د . نايف الرشيدات - تتداخل عوامل و أسباب الانتحار من أسباب و تداخلات اجتماعية مثل عامل السن ، الجنس،الحالة الاجتماعية و الثقافية و الدين، بالإضافة إلى عامل منطقة السكن و الوظيفة، وأحيانا ًيدخل الجنس البشري و العوامل السياسية و الاقتصادية ومن المتعارف عليه تقسيم أنواع محاولات الانتحار
إلى ثلاثة أنواع:
الانتحار لحب الذات
وهذا يتم نتيجة تزايد اهتمام الشخص بنفسه و بذاته فيكرس حياته لخدمة نفسه ولا يعير اهتماماً للمجتمع المحيط به.
الانتحار لأجل نفع الغير
و هذا ينطبق على الأشخاص الذين يعيشون في مجموعة واحدة تجمعهم أعراف و تقاليد ثابتة و راسخة و يضحون بأنفسهم في سبيل إسعاد غيرهم أو إنقاذهم ، مثال ذلك قبطان السفينة الذي يغرق مع سفينته لإنقاذ الآخرين أو الرجل المسن الذي يحاول التخلص من حياته حينما يشعر بأنه حمل ثقيل على أهله وعلى من حوله.
الانتحار الشاذ (المخالف للقواعد و الأسس)
و يحدث عندما تنقلب المعايير و الأسس الاجتماعية للشخص رأساً على عقب نتيجة تغيرات في الوضع الاجتماعي و انحراف عن المعايير الاجتماعية.
الفئات العمرية
يكون الانتحار نادراً تحت سن ١٥سنة ، أما بالنسبة للرجال ترتفع النسبة حتى سن ٥ وأعلى نسبة تكون بين سن الخمسين و الستين ، وتكون النسبة عند النساء مرتفعة بين سن ٥٥ – ٦٤سنة ، و ترتفع النسبة للأعزب أكثر من المتزوج أو المتزوج بدون أطفال و ترتفع في حالة الأرملة(أو الأرمل) و المطلقة ، و تزيد عالياً للرجال المسنين الذين أحيلوا إلى التقاعد وابتعدوا عن المجتمع وخصوصاً إذا كانوا أرامل أو يعيشون لوحدهم بسبب الطلاق.
كما أن النسبة تزيد في المدن الكبرى أكثر منها في المدن و القرى الصغيرة و الأرياف ، و ذلك لضعف الروابط الاجتماعية في المدن مقارنة بالأرياف حيث لا تزال الروابط و القيم الاجتماعية و الدينية متواجدة و متماسكة، مما يقلل نسبة الانتحار.
إيذاء النفس
أكثر أنواع إيذاء النفس شيوعاً التسمم و خاصة بلع كميات كبيرة من الحبوب والتي تستعمل عادة لعلاج الشخص نفسه من مرض معين ،وبالنسبة للشباب عادة ما تستعمل حبوب الأسبرين بغرض إيذاء النفس عند النساء أكثر منه عند الرجال بحولي ثلاثة أضعاف، ولكن النسبة تتعادل بعد سن الخمسين(ترتفع النسبة عند النساء بين سن _٢٤سنة بينما تكون في الرجال بين سن _ ١٤سنة).
لقد وجد معظم الأشخاص الذين يحاولون الانتحار مصابين بالاكتئاب بالإضافة إلى الأرق،
و بعض الأشخاص لا يرغبون بالموت و لكن يرغبون بالتخلص مؤقتاً من الضغوط الشديدة المحيطة به، بينما البعض الأخر يؤذي نفسه بقصد لفت الانتباه و طلب المساعدة، و نوع أخر يؤذي نفسه ليشوه جزءاً من جسمه و ذلك حسب ما يعانيه من أوهام و أعراض نفسية تنتابه بينما نوع أخر يؤذي نفسه بقصد الاحتجاج و إبداء الغضب فقط.
لقد وجد أن من أهم الأسباب لمحاولات الانتحار هو الشعور بالحرمان أو فقدان إحد الوالدين في سن الطفولة، و معاناة الشخص في فترة النضوج و المراهقة و عدم مقدرته على التغلب على الصراع الناتج عن الظروف الاجتماعية والنفسية التي تنتابه بين حين أخر.
اختصاصي الطب النفسي ( العلاج السلوكي)
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق