبلية وتغذية راجعة، فالتغذية القبلية تقدم للطالب شروط تنفيذ العمل، كما تحدد مستوى الأداء ومستوى الإنجاز كما تهيئ الطالب للتغذية الراجعة البعدية . وبعد أن يبدأ الطالب بالأداء يمكن أن يتلقى التغذية الراجعة في أثناء قيامه بالعمل، أو بعد الانتهاء من العمل، لأن ذلك يعتمد على الهدف من تقديم التغذية الراجعة .

أهداف التغذية الراجعة
1-
مساعدة الطالب على أن يمارس السلوك أو الأداء الصحيح. فما يتلقاه من تغذية في أثناء قيامه بالعمل توجه سلوكه وأداءه نحو إنجاز جيد.
2-
إعطاء الطالب فرصة ممارسة الأداء ثم مقارنته بالأداء الصحيح فالطالب حين يحل مسألة أو يجيب عن سؤال، فإن ما يتلقاه من تغذية راجعة بعد انتهائه من العمل تعمل على تحسين أدائه وتعريفه بنقاط قوته وضعفه.
3-
تجعل التغذية الراجعة الطالب متشوقاً لمعرفة ادائه ومعرفة نتائج جهوده، خاصة إذا قدمت بأسلوب سليم .
4-
يمكن أن يؤدي إلى مساعدة الطلبة على وضع المعايير الخاصة للحكم على أعمالهم بحيث يوجهون أنفسهم ذاتياً .

 
استراتيجيات تقديم التغذية الراجعة
إن أسلوب تقديم التغذية الراجعة يؤثر سلباً أو إيجاباً على الطلبة، فالتغذية الراجعة غير المناسبة تولد مشاعر سلبية وحادة لدى الطلبة، ولذلك فإن من المهم أن نتحدث عن الإستراتيجيات الملائمة لتقديم تغذية راجعة ايجابية .
1-
التغذية الراجعة الفورية مقابل التغذية الراجعة المؤجلة، فلا يمكن أن يبقى الطالب منتظراً فترة طويلة حتى يطلع على نتائج أدائه، ولا يجوز أصلاً أن ننتظر حتى النهاية ونقول للطالب كان اداؤه جيداً أو ضعيفاً .
2-
التغذية الراجعة الوصفية مقابل التغذية الحكمية ؛ ما يحتاج إليه الطالب هو وصف سلوك قام به أكثر مما يحتاج إلى إصدار حكم على ما قام به بمعنى أن ما يحتاجه الطالب هو أن يفهم سلوكه ويوجهه نحو مبدأ أو قاعدة سليمة .
3-
التغذية الراجعة المستقبلية مقابل الماضوية ؛ فالتغذية الراجعة المفيدة لا تكتفي بالتعليق على الماضي بل تمدد لتصل الى تحسين السلوك وتطويره .
4-
التغذية الراجعة ليست تقييماً أو حكماً ؛ إن الهدف الذي نسعى له من وراء التغذيه الراجعة هو المراجعة والتطوير ووضع خطة للتحسين، لا النقد والتهديد.
5-
التغذية الراجعة تركز على الكل لا على الخطأ ؛ لأن من أهدافها زيادة الرضى وتنمية العلاقات وبناء الطريق، والتغلب على الصعوبات .
6-
التغذية الراجعة تُقدم للجميع ولا تركز على أحد بعينه؛ لأن الطلبة بحاجة لها مهما اختلفت مستويات أدائهم .

 
للمعلمين؛
التغذية الراجعة ليست سلاحاً بيد المعلم يستخدمها كما يريد ووقت ما يشاء، إن تقديم التغذية الإيجابية بهدف التغيير يتطلب أن يكون المعلم واثقاً، صبوراً متسامحاً يعطي وقتاً كافياً دون إلحاح ويقدم الإرشاد والمساعدة والتدريب، ويقدم النموذج السلوكي المطلوب، لأن إحداث التغيير لا يتم بالضبط أو النقد أو السخرية .
كما إن استخدام رسالة أنا بدلاً من أنت عندما تريد من الطلبة الكف عن عمل شيء أكثر نضجاً واكتمالاً، وتعبر عن شعور المعلم نحو السلوك المزعج لا نحو الطالب نفسه، ولا يستطيع المعلم أن يعبر عن شعوره إلا إذا كان محترماً بين طلبته، وأن الطلبة يأبهون لشعوره .

Ameeneh@live.com

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com