الثلاثاء، 26 مارس 2013

آثار الطفيلة..مخزون أثري يحتاج جهوداً لكشفه وتوثيقه


صورة

أنس العمريين - ما زال اهالي محافظة الطفيلة يحلمون بتحقيق مطلبهم في إيجاد متحف لحفظ آثار الامم والحضارات التي سادت فترة من الزمان ثم بادت، فآثار الكنعانيين الذين سكنوا الطفيلة، والتي دللت حفريات عشوائية في منطقة بئر الحرير على وجود اثار تعود لهم، عندما عمروا المنطقة باسم «العمالقة»، تنتظر تخليدها بمتحف كان مطلباً لأبناء المحافظة قبل (30) عاماً.
كما لم يحظ الادوميون بأي تخليد، لاثارهم التي وجدت في عاصمتهم في بصيرا، ولا في قلعة السلع التاريخية التي تحوي قممها المسلة البابلية الرابعة في العالم، والتي كانت من أشهر مدن الادوميين، مثلما هي مناطق سكن نبيهم أيوب عليه السلام، الذي استوطن في العيص شرقي الطفيلة والذي عاش في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، فيما كان للانباط حضارة واضحة في محافظة الطفيلة والذين ساروا ضمن الهجرة العربية الرابعة في المنطقة وكانت الطفيلة بمثابة القلب لمملكتهم بعد ان تركوا حضارة تتحدث عن ابرز نظام لري المياه، في وقت بلغت فيه تلك المملكة اوج عزها ايام الحارث في السنة التاسعة قبل الميلاد، فيما كان «الحارث الاول» اقدم من وقف الباحثون على اسمه خلال استقراء النقوش والذي حكم سنة (169) قبل الميلاد فكانت خربة «الذريح» الشاهد الاكبر على حضارتهم، بعد اكتشاف تماثيل وقطع اثرية بكميات كبيرة تشير الى آلهة الانباط، بعد ان جرى اكتشاف هذه الخربة على يد البريطانيين «ايربي ومنغليس» عام (1818)، لتتوالى عمليات التنقيب خلال أكثر من عشرة مواسم بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وجامعة مؤتة، جرى خلالها استخراج عدد كبير من القطع الاثرية التي نقل بعضها ليحفظ في جامعة مؤتة واليرموك وبعض المتاحف في المحافظات.
وتناثرت اثار الحضارات التي عاشت في أركان الطفيلة، فبعضها خرج الى جامعات عريقة في دول غربية، فيما حفظ بعضها بمتاحف القلعة في عمان، وفي الجامعات الاردنية، على ان الكثير من الاثار التي اكتشفت في خربة «التنور» و»الذريح» نقلت الى أكثر من مكان وتركز معظمها في جامعة اليرموك.
وليس خافياً على وزارة السياحة ودائرة الاثار العامة ما لهذه الحضارات من قيمة، فحضارات البابليين والفرس والرومان والعصر الاسلامي كانت خالدة ولها شواهد حية في الطفيلة، تماماً كما هي المعارك الشهيرة مثل معركة ذات السلاسل التي وقعت في وادي الحرير طبقاً لما رواه الطبري، وكذلك حال العباسيين والامويين والفاطميين، وعهد المماليك الذي ترك شواهد حية في المحافظة قبل مجيء العثمانيين.
ولا يجد أبناء الطفيلة مبرراً، لإهمال مطلبهم المتعلق بإيجاد متحف في المحافظة، في ظل غياب دور الجهات المعنية من تحقيق المطلب الذي اصبح ضرورياً مع الاعتداءات المتكررة للمواقع الاثرية التي تزيد عن الألف موقع، يحرسها (16) حارساً فقط - بحسب مصدر في مديرية الاثار العامة في الطفيلة- .
وتحتاج اثار الطفيلة في مواقع قلعة الحسا والذريح وكنيسة غرندل، واثار بصيرا والسلع وفينان، ومئات المواقع الرئيسية وما يزيد عن الف موقع ثانوي، الى رعاية خاصة من خلال التعريف بهذه المواقع، بصورة تفصيلية ومن خلال نشرات ترويج لهذه المواقع، للتعرّف بها وبتاريخها الى جانب المتحف، الذي يعد انشاؤه ركيزة أساسية للعمل السياحي المطلوب في المحافظة، بغية حفظ الاثار التي جرى الكشف عنها من خلال المواسم المتعاقبة للتنقيب، والتي شارك بها خبراء من دول غربية واقليمية ومحلية.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com