الأربعاء، 27 يونيو 2012

الروتين عدو النجاح .. قاتل العمل !

صورة

رياض القطامين - كيف نحارب الروتين سواء في مؤسساتنا أم في علاقتنا الزوجية أم في تعاملنا البيني ؟.
وكيف نجعل السعادة والفرح والانجاز إحساساً دائماً معنا؟.
وكيف نرفع الراية الحمراء أمام الروتين القاتل لنضع له حدا ونمنعه من دخول نفوسنا ومكاتبنا وبيوتنا ودوائرنا ؟.
أسئلة حائرة تبحث عن إجابات في حنايا الحكومات الالكترونية وفي مكاتب الإدارات العصرية من اجيال « الديجتل « و»الفيس بوك « لعلها تجد مخرجا .
وقف يتنفس الصعداء « متأففا « بعد أن جال على أغلب مكاتب المؤسسة(...) التي يراجعها لإتمام معاملة خضعت لعدة توقيعات غير مبررة .
 قضى الرجل الستيني جُل ساعات نهاره؛ بين المكاتب بفعل روتين العمل الذي حال بينه وبين انجاز مهمته .
ويشكو ابراهيم..ابن ال 47 عاما ،الذي أمضى أكثر من أسبوع وهو يتابع معاملة «عاملة منزل» أراد تمديد خدمتها بعد انتهاء مدة عقدها وهو يتنقل بين مكاتب سلطة العقبة الخاصة وموظفيها في حين ان المعاملة لا تحتاج إلى أكثر من نصف ساعة من العمل لانجازها .
اما المهندس محمد القطامين ، فيرى تفاقم الشكوى من تأخير معاملات تراخيص بناء ،جراء روتين غير مبرر يخلقه موظفون ليتعطل عمله أشهرا بفضل هذا الروتين القاتل .
في ذات الوقت ،يعترف احد مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، بأن أكثر من 1000 موظف في السلطة لا يوجد لهم ملفات شخصية(..) وقد خلق ذلك حالة من الروتين القاتل حدت من الا نجاز وخدمة الناس في مرافق وادارات السلطة وعطل مصالح كثيرة .
 سيء الذكر ؛ « الروتين « يصفه مختصون بأنه عدو النجاح ، من جعل صاحب المعاملة أو المراجع ينتظر حزمة من التوقيعات على المعاملة، في إحدى دوائر الدولة الخدماتية .
يقتل الوقت، ويهدره وهو من يقتل الأعصاب ويشنجها وهو من يقتل العلاقات الاجتماعية بين الناس وهو من يشكل مرتعا خصبا لتنامي الأحقاد والاحتقانات .
و يقر موظفون في وزارة تطوير القطاع العام بوجود الروتين في مؤسسات الدولة لكنهم قالوا إن الوزارة تجهد في محاربة الروتين في سلك الدولة ومؤسساتها حفاظا على تنافسية وحجم الأداء عبر البرنامج الشمولي لتطوير القطاع العام والإدارة الحكومية الموجهة ، ويشمل برنامج إعادة هيكلة القطاعات الحكومية، برنامج تحسين وتبسيط الإجراءات في القطاع العام بعيدا عن الروتين ، برنامج رفع الجاهزية التكنولوجية في القطاع العام، برنامج أتمتة الخدمات الحكومية والحكومة الالكترونية، برنامج التعامل مع الجمهور، برنامج تطوير الموارد البشرية، برنامج متابعة تحقيق أهداف الأجندة الوطنية، برنامج تعزيز الرقابة والمساءلة والشفافية في القطاع العام.
ويطالب مواطنون ومراجعون بتوفير وحدة إدارة الشكاوى في كل مؤسسات الدولة بهدف التعامل مع شكاوى المواطنين والرد عليها وذلك باستقبال كل ما يرد إليها من شكاوى واقتراحات واستفسارات بحيث يتم التعامل معها وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
7 أيام قضاها مواطن اخر اسمه «عاطف» ، بين مكتب هنا ومكتب هناك متمنيا الحصول على إذن أشغال من إحدى الدوائر !فيما بقي محمود زهاء شهر عله يحظى بمقابلة مسؤول، يتنقل يوميا بين بيته وتلك المؤسسة ليجد أمامه السكرتيرة وقد أعدت له الأعذار بان «صاحب العطوفة « في اجتماع رسمي أو لديه ضيوف غير عاديين أو انه يجري اتصالا مهما أو انه مشغول بمطالعة البريد أو أو أو .... والنتيجة بالنسبة لمحمود « مكانك قف».
الروتين لا يقتصر على الدوائر الحكومية بل يتسلل إلى البيوت وهو ما يجعل الحياة الزوجية أكثر فتورا وبرودة حسبما يقول مدير أوقاف العقبة الشيخ سليمان بلبل.
وزاد بلبل ان الروتين هو من يصنع اللامبالاة لتتباعد النفوس ويعم القلق والتوتر بين الأزواج... وهو من يقتل السعادة والفرح في نفوس الكثيرمن الناس .
يتفاقم الإحساس بالملل في ظل سيطرة الروتين على الإدارة ليتعطل الإنجاز للحد الذي تضيع معه الحقوق أحيانا وفقا لرئيس مجلس الخدمات المشتركة في محافظة العقبة المندس سميح أبو عامرية ... 
ويرفض أبو عامرية ما يلجأ إليه هواة الروتين من مشروحات يوشحون بها المعاملات والأوراق المقدمة إليهم بعبارة «يعامل حسب النظام «او « لاكمال اللازم» او «للدراسة « او «لإبداء الرأي « او « لإبداء الرأي والإعادة « او « تعرض على الاجتماع الدوري بعد أسبوعين «وأحيانا يتجرأ المسؤول ليكتب على تلك المعاملة « حفظ «.
يبدو الروتين ثقيل الظل في تلك المؤسسات المتخمة بالموظفين لاسيما المؤسسات الخدمية في الدولة حيث تمارس على المواطنين أنواع مقززة من الروتين وما تنطوي عليه من التعطيلات الإدارية مسببة خسائر جمة في الوقت والمال,والمجهود وذلك بسبب انعدام روح المبادرة وأخذ القرار لدى موظفي الدولة حيث يتحول الموظف إلى آلة يطبق آليا أوامر رئيسه او مديره دون فهم غاياتها.
يؤكد محمود سلمان 50 عاما أن كلمة واحدة سببها الروتين قد تكون سببا في حرمان شخص ما من فرصة يستحقها.أو علاج يكون سببا في شفائه وما أكثر الكلمات والإجراءات الروتينية التي كانت سببا في كارثة أو مصيبة..
 ويرجع مختصون الروتين إلى عدة أسباب يتقدمها عدم وضوح الأهداف المؤسسية العامة لدى كثير من الموظفين وربما المسؤولين أحيانا في ظل النمو الحضري السريع إلى جانب نقص الموارد المادية وضعف الأوضاع الاقتصادية وعدم توافر البيانات ونقص الكفاءات البشرية والتخلف الحضاري والاحتكام إلى بعض الموروثات والقيم الاجتماعية بعيدة الصلة بالموضع المطروح على بساط البحث إضافة إلى سلبية المواطن وعدم تفهمه لدوره .
لايعترف أنصار الروتين بالحكمة القائلة «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك « يقول إبراهيم الأحمد وهم في ذلك اقرب إلى التقليد بما يجعلهم ابعد عن تقنية الحياة وثورة المعلومات حيث أصبح العالم اليوم ينطلق ويتوقف بضغطة على زر فقد لملمت التكنولوجيا أطراف العالم البعيدة وقاربتها ليكون أشبه بقرية صغيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com