الأحد، 24 يونيو 2012

الامراض الجنسية الصامتة وأثرها على الانجاب

صورة

د. سميح خوري* -  يعالج د. خوري ثلاثة موضوعات مهمة في حياة الانسان،المراة والرجل: المرض والعدوى المرضية الجنسية والعلاج واثره على الحمل ، وحياة الجنين في الرحم.
ويقدر الاطباء- بحسب الابحاث المعملية-  ان امرأة من اصل عشرة نساء دون عمر الخامسة والعشرين تصاب بالكلاميديا وهؤلاء النساء لا يحتمل ان يكشفن انهن مصابات بهذه الحالة حتى يبدأن بالتحري عن سبب وجود صعوبة في الحمل.
قد تقلل الامراض المعدية المتنقلة جنسيا والالتهابات البكتيرية من الخصوبة او تزيد من خطر التعرض للاجهاض والاضرار بالجنين عندما تحمل المرأة به، مع أن عددا كبيرا من الازواج الذين يرغبون في ان يصبحوا آباء لا يعرفون حتى انهم معرضون للخطر. ذلك ان بعض الامراض الجنسية مثل مرض كلاميديا البكتيري «chlamydia» لا تسبب ظهور عوارض واضحة. يقدر الاطباء ان امرأة من اصل عشرة نساء دون عمر الخامسة والعشرين تصاب بالكلاميديا وهؤلاء النساء لا يحتمل ان يكشفن انهن مصابات بهذه الحالة حتى يبدأن بالتحري عن سبب وجود صعوبة في الحمل (نعد الكلاميديا اليوم احد اهم الاسباب الشائعة وراء العقم).


اذا أصيبت الحامل بهذه الحالة قد يؤدي ذلك الى حدوث الحمل خارج الرحم او الاجهاض او الولادة المبكرة وقد يصاب ايضا الجنين اثناء الولادة بالتهاب الملتحمة (التهاب باطن الجفن).
من الالتهابات المعدية الاخرى التي لا اعراض لها، هناك البكتيريا المكورة المسماة «Mycoplasma» التي تسبب الالتهاب الرئوي، والبكتيريا العنقودية من مجموعة (B) وهاتين الحالتين قد تضران بالحمل وقد تسببان مشاكل اثناء الحمل، كما انهما تؤذيان الجنين.
ويسبب مرض السيلان ايضا العقم اذا لم يعالج من البداية ومن الالتهابات الشائعة ايضا هناك التهابات المسالك البولية التي تصيب 5 الى 7% من النساء اثناء الحمل والتي ان لم تتم معالجتها قد تسبب مشاكل للحمل.

 المضادات الحيوية والحمل
من المؤكد ان استعمال أدوية خلال الحمل لها خطورة على الجنين والحامل: فقد يؤثر الدواء في الجنين في الشهرين الاول والثاني وقد يشكل خطورة اذا استعمل على مدى شهور الحمل جميعها، ومن الادوية ما يسبب الضرر اذا استعمل خلال الاسابيع الاخيرة من الحمل.
ولقد دلت الدراسات على أن حدوث التشوهات يعتمد على عوامل عديدة فبالاضافة الى المرحلة الجنينية التي تتعرض فيها الام للدواء فان نوع الدواء وجرعته وطول مدة استعماله خلال شهور الحمل والتركيب الوراثي للجنين وصحة الحامل تعتبر من اهم العوامل التي تؤثر في احتمال حدوث التشوه ودرجة خطورته.
بالنسبة للمضادات الحيوية فكثير منها ينتقل من دم الام عبر المشيمة الى الجنين، حيث يشكل بعضها خطورة على صحته وسلامته، أما البعض الاخر فانه لا يسبب اصابات في الجنين، ولذلك فان الطبيب يراعي وصف المضاد الحيوي الذي يعالج المرض دون ان يسبب أي اصابات للجنين.
ون امثلة المضادات الحيوية التي اكدت الدراسات انها لا تسبب حدوث او اصابات في الاجنة البنسلين ومشتقاته ومجموعة «سيفالوسبورين»، وتعتبر المضادات الحيوية من مجموعة «تتراسيكيلين» «والكلور مفينيكول»، و»ستربتوماسين» ومركبات السلفا من الادوية التي تمثل خطورة على الجنين، فمركبات تتراسيكلين يؤدي استعمالها خلال الثلث الثاني والثلث الثالث من الحمل الى سوء تكوين اسنان الجنين حيث يظهر هذا الخلل في الطفل بعد ظهور الاسنان التي تكتسب لونا اصفر او بنيا، كما تسبب هذه الادوية سوء تكوين عظام الجنين، وقد يؤدي استعمال الكلورا مفينكول خلال الاسابيع الاخيرة من الحمل الى حدوث فقر الدم وزرقة جلد المولود وعدم انتظام التنفس، ويسبب استعمال مركبات السلفا خلال الثلاثة شهور الاخيرة من الحمل ارتفاع مستوى الصبغة الصفراوية في دم المولود مما يشكل خطورة على حياته.. ومن المضادات الحيوية الاخرى التي تسبب ضررا للجنين مركبات «سايبروفلاكسين» حيث تؤذي غضاريف مفاصل الجنين.
نحن ننصح الحامل وغير الحامل ان لا تتناول أي دواء مهما كان دون استشارة الطبيب.

* مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com