السبت، 30 يونيو 2012

اليوغا بطريقة آمنة..سعياً الى الكمال الانساني والراحة النفسية والجسدية

صورة

والنات كريك- مدهش وغريب ومنطقي في ذات الوقت. انه عالم رياضة اليوغا ..سحر ورقي وقدرة ذهنية وعصبية عالية ؛ سعيا الى الكمال الانساني والراحة النفسية والجسدية.
هل ذلك ممكن؟.
ما إن دخل مارك غولدمان إلى عالم اليوغا حتى وجد نفسه يتخذ وضعية «زهرة اللوتس» تحت إشراف مدرّب صارم يصرخ في وجهه وكأنهما في الجيش. قال له مدرّب اليوغا آنذاك: «أنت قادر على اتخاذ هذه الوضعية. ابذل مجهوداً أكبر!».
قرّر مارك غولدمان، الرجل الحماسي المقيم في ولاية كاليفورنيا ويعمل كمندوب مبيعات، أن يخوض غمار تجربة ممارسة اليوغا. فقد ظن أنه كلما بذل مجهوداً أكبر، اقترب من بلوغ الوضعية المثلى. عندها، اتخذ وضعية قرفصاء عميقة ضاغطاً على ركبتيه فحصل ما لم يكن في الحسبان.

طوّرها الهنود  منذ 5000 سنة
أدت هذه الوضعية الخاطئة إلى تمزّق الغضروف الهلالي أي النسيج المسؤول عن حركة الركبة. صحيح أنه يمكن معالجة هذه الإصابة بواسطة الجراحة، إلا أن غولدمان، الذي يمارس رياضة الركض منذ سنوات طويلة ويملك جسداً رياضياً بامتياز، سيحتاج إلى سنوات عدة لتطوير طريقة سليمة لممارسة اليوغا تكون أكثر انسجاماً مع تلك التي طوّرها الهنود عند ابتكارهم هذه الرياضة منذ 5000 سنة.
أصبح غولدمان (61 عاماً) يستمع إلى جسمه، ولم يعد يتنافس مع الشخص الجالس في قربه. يقول في هذا السياق: «أنا أذكى منه بكثير. فما إن أشعر بأي ألم حتى أتوقف فوراً عن أداء الحركة».

 20 مليون  شخص  مارس اليوغا عام 2010
تُعتبر اليوغا رياضة جسدية وعقلية وروحية يمكن ممارستها بطرق وأساليب عدّة. في الغرب حيث ساعدت الشعبية التي تحظى بها الوضعيات الرياضية على انتشار اليوغا ليرتفع عدد ممارسيها من أربعة ملايين شخص في عام 2001 إلى 20 مليون شخص في عام 2010. يرجّح دوماً أن تتسبّب اليوغا مثل أي تمارين رياضية أخرى بإصابات. فاكتظاظ صفوف اليوغا غالباً ما يحول دون اهتمام المدرّب بكل طالب على حدة. بالإضافة إلى ذلك، كثيراً ما نجد أن المدرّبين يفتقرون إلى الخبرة الضرورية وعاجزين عن تدارك الإصابات. إضافة إلى أن حب الذات، أي ذلك الصوت الداخلي الذي يحثنا على الضغط على جسمنا، يزيد من خطر الإصابات والأوجاع حتى لدى ممارسي اليوغا المتقدّمين. مع ذلك، يقول الخبراء إن ممارسة اليوغا وفقاً لطريقة تتماشى مع جسم الشخص وقدراته الجسدية، تجنِّب صاحبها الإصابات وتساعده على الاستفادة من فوائد اليوغا المتمثلة في التخفيف من الضغط النفسي والحفاظ على صحة القلب.

 تحقيق أهداف اليوغا الحقيقية
اما  مدرب اليوغا «الإينغار» روجر كول (عالم النفس البيولوجي في جامعة كاليفورنيا) يقول إنه عندما يكيِّف الشخص وضعيات اليوغا مع حاجاته سينجح في تحقيق أهداف اليوغا الحقيقية. وتشجع هذه الرياضة على استعمال أكسسوارات مثل المناشف والأثقال والأحبال لمساعدة الجسم على الاستقامة. يُذكر أن كول درس وكتب الكثير عن إصابات اليوغا. في رأيه، تشمل أكثر الإصابات شيوعاً منطقة الركبتين وأسفل الظهر والرقبة: «حصول الإصابات ناجم إما عن خطأ ارتكبه المدرّب وإما عن خطأ ارتكبه الطالب. أكثر الأشخاص إثارة للقلق هم أولئك الذين يحاولون إجهاد أنفسهم والقيام بحركات تفوق الحركات التي يعرفونها صعوبةً».

وضعيات صعبة
تمارس دوريس ليفيزي اليوغا منذ ما لا يقل عن خمسة أعوام، تحديداً منذ ذلك اليوم الذي حضرت فيه للمرة الأولى صف يوغا في نادي سان خوسيه الرياضي. في أحد الأيام كان المدرب، الذي يعمد دوماً إلى التجوّل في أنحاء الغرفة لتعديل الوضعيات الخاطئة، غائباً بداعي المرض، فطلب بديله من الطلاب اتخاذ وضعية لم يسبق لليفيزي أن قامت بها.
تمثلت إحدى هذه الوضعيات في شد الصدر باستخدام حزام يسحب اليدين ويضعهما خلف الظهر وفي الانحناء باتجاه الوركين وترك الجاذبية تسحب اليدين إلى الأمام لتصبحا فوق مستوى الرأس. حاولت ليفيزي تجربة هذه الوضعية، إلا أن العواقب كانت وخيمة.

 اليوغا تمرين رياضي ممتاز
تقول ليفيزي التي جمّدت اشتراكها في النادي بسبب تعرَض كتفها للإصابة: «لم تستطع ذراعي اليسرى القيام بالحركة المطلوبة، ما تسبّب بتمزّق عضلة الكفة المدوّرة في كتفي». وقد فرضت الآلام المرافقة للإصابة أخذ حقنة كورتيزون. في النهاية، استعادت ليفزي عافيتها بعد ممارستها تمريناً رياضياً بسيطاً كان قد أوصاها به طبيبها الجراح. مذاك، تحوّلت من ممارسة اليوغا إلى المشي والرقص. مع ذلك، لا تزال تحب ممارسة تمارين التمدّد الأساسية في المنزل. في هذا الإطار، تقول ليفيزي البالغة من العمر 60 عاماً: «اليوغا تمرين رياضي ممتاز. لكن إذا كنت في صف كبير يعمل تبعاً لايقاع حركات سريع، لا تعتمد على المدرّب لمساعدتك. عليك أن تعرف جسمك جيداً».
يبذل طوني بريغز قصارى جهده للتعرّف عن كثب إلى جسم كل طالب من طلابه. فهو صاحب خبرة 34 عاماً، تشمل التدريب تحت إشراف مدرّب اليوغا الأسطوري ب.ك.إس اينغار. وتُعد الوقاية من الإصابات إحدى أكثر النقاط التي يركز عليها بريغز في صفوفه.
يستعين بريغز بمساعدي تدريب عندما يتواجد أكثر من 25 طالباً في الصف أو في الحالات التي يجد فيها صعوبة في الإشراف على كل طالب، يقول: «إنني على علم بآلامهم وأوجاعهم كافة. في كل مرّة يأتي طالب جديد إلى صفي، أحرص على الذهاب إليه لأعرف ما إذا كان يعاني أي مشاكل صحية».
أحياناً، يمتنع الطلاب عن الإفصاح عن مشاكلهم الصحية. في إحدى المرّات، كان بريغز يوجّه طالبةً تعرّف إليها منذ أشهر قليلة لتقوم بوضعية الكتف للمرة الأولى. في الوضعية المتقدمة، كان القسم العلوي من ظهر الطالبة وكتفيها على الأرض في حين كان وركاها وساقاها مرفوعين باتجاه السقف بشكل خط مستقيم. يقول بريغز: «نظرت إلي الطالبة وهي مستلقية على الأرض وسألتني: هل تعتقد أن هذه الوضعية قد تضرّ بجهاز تنظيم ضربات القلب المزروع داخلي؟». عندها طلبت منها التوقف عن التمرين ببطء شديد».
يوضح بريغز أن المحزن في الأمر هو أن التنافس المسبّب للإصابات لا يتأتى بالضرورة عن الطلاب. فغالباً، تكون مشاكل الذاتية والأنانية موجودة لدى المدرّب لا الطالب.
يتابع: «يسعى مدربون كثر إلى دفع طلابهم إلى المغامرة وتجربة أمور جديدة بحماسة وتهوّر»، مشيراً في كلامه إلى الطلاب القادرين على الوقوف على رأسهم وثني ظهرهم إلى الوراء وغيرها من وضعيات صعبة. ويضيف: «ابتُكرت رياضة اليوغا لتحسين حياة الإنسان. ولا بد للمدرّبين من التنبّه إلى هذا الموضوع».
أدركت نويل جيلز هذه الحقيقة من خلال تجربة مريرة. بعد ممارستها اليوغا لمدة 26 عاماً، اشتركت في عام 2010 في برنامج معني بتدريب أساتذة اليوغا. تقول: «بدأت بممارسة الرياضة من دون القيام بتمارين تحمية فتسببت بإصابة كتفي اليمنى». نتيجة لذلك، أصيبت بتمزّق في أوتار عضلة الكفّة المدوّرة. وتضيف: «أصيبت كتفي بالالتهاب ولم أستطع تحريك ذراعي لأيام عدّة».

تتغنّى بفضائل اليوغا وتغلّب فوائدها على مخاطرها
بعد خضوعها لجلسات علاج فيزيائي، استعادت جيلز (47 عاماً) عافيتها وهي تمارس اليوم شكلاً علاجياً من أشكال اليوغا التي تحب. تقول إن كثراً يحاولون القيام بالوضعية على أكمل وجه، وتتابع: «عليك أن تقوم بالحركة بصورة تدريجية لا دفعةً واحدة. لكن هذا التفكير بعيد عن ثقافتنا لأننا نحاول دوماً المضي قدماً في أعمالنا من دون التخطيط لها».
خلال 30 عاماً عملت فيها ليندا مينيكن كمعالجة تقويم عظام، شهدت على كثير من الدموع وحالات تمزّق أوتار الركبة وإصابات الالتواء الناتجة من اليوغا. مع ذلك، لا تزال تتغنّى بفضائل اليوغا وتغلّب فوائدها على مخاطرها المحتملة مشيرة إلى ضرورة أن يقوم كل شخص راغب في ممارسة اليوغا باستشارة طبيبه. كذلك عليه أن يركز على وضعية الاستقامة السليمة وأن يطلب تعديل بعض الحركات في حال عجز عن القيام بها. وتقول: «إياكم أن تضغطوا على أنفسكم لممارسة تمرين صعب عليكم».
روجيه كول عالم نفس بيولوجي مجاز في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو يدرّس اليوغا ويدرس تأثيرها. وفقاً للبحث الذي قام به، إليكم الوضعيات الخمس الأكثر ميلاً إلى التسبب بإصابات حسب جسم الشخص وتاريخ إصاباته ومستوى لياقته البدنية:

 «زهرة اللوتس»:
 تفاد القيام بوضعية الجلوس هذه إن كنت تعاني مشاكل في عضلات الوركين أو الساقين لأنها قد تشكل ضغطاً على القسم الداخلي من الركبة. لدى بعض الأشخاص، تنتظم المفاصل والعظام بطريقة تجعل ممارسة وضعية زهرة اللوتس عملية عسيرة. إذا شعرت بالألم، توقف عن التمرين.

 الانحناء إلى الأمام:
 قد تتسبّب هذه الوضعية، سواء مورست قعوداً أو وقوفاً، بتمزّق في أوتار الركبة أو بتقلّض وانفتاق قرص في القسم السفلي من الظهر لدى الأشخاص الذين يضغطون على أنفسهم كثيراً. احرص على القيام بالانحناءة بطريقة ناعمة وعلى ممارسة تمارين تمدد مريحة للظهر.
= الاستلقاء على الظهر ورفع الساقين:
 بما أن هذه الحركة تتسبّب بانثناء العنق، يُستحسن الاستعانة أثناء القيام بها ببضع مناشف لدعم الوركين والقسم السفلي من الظهر وتجنّب ممارسة الضغط على عضلات الرقبة، وإلا أوشك من يقوم بالحركة على الإصابة بتمزّق في الرباط أو بإحداث نتوءات عظمية نادرة في العنق.

 «الشاتورانجا»:
 وضعية التمدّد هذه، التي تبدأ بوضعية انبطاح عالٍ ينخفض شيئاً فشيئاً باتجاه الأرض، غير خطيرة. إلا أن تكرارها مرات عدة قد يتسبّب أحياناً بممارستها بطريقة خاطئة وبإحداث إصابات إجهاد متكرّرة في الظهر أو في الكتفين.

 فتح الساقين: 
تمارين فتح الساقين الممارسة في رياضة اليوغا وفي سائر أنواع الرياضات الليّنة والمنطوية على فتح الساقين وتحريكهما إلى الأمام وإلى الخلف وعلى تمارين تحريك الحوض إلى الأمام، قد تتسبّب بتمزّق العضل وبإحداث ندوب في الأنسجة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com