الاثنين، 25 يونيو 2012

مخاطر التهاب اللثة على الحامل والجنين


عمان- تشكّل أمراض اللثة السبب الأوّل لفقدان الأسنان، وتعاني المرأة الحامل خصوصاً من هذه المشكلة بسبب غياب نظافة الفم والأسنان أو عدم التوازن في الأكل أو التغيّرات الهرمونية. ولعل هذه الحالة مسؤولة عن الولادة المبكرة بسبب إصابة الجنين بالتهاب عمق اللثة لأن البكتيريا تستفيد من هذه الحالة لتنتشر في كل أنحاء الجسم، ومنها الرحم.
كيف نشخص التهابا في اللثة؟
- إن نزيف اللثة هو العامل الوحيد الذي يكشف وجود التهاب فيها، وعند حصول هذا الأخير.. على المريض أن يستشير طبيب الأسنان لتشخيص حالته التي من الممكن أن تشمل نوعين: التهابات موضوعية في اللثة تكون غالباً غير مؤلمة ويمكن الشفاء منها.
أي مشكلة في تكوين السن تؤدي إلى التهابات عميقة في اللثة فيكون الألم شديداً، والشفاء منه لا يتمّ بسهولة. وفي الحالتين، يعود السبب إلى بكتيريا تتواجد على الطبقة الخارجية من الأسنان. 
ما العوامل التي تؤشر 
إلى هذه الحالة؟
- ثمة عوامل عدّة مسؤولة عن هذه الحالة، وهي على الشكل التالي:
1. غياب نظافة الفم واللثة: إذا كانت الطبقة الخارجية من الأسنان لا تنظّف بشكل يزيل عنها البكتيريا وخصوصاً تلك الموجودة على جذع السن، يولد نوع من "الانزيم" يدمّر النقطة المتواجدة ما بين السن واللثة ما يؤدي إلى الالتهابات.
2. إن التدخين والنظام الغذائي غير المنتظم مسؤولان عن تكوّن الجير ما يؤدي إلى التهابات في اللثة. 
3. تناول الغذاء المعتمد على السوائل حصراً والذي لا يحتاج إلى مضغ ما يضعف عضلات المضغ ويجعل النسيج هشاً، ويسهم في بروز مشكلات في اللثة والأسنان.
4. التغيّرات الهرمونية في فترة الحمل التي تزيد من "الانزيمات" التي تفرزها البكتيريا، وهي التي توجد بين نقطة التقاء السن واللثة، وتحدث التهابات.
5. عندما يزول التصاق اللثة بالسن يؤدي إلى نوع من الجيوب يتجمّع فيها الطعام بين السن واللثة، ما ينتج التهابات بعد مرور بعض الوقت.
6. إن انخفاض معدّل اللعاب الناتج من تناول بعض الأدوية كتلك المضادة للحساسية أو المدرّة للبول أو الخاصة بالاكتئاب يؤدي إلى نوع من الجفاف في الفم، وبالتالي حدوث مشكلات كعدم إزالة الجير من الفم.
كيف تتم الوقاية 
من هذه المشكلات؟ 
- رغم العوامل المذكورة والتي سببها بعض بقايا الأكل الموجودة في الفم، يمكن إيداع اللثة بصحة جيدة شريطة أن نزيل هذه البقايا التي تكون في الساعات الستة الأولى من تشكيلها صحيّة لتتحوّل بعدها إلى مرضية. 
وللحفاظ على أسناننا، يجب أن نغسلها مرتين في اليوم، على الأقل. وهنا، تبرز أهمية استخدام الخيط الطبي وفرشاة الأسنان الخاصة لإزالة كمية كبيرة من الجير مع اختيار معجون الأسنان المقاوم للبكتيريا. وينصح الأطباء بغسل الفم بأدوية خاصة للمضمضة، وهي طريقة فعّالة ولكن يجب الانتباه ألا تتضمّن المواد المستعملة الكحول. وعلى فرشاة الأسنان أن تكون طرية غير سميكة للغاية، وقبضتها ملائمة لليد. وأحياناً، قد تتكلّس الطبقة الخارجية ويتشكّل الجير، من هنا لا بد من زيارة طبيب الأسنان لإزالتها في الأسابيع الأولى من الحمل.
هل من مراحل معيّنة 
للانتباه إلى مشكلات اللثة؟
- لغاية عمر الثلاثين، لا تصاب اللثة بمشكلات ملحوظة. ولكن، مع التقدّم في العمر، تشيخ اللثّة وتصبح حسّاسة لما تتعرّض له يومياً كتناول المأكولات غير الصحية أو تنظيف الأسنان بشكل عنيف أو استعمال فرشاة أسنان قاسية أو بحالة غير جيدة. 
وعند المرأة الحامل، لا بد من الاهتمام بصحة اللثة والأسنان في الأسابيع الأولى من الحمل، مع زيارة طبيب الأسنان ما لا يقل عن 3 مرات قبل الولادة. 
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدراسات توضح أن مشكلات اللثة مرتبطة ارتباطاً قوية بأمراض القلب والشرايين لأن التهابها قد ينتج حالة سلبية على مستوى الشرايين، وكذلك يعاني المصابون بالسكري من مشكلات في الأسنان واللثة.
ما العمل لوقف الألم؟
- تسبّب أمراض اللثة والأسنان آلاما، ويغيب العلاج الذي يخفّفها نهائياً. وينصح الأطباء في هذه الحالة باستعمال مرهم خاص يدهن على اللثة.
كيف تتم العناية بالأسنان 
خلال فترة الحمل؟
من المهم للمرأة الحامل ألا تهمل أسنانها لأن الهرمونات تلعب دوراً مزعجاً، وهناك ظاهرتان تؤثران على الأسنان:
- التغيّرات الهرمونية التي تؤدي إلى هشاشة الأسنان، ثم إلى التهابات تكون متكرّرة أثناء الحمل وتسبّب الألم والنزيف في اللثة، وفي بعض الأحيان تؤدي الى ابتعاد اللثة عن السن.
- في بداية الحمل، تتعرّض الحامل إلى فترة من التقيؤ والغثيان ما يؤدي إلى تغيّرات في النظام الغذائي، وتتجه المرأة أكثر فأكثر إلى السكاكر والحلويات فيزداد الجير في الطبقة الخارجية من الأسنان. ويجدر بها الوقاية من خلال زيارات متكرّرة إلى طبيب الأسنان حتى قبل فترة الحمل، وإزالة الجير بشكل منتظم لتخليص اللثة من الالتهابات، ونظافة الأسنان قبل فترة الحمل. 
وفي حال حدوث أي مشكلات، يفضّل أطباء الأسنان تأجيل العلاج إلى ما بعد الولادة، وذلك لتجنيب المرأة الحامل الصورة الشعاعية وكذلك البنج الموضعي. ويجب الانتباه إلى الأدوية التي ستتناولها.
كيف نحافظ على سلامة الجنين؟
- التهاب اللثة أثناء الحمل يؤثر على صحة الجنين. وبالمقابل، من المطلوب أن تواظب الأم بشكل منتظم على تنظيف الأسنان وزيارة طبيب الأسنان بصورة متكرّرة لتلافي إصابة جنينها بالتهاب عمق اللثة، لأن البكتيريا تستفيد من هذه الحالة لتنتشر في كل أنحاء الجسم وكذلك الرحم. وهنا، نواجه حالة خطرة تؤدي إلى الولادة المبكرة. 
ومن الضروري أن تزور السيدة طبيب الأسنان قبل الحمل وفق زيارات منتظمة، خصوصاً إذا كانت ميّالة إلى الولادة قبل الوقت. وفي بداية الشهر الرابع من الحمل، من الضروري زيارة طبيب الأسنان ليكشف إمكانية حدوث التهابات في اللثة.

الدكتور معين حداد
رئيس اللجنة التثقيفية الإعلامية
نقابة أطباء الأسنان الأردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com