الأحد، 24 مارس 2013

الطفل يحدد موعد ولادته


صورة

مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري-  معروف حالياً ان الجنين يفرز بواسطة غدده الكظرية, هرمون الكورتزول, الذي يوقف تكوّن هرمون البروجيسترون في المشيمة, هذا في فترة ما قبل الولادة, أي في بدء المخاض. ومعروف أيضاً أن البروجيسترون يشل التقلصات الرحمية, وبالتالي بدء المخاض. فاذا ما خفت نسبة هذا الهرمون, بدأت التقلصات الرحمية بالظهور, وبذلك تسير في الدم مادة هرمونية جديدة, مفرزة من القسم الخلفي من الهايبوتالاموس (غدة دماغية), تعرف باسم الاوسيتوسين «Ocytocene» ويزداد في هذه المرحلة, افراز مواد «البروستاغلاندين» التي تثير التقلصات وتبقيها على حالها, نشيطة, أضف على ذلك كله, وجود مستقبلات في ألياف الرحم, مما يساعد جدياً في استمرار التقلصات الرحمية, هذه العوامل التي كلما نشطت, وازدادت, وانتظمت, وطالت مدتها, ادت الى ولادة سريعة بعد توسع عنق الرحم.
في الواقع, لا يتم خروج الطفل الا بعدما ينفتح العنق كلياً, وبعدما تواظب التقلصات الرحمية على عملها لمدة دقائق.
لا شك أيضاً أن القوة الدافقة, التي تبذلها المولّدة لمساعدة التقلصات الرحمية, هي من الدوافع الاساسية لانجاز الولادة بسرعة.
لا غرو اذاً, ان هذا العمل الرائع, يكون مصحوباً بشعور مؤلم, وربما بشدة, فالالم ينتج من التأثير العصبي في الرحم والالياف العصبية التابعة لأسفل الحوض, ثم يعلو عبر الالياف العصبية الحساسة, الناقلة للشعور المؤلم, الى الدودة الظهرية في العمود الفقري, ومن هنا تصعد الى الهايبوثالاموس Hypothalmus ومنه الى الدماغ. من هنا تمكن الاطباء من اثارة ومراقبة وتأخير الولادة من جهة, ومداواة الالم الناتج عنها من جهة اخرى. ولذا يمكننا اثارة التقلصات لمنع ولادة سابقة لاوانها. والكل اصبح يعرف حالياً دور البروستاغلاندين في تقلصات الرحم وتسريع الولادة.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com