الاثنين، 18 مارس 2013

حلم رؤية والدتها لم يفارقها!


صورة

سهير بشناق - لم تنس...!
 ..
وفي ذات الوقت؛ لم تستطع ان لا تردد في اعماقها ،طيلة سبعة وعشرين عاما كلمة «ماما» لانها حرمت منها ولم تتمكن من قولها لامها .
قصتنا عن فتاة «27 عاما»، ولدت بطريقة غير شرعية وتركتها والدتها وهي من العمر ايام ،لان «الام» لم تكن قادرة على تحمل مسؤولية رعايتها، في مجتمع لا يمكن ان يقبل فكرة ام تحتفظ بابنتها غير الشرعية .
كان مصير الطفلة ان تعيش في مؤسسات الرعاية الاجتماعية والام تزوجت من جديد وكونت اسرة واصبح لها اطفال يعيشون بحضنها وينعمون بقول كلمة ماما .
الفتاة اكملت تعليمها وتعيش اليوم حياة طبيعية وحظيت بحنان وعطف امهات دور الرعاية الاجتماعية لكنها لم تنس والدتها التي لم تعرف صورتها لكنها كانت تتوق دوما لمعرفتها وان تقول كلمة ماما فالكبار ايضا هي الكلمة الاغلى على قلوبهم وان ودعوا مرحلة الطفولة فانهم يسمعونها من ابنائهم وبناتهم ويشعرون بالامن والاستقرار عندما ينادون امهاتهم بها .
 ..
وقبل ان نسرد القصة ، علينا ان نقول ان وزارة التنمية الاجتماعية من خلال معلومات حصلت عليها ، تمكنت من ان تصل الى الام التي لم تجبر على اعادة ابنتها لها، لكنها للمرة الاولى منذ سبعة وعشرين عاما تعلم شيئا عنها .
علمت ان ابنتها اكملت تعليمها وتعيش حياة طبيعية، لكن دون فرح لانها لم تتمكن من رؤيتها ولو للحظة واحدة وقد علمت الام ان كل ما تتنماه ابنتها ان تسمع صوتها وان تقول لمرة واحدة بحياتها كلمة « ماما «
الام لم ترفض ان تسمع صوت ابنتها بل على العكس ابدت رغبة كبيرة بذلك بالرغم من المخاوف التي تعتريها وكانت لحظات ممزوجة بالالم والفرح في ان واحد
لم تصدق الفتاة انها سمعت صوت والدتها للمرة الاولى بحياتها فاجهشت بالبكاء وقالت : «هذا ما كنت احلم به طيلة حياتي ان اسمع صوتك سامحيني يا امي في كل عيد ام كان يمر كنت احلم بك واتخيل ملامح وجهك واتمنى ان اسمع صوتك واقول قبل ان ارحل عن هذه الحياة كلمة ماما « = لحظة..ماذا تعني؟.
..»
الام» التي لم تتوقف دموعها طيلة حديثها مع ابنتها قالت لها : «يا حبيتي وعمري لم انسك لحظة واحدة كنت في كل عام ويوم مولدك ادعو لك واسال نفسي كيف تعيشين واين انت اليوم
سامحيني يا ابنتي هي الظروف التي ابعدتني عنك.
وتتابع : لكنك لم تفارقي حياتي في اي يوم مضى «
هي كلمات وحوار لم يدم اكثر من خمس دقائق بين ام وابنتها التي انتهت علاقتها معها بعد ولادتها مباشرة لتستعيد الام لحظات ولادتها لطفلتها التي لا تزال صورتها في عقلها وصوت بكائها الذي لم تسمعه الا لايام لا يزال يذكرها بها استعادت كل هذا في لحظات .
هي لحظات لم تكتمل .... فالام لم تر ابنتها بعد لكن اكتفت الى الان بسماع صوتها ومعرفة حقيقة انها لا تزال على قيد الحياة تمكنت من الاستمرار بحياتها دون ام والفتاة كان حلم حياتها ان ترى والدتها لكنها تمكنت بجهود القائمين على برامج الاحتضان بوزارة التنمية الاجتماعية من سماع صوت والدتها للمرة الاولى بحياتها .
هل اكتفت الفتاة بذلك وهي الاكثر حاجة لوجود الام بايامها وعمرها ؟ وهل الام اكتفت فقط بسماع صوت ابنتها والاطمئنان عليها ؟

 
جمع الام وابنتها
 
مصدر مختص بوزارة التنمية الاجتماعية قال ان الجهود بجمع الام وابنتها لن تتوقف ان رغبت الام بذلك فلا تزال المخاوف من ان يكتشف احد قصتها التي مر عليها سبعة وعشرون عاما تشكل عامل خوف قد يمنعها من احتضان ابنتها لمرة واحدة بحياتها لكن رغم ذلك فان الخطوة الاولى التي حدثت بينهما قد تعيد مشاعر الام بابنتها الى الحياة مرة اخرى وتجعل لقائهما ممكنا .
اليوم سياتي عيد الام بالنسبة للفتاة مختلفا عن كل عام فالطالما حلمت بوالدتها وتمكنت من سماع صوتها فهي ستحتفل بشكل مختلف بيوم ادركت به ان والدتها على قيد الحياة وانها تحبها برغم انها تركتها منذ زمن. ..في كل انسان لحظة لحنان لم يشعر بمعناه كثيرا ،يتوق لقول كلمة « ماما « التي حرم منها ومن ترديدها .
البعض ،يحاول البحث عن والدته لكنه لا يتمكن من العثور عليها والبعض الاخر يجدها لكن الامهات يرفضن رؤية ابنائهن وبناتهن لتكون هذه معاناة اخرى لهم ان يكتشفوا ان من عاشوا يبحثون عنها رفضتهم سواء كان ذلك بسبب الخوف من الاتي او لعدم رغبتهن بتذكر الماضي بكل تفاصيله .
 
لهذا كله.!
 
سعت هذه «الفتاة» الى سماع صوت والدتها ، صوت كلمات تترضى بها عليها ،فقد تكون هذه الكلمات كافية لها ولغيرها وان كانت احلامهن اكبر من ذلك بكثير ... ؟

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com