الاثنين، 25 يونيو 2012

الزراعة العضوية.. تحقق نظام بيئي مستدام يحترم الصحة والانسان !

صورة

توفيق أبوسماقة - اسئلة تواجهنا عند التسوق،نقرا في بعض محلات بيع الخضار او الاعشاب، ان المنتج «زراعي عضوي» ، دون اي ايضاحات تقنية؟.
 ..وفي الوقت الذي تعتمد عليه الزراعات الحديثة على المواد الكيماوية ،من مبيدات وأسمدة, كان لابد من التفكير في طرق أخرى لإنتاج أصناف مميزة أكثر أمانا على صحة الانسان.
 كما ان هنالك شركات محلية متخصصة في مجال الزراعة بدون تربة، تعمل على توفير وحدات حقن الأسمدة ومعايرة محلول التغذية وخلطات أسمدة جاهزة للمحاصيل المختلفة، كما انه تتوفر حاليا أحواض بلاستيكية جاهزة لهذا النظام، وهي تقدم الخدمات للمواطنين.
هذا؛ ما يحدث في بعض المرافق والمزارع منذ سنوات طويلة.
 يستحضر لدى الكثير من أصحاب الخبرة والاختصاص والإهتمام,مفهوم «الزراعة العضوية « وهي: الزراعة بدون تربة, التي تعتمد كما يقول مدير زراعة محافظة المفرق المهندس عوني الشديفات,على مجموعة من الطرق تؤدي إلى تحقيق نظام بيئي مستدام وتحترم البيئة في جميع مراحل الإنتاج حتى يصل الغذاء للمستهلك النهائي,مضيفا الى ان هذا النوع من الزراعات,يضمن سلامة الغذاء.
وزاد» وجدت الزراعة العضوية كرد فعل عالمي على الآثار السلبية الهائلة التي تسببت بها الزراعة الحديثة باعتمادها الكبيرعلى المواد الكيماوية من مبيدات وأسمدة وهرمونات».
وعن هذه الزراعة ومدى انتشارها في الأردن,أوضح الدكتور محمد أبو دلبوح مدير مركز المفرق والزرقاء للبحث والارشاد الزراعي أن :»هذه الزراعة تعتبر من الزراعات البديلة والهامة التي بدأت بالانتشار، وذلك لأسباب أهمها عدم استقرار بعض السلع نتيجة تفاوت العرض والطلب بين سنة وأخرى وارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج كالأسمدة والمياه والمكافحة إضافة إلى الخسائر في المجال البيولوجي الوراثي».
 أبو دلبوح اوضح العلاقة بين مفهوم الزراعة التقليدي و العضوية من حيث هي :» نظام إنتاج يعزز صحة الأفراد والتربة والأنظمة البيئية,باعتمادها هذه على العمليات البيئية والتنوع الحيوي والدورات المتأقلمة مع الظروف المحلية بدلا من استخدام المدخلات ذات التأثيرات السلبية فهي تجمع في نظامها بين التقليد والابتكار والعلم بما يفيد البيئة المشتركة ويدعم نشوء علاقات عادلة وتحسن نوعية الحياة لكافة المعنيين».

كميات أعلى من المواد المغذية و الفيتامينات و مضادات الأكسدة 

الدراسات أثبت أن الزراعات العضوية تحتوي على كميات أعلى من المواد المغذية و الفيتامينات و مضادات الأكسدة مقارنة بغيرها كما تتميز بنكهتها المميزة إضافة لعدم احتوائها على المواد الكيميائية المخلفة من أسمدة ومبيدات حشرية ومرضية وعشبية، وكذلك الأدوية المستعملة في تربية الحيوانات و عدم احتوائها على المواد المعدلة وراثيا حيث لا تسمح قوانين الزراعة بدخول أي مادة معدلة وراثيا في تصنيع الغذاء العضوي بغية المحافظة على صحة الحيوان لخلوها من الأمراض التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة كمرض جنون البقر وأنفلونزا الطيور وغيرها.
ورأى مدير الزراعة المهندس الشديفات أن هذا النوع من الزراعات يعطي المحاصيل قيمة مضافة تزيد من تنافسها في السوق كما تزيد من ربح المزارع ما يحقق التنمية الريفية والاجتماعية والاقتصادية لسكان الريف ويخلق فرص عمل جديدة ويسهم بالحد من الهجرة نحو المدينة.
وأكد أن تطوير هذه الزراعة مرتبط بتأمين الدعم المادي للمزارعين خصوصا في الفترة الأولى من التحول لهذه الزراعات عبر تأمين المستلزمات الزراعية من شتول وبذار وغيرها، كما تحتاج للدعم العلمي والفني لإدارة هذه الزراعات و تأمين الأسواق لتصريف هذه المنتجات سواء في السوق المحلي أم الخارجي، إضافة إلى التعريف بهذه الزراعة وإقناع المزارع بالجدوى الاقتصادية لها عبر وسائل الإعلام والحقول الإرشادية والأيام الحقلية.

خصائص المنتجات العضوية

المهندس الزراعي سعد أبوسماقة، عرج على ارتباط الزراعة البديلة بواقع المزارعين ولفت الى ان هذا النوع من التطور في فهم العملية الزراعية :» تزيد من دخل المزارع الناتج عن نفس وحدة المساحة مقارنة مع زراعة المحاصيل التقليدية الأخرى وتخفض من كميات الري المقدمة لهذه المحاصيل, مبينا أن بعضها يحتاج لمقنن مائي يعادل ربع ما تحتاجه المحاصيل الأخرى وبالتالي تسهم في تخفيض تكاليف الإنتاج لانها لا تحتاج إلى الكثير من عمليات الخدمة والمكافحة والتسميد وتخلق أسواقا تصديرية للمزارع وتزيد من العائدات الاقتصادية كما أن مشاكلها المرضية أقل».
الى ذلك ؛خلصت دراسة أجريت مؤخرا في اميركا بالتعاون مع البلدان الأوروبية ,أن هناك أفضلية من طعم المنتجات العضوية عن تلك المنتجة بالطرق التقليدية، كما ثبت أن خصائص المنتجات العضوية تجعلها أكثر ملائمة لعمليات الحفظ، علاوة على انخفاض درجة تدهورها بطول فترة التخزين، حيث يصل متوسط التدهور في الخواص بالتخزين إلى (30%) للمنتجات العضوية مقاونة بـ (46%) للمنتجات التقليدية. 
ولفت المهندس ابو سماقةالى ان :» القيمة الغذائية في نتاج هذه الزراعة ، فيهتم المستهلك بمدى ما يحتويه المنتج من بروتينات وفيتامينات وعناصر غذائية من ناحية وبمدى خلوه من مكسبات الطعم واللون وبقايا المبيدات, كما أنه ثبت احتواء المنتجات العضوية على نسبة أقل من المسموح بها من بقايا المبيدات بيد انه سجل انخفاض المحصول في الزراعات العضوية بمتوسط (25%) ولكنه تفوق في محتواه من البروتينات والمادة الجافة وفيتامين C، وكذلك في محتواه من الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم علاوة على انخفاض محتواه من النترات والأحماض الحرة 
 وكان المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي،أعلن منذ بداية العام الحالي عن تنفيذ مشروع تقنية الزراعة بدون تربة، في (50) مزرعة نموذجية، تنتشر في مختلف مناطق محافظات العاصمة وإربد والأغوار.
وتهدف التقنية، إلى توفير استخدام نسبة المياه في ري أنواع من النباتات، بما لا يقل عن (60%) والتي تؤدي الى الحصول على إنتاج وفير على مدار العام وذي نوعية محسنة، بدون الحاجة لإجراء العمليات التحضيرية للزراعة، كالحراثة، من خلال التحكم في نوعية وتركيز الأسمدة المستخدمة.
وقال الباحث في المركز الوطني الدكتور معين القريوتي، ان:» تلك التقنية الحديثة انتشرت في المناطق التي تعاني من شح مياه الري المناسبة وارتفاع أسعارها، وهذه الحالة تنطبق على العديد من المزارع في المملكة».
وإنه «نتيجة ظروف شح المياه، نسعى لنشر هذه التقنية الحديثة لإفادة المواطنين في مختلف المحافظات والأرياف والبوادي والمخيمات، وزراعة المحاصيل في المساحات المتوفرة لديهم في منازلهم، ما يخفف أعباء شراء بعض المنتجات من الخضار والفواكه عليهم».
ولفت إلى أن هذه الزراعة يقصد بها استخدام المياه التي تحوي على المحلول المغذي كوسيط زراعي، من خلال تزويده بالنباتات المزروعة في أحواض خاصة باستمرار، شريطة أن يتم توفير مصدر دائم للأوكسجين.

مبررات هذه الزراعة

القريوتي قال ان مبررات هذه الزراعةالتي : «انتشرت في العديد من الدول لأسباب أهمها الانتشار العمراني، وعدم توفر مساحات أرضية للزراعة، حيث تستخدم تلك الطريقة في زراعة الأسطح، أو ما يسمى بالحدائق المصغرة».
وأضاف أن المبررات، ايضا، انتشار أمراض التربة، والتي أصبحت غير صالحة للزراعة في بعض الدول، نتيجة الظروف البيئية، لا سيما وأنها ترافقت مع الضغوط العالمية للتقليل من استخدام المبيدات ومعقمات التربة الكيماوية، كذلك تستخدم هذه التقنية في المناطق ذات التربة المالحة وسيئة الصرف، والمناطق الصخرية».
وتساعد الزراعة بدون تربة، على التخلص من مشاكل الملوحة والأمراض الفطرية، والتقليل من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام المبيدات الزراعية، لإنتاج غذاء خال من الملوثات الضارة، بحسب مديرالمركز السابق الدكتور فيصل عواوده.
كما أن لهذه الطريقة أثرا إيجابيا كبيرا في تحقيق الأمن المائي والغذائي، والتشجيع على تنمية الإنتاج الزراعي المحلي في بعض المناطق.
و يمكن زراعة الخضراوات كجزء ثانوي في حديقة السطح، سواء في أحواض اسمنتية أو بلاستيكية، باستخدام الطرق التقليدية في الري والتسميد والصرف، كما يمكن من خلال الإضاءة الصناعية، استخدامها داخل الغرف أو في غرفة النوم أو في الكراج، أو أي مكان يتخيله الإنسان.
و أن مركز البحوث لعب دورا مهما في إدخال ونشر هذه التقنية، من خلال الدراسات والمشاهدات التي تم تنفيذها خلال السنوات العشر الماضية، حيث تبين ان استخدام» التوف البركاني» في الزراعات الأرضية، يعتبر الأنسب من حيث إمكانية توفيره من مصادر محلية، كما أنه الأرخص بالمقارنة مع الأوساط الأخرى.
و ساعد على وضع برامج تسميد مناسبة لهذه التقنية، للعديد من المحاصيل، وتم تنفيذ عدد من المشاهدات على مستوى مزارع تجارية، وحدائق منزلية وزراعة الأسطح في عدد من مناطق المملكة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com