الأحد، 31 مارس 2013

حشوة الفضة بين الأمس واليوم


صورة

د. مراد شتيوي  -  كما تعددت مسمياتها فمنهم من يطلق عليها الحشوه الرصاصية او السوداء وحتى الفضية تعددت الآراء حول هذه الحشوة وكثر الجدل بين الباحثين وعلماء طب الأسنان من حيث خطورتها ومدى آمانهاعلى جسم الانسان ، فهي الحشوة التي استخدمت لأكثر من 150 عاما الا انها الأخطر في عالم الطب ، ومن هنا توجب علينا نشر الوعي الصحي بين الناس وكشف حقيقة هذه الحشوة.
فماهي حشوة الاملغم (الرصاصية او السوداء )؟
بداية  دعونا نستعرض مكوناتها :
تحتوي هذه الحشوه على 50 % من الزئبق، 68% فضة ، 25 %  من القصدير ،4 %من النحاس و0-2 %من الزنك ومعادن اخرى .
وكما نعلم ان جسم الانسان يحتوي على هذه المعادن بنسب محددة يحتاجها لأداء وظائفه الحيوية وان نقصانها قد يتسبب بوعكات وظهور أمراض عديدة  بالتالي  فان زيادة هذه المعادن قد يؤدي الى نشوء مشاكل وأضرار صحية اكبر نحن في غنى عنها .
أولا الزئبق ان مخاطر هذه المادة كثيرة ولا يمكن ان نستخف بها فكيف ان وجدت في افواهنا ،
فخلال عملية وضع الحشوة وتلميعها يتعرض جهازنا العصبي الى بخار الزئبق السام جدا كما يمكن ان تصل الى جهازنا الهضمي عن طريق مضع الطعام ، او العلك وحتى اثناء تنظيف اسناننا بالفرشاة والمعجون ومنه الى جهازنا العصبي وبكلتا الحالتين قد يؤدي ذلك الى التسبب بأمراض عده منها (الرعاش ،الصرع ، فقدان الذاكرة ) .

ولا يتوقف ذلك على امراض الجهاز العصبي فان خطورة استنشاق وامتصاص الزئبق يؤدي الى امراض الكلى وامراض اللثه وبالطبع روائح الفم الكريهة.
واثبتت دراسة اجرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) ان حشوة واحدة من الأملقم تطلق ما بين 3_17% ميكروجراما من الزئبق يوميا جاعلة حشوة الفضة المصدر الرئيسي لذلك .
كما ان جرعات الزنك الزائدة تعيق امتصاص الحديد والنحاس من اجسامنا مما يؤدي الى اصابتنا بالأنيميا الحادة والشعور بالصداع والحمى فكيف بتواجد الزنك والنحاس معا في حشوة واحدة .
ان عيوب هذه الحشوة فاقت ميزاتها، فبالرغم من صلابتها وبقائها طويلا على سطح السن وسهولة استخدامها ورخص ثمنها وتجانسها مع سوائل الفم الا انها سيئة الشكل واللون وتظهر للعيان بمجرد الحديث عند الاسنان الخلفية وحتى عند الابتسامة فلا يمكن استخدامها لعلاج الأسنان الامامية  كما ان طبيب الاسنان يحتاج لقطع أجزاء كبيرة من السن لصنع حفرة تستوعب هذه الحشوة لضمان بقائها وعدم سقوطها وتماسكها، وتتسبب ايضا بتصبغ كلا من السن واللثه على مدى الأعوام بذاك اللون الأسود كما انها الأكثر تسببا بحساسية الاسنان لما تحتويه من مكونات سبق ذكرها.
فكان استخدام الحشوة البيضاء اكثر امانا من النواحي الصحية واكثر جمالا لما يتناسب ومتطلبات عصرنا الحالي  لتكون فجرا جديدا في عالم طب الأسنان ومنقذه للكثيرين فهي الأجمل شكلا وتعطي نتائج مبهرة من حيث تطابقها مع لون الأسنان الطبيعيه، تقوي الأسنان حيث انها تنشئ روابط مع سطح السن فلا يحتاج الطبيب لأخذ اجزاء سليمه من السن ليشكل حفرة للحد من سقوطها ، وبالطبع نستطيع ان نستخدمها على الأسنان الأمامية مما يجعلها الحشوة ذات الاستخدام المتعدد.
ان كلا من الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا ، كندا ، السويد وغيرهم الكثير بادروا كدول تخاف على شعوبها باتخاذ القرارات واصدار الأوامر التي تحد بل وتمنع اطباء الاسنان من استخدام حشوة الفضه لعلاج التسوسات أفما آن لوطننا العربي أن يحسم قراره ويخطو اولى خطواته نحو غد صحي .

murad@mdc-jo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com