الثلاثاء، 19 مارس 2013

غربة مختلفة مع الـ (سكاي بي)


صورة


كريمان الكيالييلخص موظف بريد عمل كمأمور مقسم ، في بداية سبعينيات القرن الماضي القفزة الهائلة للاتصالات بقوله: «ان اجراء مكالمة بين العاصمة عمان واي مدينة في المملكة او بين محافظة واخرى ، كان يستغرق ساعتين تقريبا، وكان يتم من خلال السنترال، فكيف اذا كانت المكالمة المطلوبة دولية ؟
 ويسرد كم كانت الاتصالات عملية مربكة ومعقدة ، فيما هذه الايام يتم الاتصال مع اي بقعة في العالم بكبسة واحدة او «كليك» ، لم تعد هناك لهفة او قلق لمكالمة يتم طلبها من «المأمور» ، او حتى لرسالة تصل بالبريد العادي ، الزمن اختلف والادوات اختلفت ، ايميلات وموبايلات ومسجات ومكالمات باكثر من خدمة،بالاضافة الى تغريدات التويتر وصفحات الفيس بوك .

قربت المتباعدين جغرافياً
صحيح ان وسائل الاتصال الحديثة قربت المتباعدين جغرافيا لكنها ابعدت المتقاربين انسانيا واجتماعيا ، المسجات والمكالمات حلت مكان الزيارات ، اصبح للعلاقات شكل مختلف، حتى الغربة صار لها مفهوم عصري، بوجود مسجات ومكالمات سريعة، وأخرى تتم بالصوت والصورة «السكايب»، ينطبق عليها ما تقوله الاغنية العاطفية الشهيرة «قدام عنيا وبعيد عليا» .
ووسط التسابق المحموم في استخدام وسائل الاتصالات الحديثة ،يبرز سؤال هل استطاعت هذه الوسائل، ان تقرب المسافات وان تخفف من الشوق لرؤية من كتب عليهم الغربة والاغتراب؟

خفف من وطأة الإغتراب
والاجابة تأتي على لسان مغتربة شابة «تمارا» قالت :» مع السكايب الغربة مختلفة ، وافقت على الاغتراب لبلد بعيد ، لأن التواصل سهل مع اسرتها من خلال وسائل اتصال متعددة ومتوفرة، غير مكلفة الى حد ما ، ف «الكسايب « خفف من وطأة الاغتراب منذ عامين، في احدى بلدان الشرق الاقصى حيث يعمل زوجها هناك، فهي تشاهد الاهل فردا فردا تحادثهم، بل وتطبخ وتلاعب ابنتها وهي تتحدث معهم.
أضافت «تمارا» بانه لولا وجود هذه الميزة في الاتصالات، ربما لم تكن لتوافق على الزواج من مغترب ،حيث ترى اهلها ويرونها ، تسمعهم ويسمعونها وكأنها معهم ، وهي تستعد كل يوم لهذه المكالمة، كما لو كانت على وشك الخروج في زيارة ، فهي تريدهم ان يروها في أحسن صورة ، وبرغم ساعات طويلة تقضيها في الحديث معهم ،الا انها وبعد ان تغلق الاتصال ينتابها شعورغامض يبتعد عن الفرح ، يصعب تفسيره بحسب قولها ، فصورة أسرتها تشعل الاشواق، تجعلها تتلهف لرؤيتهم والاقتراب منهم حقيقة، وليس من خلال شاشة ، إضافة الى ان محادثتها عل «السكايب» لا تكون مع اسرتها في عمان، بل ومع بعض الاقارب مثل خالتها ، التي تقيم في دولة خليجية،وعمها الذي هاجر الى احدى الدول الاسكندنافية وغيرهم.
 
مزيد من الدموع
لكن والدة «تمارا» تقول أن هذه المكالمات، لا تجلب غير مزيد من الدموع، بل وتعتبر ان رؤية ابنتها على شاشة الكمبيوتر، لا تهون من عذاب الغربة ، صحيح انها تتحدث معها وتعرف كل اخبارها يوما بيوم ، تشاهد حفيدتها لكن برغم ذلك ثمة شعور بالاسى لا يفارقها، بعد انتهاء المكالمة، الصورة تبعث بعض الطمأنينة، لكنها تشعل الاشتياق لابنتها وحفيدتها ، بل انها تصاب بنوبة من البكاء عقب كل محادثة ، وفي احيان كثيرة تهرب من تلك المكالمات، التي لا تجلب الا مزيدا من الحزن على فراق ابنتها.
وسائل الاتصال سهلت التواصل بين من هم على وشك الزواج أيضا، بل واصبحت الوسيلة المتاحة التي يتفاهم من خلالها الخطيبان مع بعضهما البعض، اذا كان كل منهما يعيش في بلد .

مكالمات عبر الإنترنت
 كما قالت « مرام 24عاما» التي تمت خطبتها لشاب يعمل في بلد خليجي منذ ثلاثة اشهر، خطبة تقليدية وبعد عقد القران لم يمكث العريس سوى اسبوعين، سافر بعدها ليلتحق بعمله، وكلاهما لم يجدا أمامهما فرصة للالتقاء ومعرفة الاخر، الا من خلال المكالمات والمسجات عبر الانترنت ، واضافت بأنها تتحادث وخطيبها مطولا ولساعات كل يوم كلاهما يعرف تحركات الاخر ، يتحدثان في كثير من الامور ، الخطبة أحلى فترة في حياة الخطيبين ، لكنها تعيشها وخطيبها من خلال المسجات، أو المحادثات عبر الموبايل او السكايب، وبالطبع مهما تحدثنا ، الوضع يختلف عما لو كنا نتقابل وجها لوجه، ثم ان الجلسة لساعات متعبة وتعزلها عن اسرتها.
 وانهت حديثها بالقول:» بعد اشهر قليلة ساتزوج واسافر الى حيث يعمل خطيبي، وسأتواصل مع أسرتي من خلال»السكايب»، صحيح انه يثير مشاعر سلبية ،عندما ترى صورة أهلك امامك ، وانت لاتستطيع الاقتراب منهم او لمسهم حقيقة، لكن يظل هذا التواصل، أفضل من مكالمة هاتفية مهما طالت مدتها»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com