الطرقات الصاخبة سبب النوبات القلبية القاتلة!

قالت أحدث دراسة إن ضجيج الطرقات الصاخبة يتسبب في نوبات القلب المميتة، وبين الباحثون الدانمركيون بعد متابعتهم لما يزيد على 55 ألف شخص راوحت أعمارهم بين الخمسين والرابعة والستين حيث راقبوا مناحي عديدة من حياتهم وسجّلوا كلّ مكان سكنوا فيه خلال السنوات العشرة السابقة، ثم قاموا بحساب كميات الضجّة التي تعرضوا لها بحسب قربهم من الطرقات المزدحمة وقد لاحظوا حدوث نوبات قلبية لدى 1600 مشارك لأول مرة في حياتهم خلال عشر سنوات من بدء التجربة.  وأظهرت هذه النتائج ارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية عند المشاركين الذين كانت منازلهم قريبة من الطرقات المزدحمة والمليئة بالسيارات والضجيج حيث لاحظ العلماء ازدياد نسبة حدوث النوبة القلبية 12 بالمئة لكل «10 ديسيبل» من ضجيج الشوارع. يذكر ان الإنسان يصدر خلال نقاشاته ضجة تقدر بـ 65 ديسيبل ويعتبر الضجيج الذي تفوق شدته المئة ديسيبل مزعجاً ويمكن إذا زاد مقداره عن الـ 120 أن يقضي على حاسة السمع لدينا خلال دقائق معدودة.
وأشار الباحثون إلى أنّ المشاركين الذين تجاوزت درجات الضجيج حول منازلهم الـ «60 ديسيبل» كانوا أكثر بدانةً وأقلّ ثقافةً وكانوا من عشّاق السجائر وكارهي الخضار والفواكه أيضاً كما لاحظ الخبراء ارتفاع نسبة الداء السكّري لديهم وذلك عند مقارنتهم مع من لم تتجاوز درجة الضجيج حول منزله لـ «60 ديسيبل». ويرجع أطباء القلب هذه النتائج إلى عوامل عديدة يضعون على رأسها التوتّر وقلة النوم المُحدَثين بالضوضاء، كما أنّه لا يمكن لأيّ طبيب أن يحدّد سبباً واحداً فقط فجميع الآليات متداخلة بعضها مع البعض إذ إنّ التوتر يقود للتدخين وتغيير أنماط الأكل ما يؤدي لارتفاع كوليسترول الدم غير أن قلة النوم تجعل الإنسان تعيساً وتعباً طوال النهار ناهيك عن أنّ الضوضاء والتوتر يسببان في ارتفاع ضغط الدم، وجميع هذه العوامل هي مُحفّزات للإصابة بالنوبة القلبية. وينصح الأطباء كلّ من لا يستطيع أن يغيّر منطقة سكنه الصاخبة، أو من كانت طبيعة عمله تفرض عليه الضوضاء، أن يُعدّل أموراً أخرى إذ لربما يفيده ذلك في تقليل خطر النوبات كتغيير نوعية الطعام وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة. (إيفارمانيوز)