الثلاثاء، 26 يونيو 2012

الإيمان: قوة لمواجهة المصاعب


ديما محبوبه

عمان- يرى متخصصون أن الحياة طريق طويل، يتخللها الكثير من العقبات والصعوبات، فالفرد لا يعرف معنى السعادة من دون تجرع كأس المرارة، ولا يشعر بطعم النجاح من دون أن يجرب الفشل، ولن ينعم بالراحة من دون أن يشعر بالألم.
لكن الإنسان يجب أن لا يستسلم، لمثل هذه الأفكار، إذ عليه أن يسعى لتخطي الصعاب، ويبتعد عن اليأس مهما كبر حجم المصائب، وتكون ثقته قوية بالله تعالى وبقدرته وبحكمته، حتى يتسلح بالإيمان، فهو الحل الأول لتجاوز الصعوبات، برأي متخصصين في علوم النفس والاجتماع والتربية.
ولا تنقطع الحياة من الصعوبات، برأي الخمسينية عطاف السيد، فالحياة فيها الكثير من المشاكل والأزمات التي تواجه الموظفين أو أرباب العمل على النطاق العام، وكذلك على مستوى الحياة الشخصية، تواجه الإنسان صعوبات كبيرة منها مسؤوليات المنزل والعائلة، أو فقدان عزيز وغيرها من الأمور.
ويرى الأربعيني أبوعدي، أن الفشل يعد من أكثر المشاكل التي تواجه الفرد، إما في العمل أو في مشروع خاص وحتى في الدراسة أو في الحياة الاجتماعية، وكذلك عدم الرضا عن الذات.
ويؤكد أن على الإنسان أن يظل قويا ولا يصل إلى حالة اليأس، "فالهبوط يقابله صعود"، وعلى الفرد أن تكون ردة فعله متفائلة تجاه الظروف والمواقف المختلفة التي يواجهها، "فالجميع يواجه المتاعب، ولكن الفرق الحقيقي يكمن في الطريقة التي يواجه كل منهما هذه المتاعب، وكيف يحافظ على حالته النفسية ويتحكم بانفعالاته في الظروف المختلفة"، وفقا لقوله.
ويقول اختصاصي علم النفس د.محمد الحباشنة "إن على الإنسان أن يكون مؤمنا، وأن يعلم في بداية كل شيء أن هناك الكثير من الكدر في الحياة".
لكن على الشخص، وفقا للحباشنة، أن يفكر دائما في الحلول، ويبتعد عن الصعاب، لأنها موجودة باستمرار وغير منتهية، وعلى الفرد أن يتعلم الفصل بين الصعاب وحياته التي يعيشها، ويبتعد عن الهموم قدر المستطاع مع الحفاظ على التفاؤل، بحيث يتأمل بأن القادم أفضل.
ويعتقد أن الوقت كفيل بتخطي الكثير من الإحباطات والصدمات، التي تواجه الشخص من فقدان عزيز أو غيرها، ولا ينسى بأن بوجود شخص قريب منه يثق به هو حل لنصف المشكلة.
ويبين التربوي د.محمد أبو السعود، أن التربية هي أساس كل شيء، وعلى الأهالي أن يركزوا في تربيتهم لأولادهم، على أن الإنسان يعيش في لحظات حزينة مؤلمة وصعبة، كما يحدث في وفاة شخص عزيز عليه، أو المشاعر التي تجتاحه في حالة الفشل الدراسي، أو الفشل في تحقيق هدف معين في رأسه، وفي المقابل هناك حالات فرح كثيرة منها أثناء الولادة أو النجاح وتحقيق الذات.
ويؤكد وجود طموح لكل إنسان يرغب في تحقيقه بالحياة، ولكن إن مضى الإنسان في تحقيقه بصدق وعزيمة سيتحول حتما إلى هدف، يبدأ عن طريق حلم يحتاج إلى عمل مكثف ودؤوب للوصول إليه، "فإذا وثق بنفسه سيتمكن من وضع هدف أساسي في حياته لتحقيقه، ولكن إذا وضعت هدفا بدون أن تفكر في التحديات التي قد تواجهك أو تعترض طريقك فستعيش تلك اللحظات بدون أن تفكر في أنه من الممكن أن تفشل مرة وتنجح أخرى وهذه هي الحياة"، وفق ما يقول.
ويقول اختصاصي علم الاجتماع ومدير مركز الثريا للدراسات د.محمد الجريبيع "إن المشاكل شر لا بد منه"، معتبرا أن وجودها في حياة الفرد قد يفيده في بعض الأحيان، حيث تعزز التحديات التي تواجهه، وتمنحه ثقة بنفسه، لمواجهة عقبات المستقبل.
ويرى أن على الشخص أن يتقبل فكرة أن المشاكل في الحياة شر لا بد من مواجهته، لأن تجنب ومقاومة هذه المشاكل يجعلانه يستمر فيها لفترة أطول، "فالمصائب أمر حتمي، ولكن مواجهتك لها أمر اختياري يعتمد عليك"، وفقا لقوله.
ويمكن للشخص، بحسب الحباشنة، أن يحضر نفسه مسبقا لمشاكل الحياة، عن طريق صقل مشاعره العاطفية، وشجاعته وانضباطه، كي يتمكن من مواجهتها وتخطيها، ويعزز إيمانه بالله، وبأن الأمور من حوله تحدث لحكمة معينة.
ويركز أن على الشخص الذي يمر في ظروف صعبة، أن يحاول المحافظة على علاقته بالآخرين، كالأصدقاء والأقارب، لأنه قد يحتاج لدعمهم عند تعرضه لمشاكل في الحياة، إذ من الممكن أن يفيده صديق ما، في مواجهة المشكلة لأنه قد تعرض لها في السابق.
"إن مواجهة مشاكل الحياة قد تمنح الفرد قوة في تخطي عقبات المستقبل، لذا من المهم التغلب على أي مشكلة تواجهه بشكل مرن بدون تعظيمها أو المبالغة في ردة الفعل تجاهها"، وفقا لقوله.
ويدعو الأسري مفيد السرحان، من أجل تخطي العقبات والمصائب الدنيوية، أن يتحلى الشخص بالصبر والإيمان؛ لأن الحياة متقلبة وفيها من الفرح والحزن، وأن يعمل بما أوصى به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله "اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com