الثلاثاء، 26 يونيو 2012

بعيداً عن المشكلة .. الإعتذار لن يفيد

صورة

كريمان الكيالي - ثقافة الصفح والتسامح والاعتذار،ثقافة اجتماعية وحضارية لها اساليبها ومواقعها ،واحيانا تتوسط معظم مسارات حياة الاسرة والبيت والمجتمع.
 قبل بضع سنوات ، و في سابقة لم تحدث (..)على الأقل في الاردن ، اختار زوج ان يعتذر لزوجته امام الناس فكتب لها كلاما رقيقا على لافته بطول 5م وعرض 8م.
 ..مثل اي رجل مهذب ؛ قدم لها لافتته ليفتح الاعتذار، الباب امام مصالحة بين الزوجين بعد ان وصل الخلاف بينهما الى أبغض الحلال.
 استهجان واسع انسحب على البعض من شرائح المجتمع لطريقة اعتذار غير مألوفة ،فالغالبية وجدت في ما حصل تنازلا لايليق برجل ، وتخمينات بأن رومانسية المسلسل التركي «نور» كان لها تأثير على اعتذار الزوج؛ بهذه الطريقة حيث تزامن الاعتذار مع عرض ذلك المسلسل .
 الاهم هو ما أسفر عنه هذا الاعتذار !.
فقد استطاع الشاب ، لم شمل الاسرة مهما كان الخلاف و الأسلوب في الاعتذار.

 أخطاء وهفوات 
 لاتخلو العلاقات الإنسانية من أخطاء وهفوات ، والاعتذار والتأسف فن لايجيده كثيرون وثقافة تبدو غائبة عن المجتمعات العربية ، برغم أنه تقويم لسلوك سلبي بدر بقصد اوبدون ومحاولة لاصلاح ذات البين ، وحرص على الآخر والاعتراف بالخطأ ، مما يعزز من أهميته ودوره في حياتنا بحسب مختصين.
 الزواج اكثر علاقة انسانية تكتنفها الكثير من زلات اللسان وقد يتجاوز الاعتذار الأسف بالقول إلى الفعل ..هدية ، دعوة عشاء، مسج عبر الموبايل وهذا على الأغلب ما يفعله «قاسم «..و يقول «بأن الخلافات الزوجية موجودة في كل بيت، في أحيان كثيرة تكون على اشياء بسيطة روتينية ، وهي بالتالي لاتحتاج الى اعتذاربالمعنى الحقيقي، أما اذا كانت تستحق فعلا ، فليكن ذلك ..الحياة يجب ان تستمر ..والاعتذار لن يقلل من هيبة الرجل او مكانته بل على العكس تماما، لأن الزوجة دائما تنتظر ان تكون المبادرة من الزوج.

 الاعتذار «غير مقبول « !
 في احيان كثيرة يكون الاعتذار «غير مقبول «..
،وهذا ما قالته السيدة..» هالة» 50عاما ، بأنها رفضت اعتذار زوجها، فما فعله تسبب بألم كبير ، مس كبرياءها ومن الصعب أن تنساه ، تنكر لها بعد أن شاركته سنوات كفاح طويلة ، تزوج من فتاة في عمر ابنته ، الجرح كان كبيرا للغاية لايكفي معه الاعتذار، تضيف : منحي لقب زوجة قديمة إساءة لاينفع معه أي اعتذار ، يصعب كثيرا أن تستمر حياتي معه ، طلبت الانفصال وهو مايزال يرفض طلبي منذ عامين.
 أما « اسيل 28عاما « فتعرضت تقريبا لذات الموقف، خطبت منذ عامين إلى زميل دراسة ، وعاشت اسعد ايام حياتها في فترة الخطوبة، لتكشف ان مماطلته في الاستعداد لعقد القران وترتيبات الزواج له اسباب مختلفة ..علاقة بفتاة أخرى عبر الفيسبوك اكتشفتها بالصدفة ، وفسخت الخطبة بلا تردد برغم اعتذاره اكثر من مرة وعرضه اتمام الزواج بسرعة، وتقول بأن الحياة معه لن تكون آمنة على الاطلاق .

خلافات حادة تتطور
 من الاعتذارات بين الازواج، الى الاعتذار بين الاهل والاصدقاء ، خلافات حادة تتطور وقد لاتنفع معها حتى «الصلحة» .. «رائدة» ترفض اعتذار شقيقها الذي تدخل بشكل سافر في حياتها، ورفض من اختارته لتتزوج من أحد اقاربها الذي لم يكن مناسبا على االاطلاق ، لكن تجمعه مصالح متبادلة مع اسرتها .
 وتقول الاعتذار لن يفيد ، ما حدث قد حدث، والأذى كان أكبر من أي اعتذار، ومن المستحيل أن أسامحه على ما فعله ، لقد عبث بمستقبلي وحياتي .
ويضيف»ليث» :»لم أتوقع ان يكبر الخلاف بيني وبين صديق طفولتي ليمتد سنوات ، لاادري كيف حصل ذلك ؟ بدأ الموضوع بسوء تفاهم ثم كبر الى قطيعة ، وبرغم أنه حاول أن يعتذر لي ، رفضت بشدة ، مافعله واحتفظ بالتفاصيل تسبب بأذى كبير لي في عملي وبيتي» .
 الصلح خير والمسامح كريم ، لكن في أحيان كثيرة يرفض كثيرون الاعتذار وبشدة ، لأنه ربما قد يزيد من حجم الألم والمعاناة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com