الخميس، 21 مارس 2013

هدية الأبناء للأم تفرح قلبها وترسم البسمة على وجهها





منى أبوحمور
عمان- رغم تأكيد جميع الأمهات عدم رغبتهن في هدية وتوصية الأبناء بذلك، إلا أن ذلك الشعور الجميل الذي تتركه الهدية في نفس كل أم في عيدها يجعلها تعتب على أبنائها إن لم يحضروا ولو شيئا رمزيا في هذا اليوم.
الخمسينية خديجة مفلح، تقول إنها رغم خوفها على نقود أبنائها، وشعورها بالمسؤولية تجاههم، إلا أنها تفرح كثيرا عندما يقبل أحدهم عليها، وهو يحمل هدية عيدها، وإن قل ثمنها.
"الفكرة ليست في ثمن الهدية أو قيمتها، وإنما في الشخص الذي يحضرها"، تقول مفلح، واصفة ذلك الشعور الجميل الذي يتملكها عندما ترى أحد أبنائها وقد أحضر لها هدية.
وتشير مفلح إلى أنها وكأي أم لا ترضى الخسارة لأبنائها، ولا ترغب في أن تحملهم عبئا فوق أعبائهم الاقتصادية، خصوصا مع ارتفاع الأسعار المتزايد.
وتشاركها الرأي الخمسينية نبيلة عصفور التي تفرحها كثيرا الهدايا البسيطة التي يُحضرها أبناؤها في عيد الأم، ولكنها تكتفي، كما تقول، بأصناف الحلو التي يحضرونها في سهرة عيد الأم التي يقضونها إلى جانبها.
"ربما ظروف بعض الأبناء تسمح لهم بإحضار هدايا غالية الثمن، إلا أن ذلك لا يعني أن الهدايا البسيطة لا قيمة لها"، هكذا تقول الستينية رائدة النابلسي، التي تجد أن قيمة الهدية الحقيقية تكمن في اهتمام الأبناء بالأم في هذا اليوم، وقضائه معها.
وتضيف "تفرحني الهدية كثيرا، حتى وإن كان ثمنها لا يتجاوز خمسة دنانير أحيانا"، لافتة إلى أنها وإن كانت لا تتمنى الخسارة لأبنائها، أو "الغلبة"، إلا أنها في داخلها تفرح كثيرا عندما تجدهم قد أحضروا الهدية رغما عنها.
في حين تعتبر الخمسينية ريا عزام طلبها عدم إحضار الهدية نوعا من الاختبار لأبنائها، موضحة "أطلب منهم عدم إحضار الهدية حتى لا يعتقدوا بأنها واجب، أو رفع عتب"، لافتة إلى أنه عندما يأتون إليها في عيد الأم وهم يحملون الهدايا، وإن كانت بسيطة، فذلك دليل على حبهم وتقديرهم لها.
وعن الأثر النفسي الذي تتركه الهدية في نفسية الأم، يوضح اختصاصي علم النفس، الدكتور محمد الحباشنة، أن الأم، في عمر متقدم، ترافقها كثير من الهموم، وتتعرض لعوامل عدة تفقدها البهجة؛ إذ يرافق هذه المرحلة فقدان الشريك أحيانا، وغياب الرفيقات، فضلا عن مشاكل الصحة الجسدية، لذلك تضفي هذه الهدية البهجة والسرور على عيدها.
ويضيف الحباشنة أن هناك تغيرات اجتماعية تتعرض لها العائلة، حين تبدأ نووية ثم تزداد وتتوسع، ولذا يمثل عيد الأم مناسبة لاجتماع العائلة، بكل أفرادها، من أبناء وبنات وأحفاد، الأمر الذي يدخل البهجة والسرور إلى قلب الأم، لاسيما عند رؤيتها لتلك الأجيال التي تعبت عليها، وربتها، فتبذل ما بوسعها لرسم البسمة على وجهها.
ويقول الحباشنة أيضا "إن يوم الأم يرفع المعنويات، ويعيد حالة الود والوئام، ويكسر العزلة الاجتماعية، لاسيما عند النساء المتقدمات في السن".
ويأسف لوجود بعض النساء اللواتي يفتقدن تلك الوجدانية التي تمتاز بها الأم، والروحانية التي تصبغ علاقتها بأبنائها، واقتصارها على دور المنجبة فقط، فتسيطر عليها الأنانية، وهو ما يشكل في هذه الحالة، تهديدا حقيقيا يعري جذور العائلة.
ومن جانبه، يرى اختصاصي علم الاجتماع الأسري، مفيد سرحان، ضرورة أن تحظى الأم في جميع الأوقات بالاحترام والتقدير والبر والإحسان؛ حيث حثت جميع الأديان السماوية على الاهتمام بها، كما ربط الله طاعته برضا الوالدين.
ويضيف سرحان أن القيم والأخلاق الأصيلة تحث على احترام الوالدين؛ خصوصا الأم، وهذا التقدير والاحترام يجب أن يكونا في كل أيام السنة، وليس في يوم محدد من السنة.
ودرج الناس خلال الأعوام الماضية، وفق سرحان، على الاحتفال بعيد الأم، وتقديم الهدايا لها، وهو أمر طيب، شريطة أن لا يكون مقتصرا على يوم واحد في أيام السنة، وتخلو أيام السنة الباقية من تقدير واحترام الأم.
ويلفت سرحان إلى أن كثيرا من الأمهات ينتظرن في هذا اليوم أن يبادلهن الأبناء الهدايا، وإن كانت رمزية، فهي تحمل معاني الحب والتقدير ولها دلالة ومعان عند الأم التي لا علاقة لها بقيمتها المادية.
ويأسف سرحان لبعض الناس الذين لا يسعون للتواصل مع أمهاتهم، ويعتبر ذلك تصرفا مخالفا للقيم الإنسانية، مؤكدا حاجة الأم إلى تواصل دائم، وعدم اقتصار الصلة على يوم واحد فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com