الخميس، 21 مارس 2013

ماذا تعرف عن السيلينيوم؟



عمان-  يعد عنصر السيلينيوم من العناصر المعدنية التي يحتاجها جسمنا بكمية قليلة من أجل إنتاج انزيم يدعى "الغلوتاثيون بيروكسيديز"، وهو انزيم ضروري لعمل جهازنا المناعي؛ إذ يعمل هذا الانزيم كمادة مضادة لأكسدة خلايا جسمنا؛ أي أنه يمنع بالتالي أي تغيير غير مرغوب به في خلايا جسمنا.
وعادة ما يعمل السيلينيوم مع كل من فيتاميني "ج"، و"هـ" أو المعروف بفيتامين (e)؛ إذ إنه يعزز من قدرة جسمنا على الاستفادة منهما ويدعم عملهما من أجل حماية أغشية خلايا جسمنا من الضرر الذي تحدثه مادة ضارة نطلق عليها اسم "الجذور الحرة" والتي تنتج عن تناول أغذية غير صحية، مثل تناول تلك الأغذية المحتوية على نسبة عالية من الملوحة وغنية بالسكريات أو الدهون وفقيرة بمحتواها من الألياف الغذائية. وقد تنتج مادة "الجذور الحرة" عن التعرض لملوثات في الجو، مثل التعرّض لدخان السجائر والأراجيل.
ويحتل الجوز البرازيلي المرتبة الأولى كمصدر غني جدا؛ إذ تحتوي 6 حبات منه على 540 مايكروغراما من السيلينيوم، ويحتاج الفرد البالغ منا إلى نحو 55 مايكروغراما من السيلينيوم يوميا، وقد تزيد الاحتياجات إلى 70 مايكروغراما في فترتي الحمل والرضاعة.
وثمة العديد من المصادر الغذائية الأخرى التي نعدها جيدة بمحتواها من السيلينيوم الذي يتراوح بين 10 و60 مايكروغراما للحصة الواحدة، مثل: التونا، السردين، رقائق الشوفان، بذور عباد الشمس، الشعير، البيض، الأرز البني، والجوز العادي (المعروف بعين الجمل لدى البعض).
وعادة ما تتم مراعاة تناول كمية من السيلينيوم في حالات صحية تتعلق باضطرابات في الجهاز الهضمي؛ مثل حالة متلازمة مرض كراون، والتهاب القولون التقرحي لأنها تقلل من امتصاص السيلينيوم، إضافة الى حالات تناول الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة لأنها تعيق من امتصاص السيلينيوم أيضا.
وقد ارتبط انخفاض مستويات السيلينيوم في الدم مع تطور التهاب المفاصل الروماتيزمي وفق بعض الدراسات الحديثة، ولكن تناول مكملات السيلينيوم لم يسهم في تحسين التهاب المفاصل الروماتيزمي، وما نزال بحاجة الى المزيد من الدراسات لمعرفة دور السيلينيوم وكيفية المعالجة الغذائية به كمساندة لمراحل علاج التهاب المفاصل، وقد أسهم تناول المصادر الغذائية للسيلينيوم في الوقاية من التهاب المفاصل.
وثمة أدلة أولية حول تناول مكملات السيلينيوم وعلاقتها في تحسين خصوبة الرجل، خصوصا ممن يعاني من نقص في مستوى السيلينيوم في الدم، ولكن الأدلة المتوفرة حاليا غير كافية لتحديد دور السيلينيوم في خصوبة الرجل. إضافة الى ذلك، هنالك أدلة ضعيفة حول تناول مكملات السيلينيوم ومنع الاعتلال العصبي لدى من يعاني أو تعاني من السكري، ويعود الإجماع العلمي ليؤكد توخي الحذر في تناول المكملات الغذائية للسيلينيوم والاعتماد على تناول المصادر الغذائية المتنوعة منه.
كما أنه لم تثبت الدراسات دور مكملات السيلينيوم في الوقاية من أمراض القلب والسرطان والاكتئاب، إنما أشارت دلائل أولية الى علاقة تناول السيلينيوم في التخفيف من تقلبات المزاج لدى من يعاني أو تعاني من اضطرابات في الغدة الدرقية، وما نزال بحاجة الى المزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
وقد يؤدي تناول كميات كبيرة من السيلينيوم إلى أعراض معينة تختلف بحدّتها وتواجدها من شخص إلى آخر، وتتمثل باضطرابات الجهاز الهضمي، وفقدان الشعر، والبقع البيضاء على الأظافر، والتعب والهيجان وتلف الأعصاب.
ويعود الإجماع العلمي ليؤكد أن تناول السيلينيوم يجب أن يقترن بتناول مصادر غذائية متنوعة من مختلف المصادر الغنية به (كتناول التونا والسردين، ومنتجات الحبوب الكاملة بأنواعها مثل الشوفان، والجوز، والبذور كبذر عباد الشمس) خلال اليوم. ويمكن لتناول السيلينيوم كأقراص وحدها أو في المكملات الغذائية أن يفيد بعض الأفراد الذين يعانون من انخفاض مستوى السيلينيوم في الدم؛ أي انخفاض المستوى بنحو أقل من 122 مايكروغراما لكل لتر، ولكن تناول مكملات السيلينيوم قد يؤثر سلبا على صحة هؤلاء الذين يتمتعون بمستوى من السيلينيوم يساوي أو يفوق مستوى 122 مايكروغراما لكل لتر في الدم حسب ما نشر عن الباحث ريمان في مجلة لانسيت لشهر شباط (فبراير) من العام 2012.
وأشار ريمان الى أن تناول مكملات السيلينيوم بنحو 200 مايكروغرام يوميا لدى من يتمتع بمستوى صحي للسيلينيوم في الدم من شأنه أن يزيد من فرصة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنحو 3 أضعاف، لذلك ينصح بالاعتماد على المصادر الغذائية المتنوعة، ومن ثم اللجوء الى الاستشارة الطبية الغذائية لإجراء التقييم السريري والغذائي اللازم في حالات مرضية، أو لدى تناول أدوية تقلل من حموضة المعدة، من أجل التوصية بتناول المكملات الغذائية للسيلينيوم إن لزم الأمر، فالحذر مطلوب وليس ما يحتاجه شخص ما ينطبق على شخص آخر فلكل حالة خصوصيتها الفردية وتداعياتها الصحية وحدها "ففلان بيوخذ من هذا السيلينيوم" أو "زبط كتير مع فلانة" قد يزيد من فرصة إصابتنا بالسكري بنحو ثلاثة أضعاف اذا لم نحتَج الى تناوله بالأساس، فلنحافظ على صحتنا وصحة من حولنا بتوخي الحذر في تناقل المعلومات في جلساتنا الاجتماعية.


تتيانا الكور
استشارية التغذية الطبية والعلاجية
Tatyana@tatyanakour.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com