الأربعاء، 27 يونيو 2012

إسهال المسافر: أعراضه وعلاجه


عمان- يمثل فصل الصيف للعديدين وقتا مناسبا للرحلات والسفر، إلا أن عليهم أخذ الحذر، خصوصا عند السفر لمناطق معينة، وذلك نتيجة لانتشار الأمراض في بعض الدول.
ويعد السفر سببا للإصابة بمرض إسهال المسافر، أكثر الأمراض الناجمة عن السفر شيوعا، وهذا بحسب ما ذكره مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة CDC وموقع www.mayoclinic.com.
ويعرف مرض إسهال المسافر بأنه اضطراب في الجهاز الهضمي يؤدي إلى الإصابة بالإسهال والمغص. وينجم هذا المرض عن تناول أطعمة ملوثة أو شرب ماء ملوث.
فإن سافر شخص إلى مكان يختلف عما هو معتاد عليه من حيث المناخ، أو كانت معايير النظافة فيه منخفضة، فإنه يصبح عرضة للإصابة بهذا المرض. أما للتقليل من احتمالية الإصابة به، فيجب على الشخص أن يحرص على نظافة ما يأكل ويشرب.
وعلى الرغم من أن هذا المرض قد يزول من تلقاء نفسه، إلا أنه يفضل حمل مضادات للإسهال ومضادات حيوية معينة في الرحلة لاستخدامها إن استمر الإسهال، وذلك في حالة السفر للمناطق التي تعد أكثر احتمالية لانتشار هذا المرض فيها. ويذكر أن هذه الأدوية لابد أن تكون من اختيار الطبيب.
أعراضه
غالبا ما تبدأ أعراض هذا المرض خلال الأسبوع الأول من السفر، إلا أنها قد تبدأ في أي وقت آخر أثناء السفر أو حتى بعده. وعادة ما تحدث الأعراض بشكل فجائي، حيث يتزايد عدد مرات الإخراج وكميتها ووزنها.
أما عن الأعراض الأخرى لهذا المرض، فهي تتضمن المغص البطني والغثيان والقيء وانتفاخ البطن وارتفاع درجات الحرارة، فضلا عن الشعور بالتوعك.
ومن الجدير بالذكر أن بعض المرضى قد يصابون بجفاف بسيط إلى متوسط، فضلا عن أنهم قد يخرجون دما مع البراز. ويشار إلى أن معظم حالات الإصابة بهذا المرض تزول خلال يوم إلى يومين من دون أخذ أي أدوية، إلا أن هناك حالات قليلة تستمر لمدة تصل إلى شهر كامل.
أسبابه
غالبا ما يحدث هذا المرض نتيجة لعامل التهابي، إلا أنه، في أحيان قليلة، قد ينجم عما يسببه السفر من ضغوطات نفسية وتغيرات في النظام الغذائي.
وعادة ما يحدث الإسهال الناجم عن هذا المرض بعد تناول طعام أو ماء ملوث بكائنات تتواجد في البراز، كالفيروسات والبكتيريا والطفيليات، حيث تدخل هذه الكائنات على السبيل الهضمي وتستولي على دفاعاته، ما يؤدي إلى حدوث الأعراض والعلامات المذكورة.
وتعد بكتيريا ﺍﻟﺴﻤﻴﺔ المعوية Enterotoxigenic E. coli أكثر أسباب هذا المرض شيوعا، حيث تقوم هذه البكتيريا بربط نفسها بالأمعاء، ومن ثم تطلق مادة معينة تسبب الإسهال والمغص.
العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة به
يصاب الملايين من المسافرين حول العالم بهذا المرض في كل عام. وتتضمن المناطق التي تعد الإصابة بهذا المرض عند السفر إليها أكثر احتمالية من غيرها الدول النامية في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، علاوة على الشرق الأوسط. ويشار إلى أن دول شرق أوروبا وبعض الجزر الكاريبية تشكل خطرا أيضا. أما في مجموعة أخرى من الدول، من ضمنها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا ودول شمال أوروبا، فإن احتمالية الإصابة بهذا المرض تعد منخفضة.
ويعد مكان السفر أهم العوامل التي تحدد احتمالية الإصابة بهذا المرض، إلى أن هناك فئات أكثر عرضة من غيرها للإصابة به، منها المراهقون ومن لديهم ضعف في جهاز المناعة والمصابون بمرض السكري.
علاجه
إن لم تزل الأعراض من تلقاء نفسها خلال مدة فصيرة، فعندها يجب اللجوء إلى العلاج الدوائي، حيث يذكر أن المصابين الذين يخرجون إسهالا لثلاث مرات على الأقل خلال ثماني ساعات، عليهم باللجوء إلى العلاج بمضاد حيوي يختاره الطبيب، وذلك خصوصا إن ترافق الإسهال مع أعراض أخرى.
أما عن الأدوية الموقفة للإسهال، فغالبا ما تستخدم المجموعة التي تعمل على إيقاف الإسهال عبر إبطاء الحركة المعوية. وعلى الرغم من أن هذه المجموعة الدوائية تعد فعالة لإيقاف الإسهال، إلا أنه يجب عدم أخذها في حالات معينة، من ضمنها تصاحب الإخراج مع الدم أو ارتفاع حرارة المصاب. لذلك، فعلى المسافر الاستفسار من طبيبه قبل السفر حول الأدوية التي يجب أن يأخذها معه لاستخدامها في الرحلة إن لزم الأمر، كما يجب استشارة طبيب أطفال في حالة اصطحاب أطفال في السفر.
وفي حالة استمرار الإسهال رغم العلاج، فيجب عندها اللجوء لطبيب للتأكد من سبب الإسهال، حيث إن السبب قد يكون، على سبيل المثال، فطريا وليس بكتيريا، ما يؤدي إلى ضرورة تغيير العلاج.
وتجدر الإشارة إلى أن الجفاف هو أكثر مضاعفات هذا المرض شيوعا، كما وتعد الوقاية منه وعلاجه أمرين ضروريين. ويذكر أنه عادة ما تتواجد محاليل خاصة لتعويض السوائل في الصيدليات، حيث تؤخذ هذه المحاليل عبر الفم. وتحتوي هذه المحاليل على الماء والأملاح الذي قد يكون الجسم فقدها بسبب الإسهال.
وقد تحتوي على نسب معينة من الغلوكوز أو كايبوهايدرات أخرى لتعزيز قدرة السبيل المعوي على الامتصاص. أما إن استمرت أعراض الجفاف، فعندها يجب اللجوء لمستشفى أو مركز صحي، ذلك بأن المحلول المذكور مخصص لأن يستخدم لفترات قصيرة فقط.
الوقاية منه
"قم بغليه أو اطبخه أو قشره أو لا تتناوله إطلاقا". هذه هي القاعدة العامة للوقاية من المرض المذكور أثناء السفر. لذلك، فيجب الالتزام بسلوكات متعددة، من ضمنها ما يلي:
- تجنب تناول الأطعمة والمشروبات من الباعة المتجولين.
- تجنب تناول اللحوم النيئة أو المطبوخة بشكل غير تام.
- تجنب تناول الفاكهة التي تؤكل بقشرها، كالعنب.
- تجنب تناول سلطات الفواكه عامة.
- تجنب شرب الماء غير المعقم أو ماء الحنفية، حيث يجب غلي الماء لمدة
5-10 دقائق قبل شربه واستخدامه لغسل الأسنان.
- الحرص على عدم دخول ماء الحنفية للأنف أو الفم عند الاستحمام.
- تجنب السباحة.
ليما علي عبد مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية
lima.abd@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com