الخميس، 21 مارس 2013

البالغون يقومون بسلوكات عنيفة عند المشي أثناء النوم




عمان- وجدت دراسة حديثة أن الأطفال المصابين بالسير أثناء النوم؛ أي ما يسمى أيضا بالسرنمة، لا يتخطى جميعهم هذه الحالة مع البلوغ، وهذا بحسب موقع m.medlineplus.gov، الذي أشار إلى أن نحو 58 % ممن لا يتخطونه بعد البلوغ يقومون بسلوكات عنيفة أثناءه، كما وأنهم قد يؤذون أنفسم أو غيرهم، وذلك أثناء سيرهم نائمين.
علاوة على ذلك، فقد تبين أن هؤلاء يكونون مصابين بأمراض أخرى.
وقد فسر ذلك الدكتور ييفيس دوفيليس، وهو مدير مركز النوم في مستشفى جو دي تشاولاك في فرنسا وأحد القائمين الرئيسيين على هذه الدراسة، مشيرا إلى أن النعاس نهارا يعد من الحالات الشائعة بين من يسيرون نائمين. فضلا عن ذلك، فإن العديد منهم يصاب بالاكتئاب والقلق وغيرهما.
أما عن الإصابات التي يقوم بها البالغون ممن يسيرون نائمين سواء لأنفسهم أو لغيرهم، فهي تحدث في 17 % من المرات. وقد تضمنت السلوكات الخطرة التي قام بها الأشخاص الذين أجريت متابعتهم من أجل هذه الدراسة رمي أنفسهم من النوافذ والمشي على أسطح منازلهم والسقوط عن السلالم.
أما عن الكيفية التي أجريت بها الدراسة المذكورة، فقد شارك بها 100 شخص بالغ من مصابي السير أثناء النوم ممن أتوا إلى مستشفى تشاوﻻك. ويذكر أن متوسط عمر المشاركين كان 30 عاماً.
وقد أجري، من أجل تقييم حالة المشاركين، تسجيل فيديو لهم لليلة واحدة قضوها في مختبر النوم التابع للمستشفى المذكور. كما قاموا بالإجابة عن عدة أسئلة حول المشاكل المتعلقة بالنوم والشعور بالإرهاق والاكتئاب والقلق وغير ذلك.
إضافة إلى ذلك، فقد طلب من المشاركين ذكر المثيرات التي يعتقدون أنها تحفزهم على السير نائمين؛ منها الضغوطات النفسية أو القيام مساء بنشاطات جسدية شديدة أو مكثفة.
وقد قام الباحثون بمقابلة 100 شخص سليم غير مصاب بالسير نائما، وذلك لمقارنتهم بالمجموعة الأولى.
وقد أظهرت النتائج أن نحو 23 % ممن يسيرون نائمين كانوا يفعلون ذلك كل ليلة. و43.5 % منهم كانوا يفعلون ذلك أسبوعيا. كما وقد كان متوسط العمر الذي تبدأ به هذه الحالة؛ أي السير أثناء النوم، نحو 9 أعوام.
وبالمقارنة التي أجريت بين المجموعة المصابة بالسير أثناء النوم والمجموعة غير المصابة به، تبين أن المجموعة الأولى كان انتشار النعاس نهارا والإرهاق والأرق وأعراض الاكتئاب والقلق لديهم يزيد عما هو الحال في المجموعة السابقة.
وقد وجد أيضا أنه من الـ17 % الذين كانوا يقومون بسلوكات عنيفة وهم نائمون احتاجوا لرعاية طبية للحادثة الواحدة على الأقل من هذا السلوك، والذي عرف بأنه سلوك جسدي عنيف أو من المحتمل أن يسبب خطرا على المصاب ومن ينامون معه في الحجرة نفسها. وقد تبين أيضا أن أشخاصا ممن يشاركون المصابين المشاركين بهذه الدراسة في الحجرة نفسها تعرضوا لهجوم من هؤﻻء المصابين لدرجة أنهم احتاجوا تدخلا طبيا.
وقد كانت حالة المشاركين بهذه الدراسة شديدة مقارنة بعامة المصابين بالسير نائمين، غير أنه قد وجد تشابه بينهم وبين الحاﻻت الأخرى، فالعديد منهم كان لديه تاريخ عائلي للإصابة بهذه الحالات، كما وأنهم أشاروا إلى شعورهم بالاكتئاب، فضلا عن حاجتهم للعقاقير المنومة نتيجة لما لديهم من أرق.
أما عن النصائح التي تساعد على التقليل من جولات المشي أثناء النوم أو التخلص منها، فهي تتضمن الابتعاد عن المثيرات لهذه الحالة والالتزام بنظام صحي للنوم، منه النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه يوميا مع الحصول على ساعات كافية من النوم في كل ليلة، علاوة على الابتعاد عن الضغوطات النفسية قدر الإمكان.
أما في الحالات الشديدة، فإن الطبيب يصف للمصابين أدوية معينة، منها مضادات القلق التي تساعد على النوم.
وينصح أيضا بالحفاظ على بيئة آمنة لتجنب سقوط المصاب من على السلالم مثلا، كما وينصح بإغلاق المخارج؛ منها الأبواب والشبابيك بإحكام تجنبا لخروج المصاب أو رمي نفسه من النافذة.


ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية
lima1422@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com