الأحد، 17 مارس 2013

داء البطانة الرحمية والخصوبة


صورة

مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم

يسبب البطان الرحمي سواء كان من النوع المعتدل او الحاد اضرارا في مهمة قنوات فالوب وفي المبيضين، وتلك الاضرار تتداخل مع قدرة اهداب القناة الرحمية على التقاط البويضات المنطلقة من المبيض، وايضا يمكن للبطان الرحمي ان يسبب حالات من دبق (Adhesion) تُشل عمل المبيضين كليا ومؤدية الى تضخم والتهاب الانسجة مما يعيق نشاطها الطبيعي.

ذ. سميح خوري-  يعني داء البطانة الرحمية Endometrios وجود نسيج فعال من الغشاء المخاطي لباطن الرحم خارج مكانه الطبيعي متوضعاً في نسيج العضلة الرحمية او داخل احد الاعضاء أو النسج الاخرى او على سطحها. وبتعريف أدق, هو هجرة الغشاء المخاطي لباطن الرحم اما الى الاعضاء التناسلية أو الى أعضاء اخرى.
تتجلى خواص هذا الداء في كون تأثير الهرمونات المبيضية على البؤر المصابة بهذا الداء أي على الغشاء المخاطي لباطن الرحم الهاجر لا يختلف عنه في تأثيرها علىالغشاء المخاطي لباطن الرحم الطبيعي الموجود في جوف الرحم. وفي هذه الحالة نستطيع القول أن داء البطانة الرحمية عبارة عن حالة من حالات فرط النمو ذي المنشأ الهرموني. وينتج عن هذا التأثير, ان الغشاء الهاجر ينمو ويتضخم في كل دورة طمثية كما هو الحال في الغشاء الطبيعي, الا أن الفرق بينهما هو أن الغشاء المخاطي الطبيعي يكون حراً عند حدوث التبدلات التي تطرأ عليه, بينما تعيق النسج المجاورة اتساع وتمدد بؤر الغشاء الهاجر, مما يسبب للمريضة آلاماً عند مجيء عادتها الشهرية.
يعتبر مرض البطانة الرحمية سبباً لبعض حالات عدم الخصوبة, وبفضل تقدم وسائل التشخيص تم اكتشافه اكثر عما هو في السابق. والبطان الرحمي هو نسيج يتكون على شكل عقد أو زوائد نامية متشابكة وندوب في الاعضاء التناسلية والامعاء. وهذه الزوائد غير المرغوبة, يمكن أن تتواجد على المبيض, على أنبوبي فالوب وعلى الاربطة الرحمية. وغالباً ما تسمى الزوائد الرحمية على المبيض «باكياس الشوكولا» لأن الدم بكثافة الشوكولاته يتجمع فيها في كل مجيء دورة شهرية ويكون لونه بني.
تعمل هذه الزوائد تماماً مثل عمل النسيج الطبيعي للغشاء المخاطي لباطن الرحم بحيث تنتفخ وتنزف خلال العادة الشهرية لكنه وعلى النقيض من دورة الحيض الطبيعية الاعتيادية لا تغادر الزوائد الرحمية الجسم بل تبقى داخله مما يتسبب عن ذلك النزف الداخلي والندوب والانتفاخات والالتهابات, وهي يمكن أن تثبت نفسها في الاعضاء التناسلية ويمكن أن تسبب ضرراً دائماً.
لا يوجد اجماع حول السبب المحدد لحصول مرض البطان الرحمي، والبعض لا يستبعد العوامل الهرمونية، والبعض الاخر يعتقد بسبب مشكلة في نظام المناعة في الجسم، وهناك نظرية «الحيض الارتجاعي» حيث ان جزءا من دم الحيض عند اولئك اللواتي يعانين من داء البطان الرحمي يندفع خلفا الى تجويف البطن ويلتصق باسطح مختلفة من الاعضاء ومن ثم يتجاوب مع التنبيه الهرموني بطريقة تشابه تجاوب بطانة الرحم.
من عوارض هذا الداء تشنجات مؤلمة مرافقة لدورة الحيض والتي تصبح اسوأ فأسوأ مع مرور السنين وألم اثناء الاتصال الجنسي.
يمكن ان يسبب البطان الرحمي سواء كان من النوع المعتدل او الحاد اضرارا في مهمة قنوات فالوب وفي المبيضين، وتلك الاضرار تتداخل مع قدرة اهداب القناة الرحمية على التقاط البويضات المنطلقة من المبيض، وايضا يمكن للبطان الرحمي ان يسبب حالات من دبق (Adhesion) تُشل عمل المبيضين كليا ومؤدية الى تضخم والتهاب الانسجة مما يعيق نشاطها الطبيعي.
يُشخص داء البطان الرحمي عادة من خلال التنظير الجوفي، الذي يظهر بؤر الداء كبؤر زرقاء محمرة وموزعة على العضو المصاب، او على شكل أكياس مبيضية ممتلئة بالدم الذي يأخذ لونا اسود مزرقا يشبه لون الشوكولاته.
تعتمد المعالجة على حجم بؤر البطانة الرحمية وعلى مكان توضعها، فهناك العلاج الجراحي اذا كانت البؤر ذات حجم كبير او اذا كان هناك ورم دمي في انسجة المبيض، ويفضل ان تتم اولا المعالجة الهرمونية قبل اجراء الجراحة، بحبوب منع الحمل او هرمون البروجيسترون لمدة ستة اشهر متواصلة دون انقطاع لاذابة وتصغير حجم البؤر ليتمكن الجراح فيما بعد من استئصالها.
بخصوص اعادة الخصوبة، لم يتمكن العلاج الطبي من ان يحقق الخصوبة دائما، لكن في الحالات البسيطة للمرض، هناك أمل دائم، حيث بعد العلاج تحقق حدوث حمل لنساء اصبن بهذا الداء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com