الأربعاء، 27 يونيو 2012

فتيات السكن الجامعي الاعتماد على الذات وعناء غياب الأهل

صورة

فرح عبنده وريحان الروابدة - .. حلم «الحرية الشخصية» والقدرة على «اتخاذ القرارات» بعيدا عن ضغوطات الاهل ، معضلة يعاني منها جيل واسع من الفتيات ممن عانين تدخل الاسرة والاهل بمقدرات حياتهن وخياراتهن في الدراسة الجامعية وفي العمل والحياة الاجتماعية.
لهذا ؛ فان ل «طالبات السكن الجامعي» الخاص شكلا مختلفا وامتيازا يعدان من مثيرات التحولات الكبرى في حياة الطالبة الجامعية.
مع ذلك ، فالسكن يشكل تحديا ، لكل فتاة تسكنه ،سواء في كيفية التعامل ، و/ او التحرر من الرقابة المباشرة للاهل- عموما- ،هذه الظروف الجديدة على الفتاة ، والتفكير في الاعتماد على الذات والمسؤولية الفردية، عدا عن الوحدة والبعد عن الاهل ومواجهة المشاكل اليومية، بعيدا عن صداقات مرحلة الصبا والمدرسة واعادة ترتيب الاولويات اليومية، كلها تعتبر تحديات تواجهها الفتاة الجامعية ،بكونها طالبة تعيش في السكن !.

تجارب و تحديات 
 تشكل مرحلة الجامعة عند الفتيات، خاصة الملتحقات في جامعات بعيدة عن مدنهن، افضل المراحل في حياة الشابة(..) وفيها تبدأ الفتاة بصقل شخصيتها والتعرف على الاخر في ظروف مختلفة، عن مرحلة المدرسة لكنها فترة مليئة بالتجارب والتحديات والتي تظهر قدرة الفتاة على تحملها.
..احلام المعايطة ، طالبة جامعية ، فتاة طموحة قادمة من الكرك ، تدرس في الجامعة الاردنية وتعيش في سكن طالبات خاص قالت ل» الراي» : « اتمتع بحرية منحني اياها والداي ،وارى في هذه الحرية ميزة خاصة ،اذا ما استثمرتها الفتاة بشكل جيد وتعاملت معها بالطريقة المثلى».
واشارت إلى ان:» الفتاة في السكن الجامعي تكوّن علاقات متينة مع زميلاتها ،خاصة عندما يتقاسمن المنزل والهموم ولحظات السعادة وهذه أيام لن تنسى ابدا ومن الصعب ان تكوّن الفتاة علاقة قوية طوال حياتها كعلاقتها برفيقات الدراسة».
وبينت أن :»اصعب ما في هذه المرحلة هو الحنين في بعض الاحيان للمنزل واصدقاء الصبا خاصة في الظروف التي يكون فيها الشخص وحيدا بحاجة إلى من يقف إلى جانبه ويقدم له الدعم المعنوي وقت تعرضه للمشاكل والنصح والمشورة».
وفي حين أن:» الكثيرات من الفتيات لم يكملن دراستهن في الجامعة بسبب تدني معدلاتهن لعدم مقدرتهن على ترتيب اولوياتهن في الدراسة فيفشلن في النهاية».

 ثقة بالنفس
«تسنيم « طالبة جاءت للدراسة في الاردن من الخليل واستطاعت أن تجد عملا في إحدى الشركات الكبرى ، يتناسب مع شهادتها - بكالوريوس اللغة الانجليزية-وتتذكر أن:» هذه المرحلة تعتبر الافضل بين كافة المراحل التي يعيشها الطالب في حياته وهي مليئة بالدروس التي يستقيها من خلال التجارب والتحديات التي تمر بها الفتاة».
وتعلمت «تسنيم « الكثير أثناء دراستها في الجامعة ، تعلمت الصبر والاعتماد على النفس والمثابرة والوقوف في وجه التحديات ، وتقول :اكسبتني تلك المرحلة من حياتي ثقة بالنفس لم أكن أعلم أني امتلكها».
وبينت تسنيم ابنة ال(24 عاما) أن:» القائمات على السكن كن بالعادة حازمات خاصة في ضبط أوقات الدخول والخروج من وإلى السكن، وأنهن لم يكن يتساهلن في هذا الموضوع اطلاقا، إلا أن تعاملهن مع الفتيات كان يختلف في بقية المواضيع بحسب اختلاف المشرفة وأن البعض كن محبوبات وذوات تأثير على الطالبات بينما الاخريات لم يكن كذلك «.

 بناء صداقات جديدة مع الفتيات
رغم هذه الايجابيات التي تحدثت عنها الجامعية القادمة من غرب النهر،إلا أن:» الوحدة في بعض الاحيان والحاجة لوجود شخص من محيط الاصدقاء القدامى قد يشكل معضلة إلا أنني استطعت تجاوزها من خلال بناء صداقات جديدة مع الفتيات التي عشت معهن».
من جهتها ترى «تهاني» التي تعمل مراقبة في سكن للطالبات الجامعيات يقع بالقرب من الجامعة الاردنية أن :» الخبرة والتعامل مع اجيال من الفتيات اللواتي تعاقبن على السكن ،جعلتني اشعر بحس تربوي وأسري وهو أن منح الفتيات الحرية في هذه المرحلة، يعتبر تحديا كبيرا لهن ،من حيث كيفية استثمارها بالشكل الافضل».
وأضافت:» اتعرض للكثير من المواقف مع الفتيات اللواتي يلجأن إلي في العادة، من أجل مساعدتهن في تخطي بعض المشاكل الشخصية والاجتماعية والنفسية وأكثر ما يزعجهن في بداية مرحلة الحياة في السكن :الاعتماد على الذات في كل شئ حتى في ترتيب الوقت».

 مسؤولية في كل شيء
وقالت المشرفة ، تصف ما يحدث للكيان الاجتماعي للفتاة الجامعية داخل السكن:» تنشأ عند الفتيات في هذه المرحلة مسؤولية في كل شئ ، في ترتيب اولويات المصروف والتأقلم مع الفتيات الاخريات القادمات من بيئات مختلفة، بالاضافة إلى التعامل مع مجتمع كامل يختلف عن ثقافتهن وعن الطريقة التي نشأن بها وهو ما يولد عند البعض مشاكل نفسية».
وانه على الرغم من :»صعوبة هذه المرحلة وحساسيتها إلا أنها تساهم في صقل شخصية الفتاة وتقديمها للمجتمع بشكل أكثر نضوجا»وان على المشرفات ان يتقربن من الطالبات ، ويحاولن أن يكن قريبات من الطالبات لمساعدتهن على اجتياز المرحلة إلا ان الرقابة على نشاطاتهن خاصة اوقات الدخول والخروج لا يمكن تجاوزها أو التعامل بمرونة بها وذلك لمصلحة الطالبات حتى لو لم يتفهمن الامر في الوقت الحالي».
= تقاسم تفاصيل الحياة من فرح وحزن.
منى النعسان ، عمرها الان 25 عاما ، كانت لها امنية ،شتتها معدل الثانوية العامة انها :»تمنت منذ صغرها ان تدرس الصيدلة في الجامعة الاردنية كونها تسكن في عمان»، ولكن الحظ لم يحالفها بمعدل الثانويه فدرست الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا تقول:ـ «اضطررت أن آخذ سكن طالبات لقربه من جامعتي خلال فترة 4 سنوات».
ولفتت النعسان: «كانت المسؤولية التي على عاتقي اكبر من اي مسؤولية لطالبة تعيش مع اهلها تتوفر لها كل حاجياتها،كنت اضطر لشراء حاجياتي بنفسي دون مساعدة من احد، اما عن شريكتي في السكن فقد جمعتنا علاقة قوية وتقاسمنا كل تفاصيل الحياة من فرح وحزن».



5 دقائق لاختيار شريك السكن

سعيا لحل مشكلة السكن التي يعاني منها الكثير من الطلبة الألمان أطلقت مجموعة من الشباب مبادرة فريدة من نوعها، إذ يقوم الطلبة أنفسهم بالبحث عن طلاب جدد، ليكونوا شركاء لهم في مسكنهم الجماعي عملا بمبدأ «حب من النظرة الأولى». 
على شكل مجموعات صغيرة جلس بعض طلبة جامعة فورتسبورغ في إحدى المقاهي الخاصة بهم استعدادا لبدء البحث عن شريك مناسب لهم ليس من أجل الحب، بل للسكن. إذ يسعى هؤلاء الطلبة إلى مساعدة الطلاب الجدد في بحثهم عن أماكن للسكن معتمدين في ذلك على مبدأ «الحب من النظرة الأولى». ويقوم هذا المبدأ على تخصيص خمس دقائق فقط للطالب من أجل التعرف على عروض السكن المقدمة من قبل الطلبة، وذلك من خلال لافتات كرتونية علقوها على ملابسهم وكتبوا عليها شروط العرض والطلب.
كارل هاينز داوب(25 ربيعا) هو طالب بدأ دراسته في جامعة فورتسبورغ وهو الآن بصدد البحث عن مسكن جماعي مناسب له عبر هذه المبادرة الطلابية، ورغم كثرة العروض إلا أن كارل لم يتمكن من إيجاد المسكن المناسب له ويشرح سبب ذلك قائلا»إنها فكرة رائعة، ومجموعة الطلبة الذين التقيتهم هم أناس طيبون إلا أن إيجار الغرفة مرتفع بالنسبة لمساحتها وهذا لا يناسبني». 
ليس الإيجار وحده هو الذي يقف عائقا أمام الطلبة في إيجاد مسكن مناسب لهم، إذ تؤكد الطالبة سوزانة أن انسجام الطلبة مع بعضهم في المسكن الجماعي أمر لا يمكن تجاهله وتضيف في هذا الصدد قائلة» في المسكن الجماعي يجب أن يكون هناك انسجاما فيما بيننا فنحن نعيش تحت سقف واحد ونريد أن نكون متفاهمين».
وهو ما تراه كريستينا هلمرايش القائمة على تنظيم هذه المبادرة أيضا، فكريستينا تعي تماما الصعوبات التي تواجه الطلبة في ايجاد مسكن لهم، ما دفعها للتفكير في إطلاق هذه المبادرة الفريدة من نوعها وتضيف في هذا الصدد قائلة «أرى أن هذه المبادرة هي طريقة جيدة وغير معقدة، فمن خلالها يساعد الطلبة بعض على ايجاد حل لمشكلة سكنهم وخاصة في ظل التزايد الكبير لعدد الطلبة». ويعود سبب تزايد الطلبة في جامعة فورتسبرغ وكذلك في الجامعات الأخرى إلى تقليص مدة الثانوية العامة في ألمانيا إلى عام واحد بدلا من عامين. 
وتشهد هذه المبادرة إقبالا متزايدا من قبل الطلبة حسبما يؤكد ميشائيل اولريش أحد المسؤولين عن هذه المبادرة ما يجعله فخورا بذلك، ويشرح أولريش سبب إقبال الطلبة المتزايد بقوله «يعود سبب نجاح هذه المبادرة إلى إمكانية انتقاء الشريك المناسب وهو أمر مهم في المسكن الجماعي». ولا يعني تناسب شروط العرض والطلب بين الطرفين التوقيع مباشرة على عقد الإيجار، إذ لابد من أن يقوم الطالب بزيارة المسكن على أرض الواقع وهو تراه الشابة سوزانة أمرا مهما.
(هانكه فولفرام/دالين صلاحية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com