الثلاثاء، 19 يونيو 2012

(رجال في ملابس سوداء 3) .. توليفة من الحركة والكوميديا

صورة

محمود الزواوي - فيلم «رجال في ملابس سودإء – الجزء الثالث» (Men in Black III)هو الفيلم الروائي الطويل العاشر للمخرج باري سونينفيلد، مخرج الأفلام الثلاثة في هذه السلسلة، وهو فنان متعدد المواهب يشتمل رصيده الفني أيضا على الإنتاج والتمثيل والتصوير.
فيلم «رجال في ملابس سوداء – الجزء الثالث»، كما يتضح من عنوانه، هو الحلقة الثالثة في سلسلة أفلام «رجال في ملابس سوداء» التي بدأت بفيلم «رجال في ملابس سواء» (1997) الذي جمع بين النجاح الفني والجماهيري، حيث بلغت إيراداته العالمية الإجمالية 589 مليون دولار، وأعقب بفيلم «رجال في ملابس سوداء – الجزء الثاني» (2002) الذي لم يرق إلى المستوى الفني للفيلم الأول، رغم نجاحه الجماهيري، حيث حقق الفيلم 442 مليون دولار. ويعرض الجزء الثالث بعد مرور عشر سنوات على صدور الجزء الثاني في هذه السلسلة السينمائية. وتجمع الأفلام الثلاثة بين المخرج باري سونينفيلد وبطلي الفيلم الممثلين ويل سميث وتومي لي جونز. 
يجمع فيلم «رجال في ملابس سوداء – الجزء الثالث» بين أفلام الخيال العلمي والحركة والمغامرات والأفلام الكوميدية. ويستند هذا الفيلم إلى سيناريو للكتّاب السينمائيين ديفيد كوب وإيتان كوهين وجيف ناثانسون ومايكل سوكيو مبني على سلسلة القصص المصورة «رجال في ملابس سوداء» للكاتب لويل كننجهام، والتي بدأ صدورها في العام 1990.
يعود الممثلان ويل سميث وتومي لي جونز للمرة الثالثة بتجسيد شخصيتي العميلين السريين «جاي» و»كاي» في المنظمة السرية المعروفة باسم «رجال في ملابس سوداء»، وهي منظمة تحاول مراقبة والتصدي للمخلوقات الفضائية الغريبة الموجودة على كوكب الأرض والتي تهدد الحياة البشرية بغزو من الفضاء. ويتمثل أكبر التحديات التي يواجهها هذان العميلان السريان، اللذان يتلقيان أوامرهما في حالات الطوارىء من العميلة السرية «أو» (الممثلة إيما تومسون)، في القاتل الشرير «بوريس الحيوان» (الممثل جيمين كليمينت) الذي يفر من سجن محصن على القمر ويخطط للانتقال عبر الزمن إلى الماضي للانتقام من العميل «كاي» بعد أن كان فقد إحدى ذراعيه في مواجهة مع ذلك العميل، وذلك لكي يمحى حادث خسارته لذراعه من الوجود.
يكلف العميل «جاي» بالعودة عبر الزمن إلى العام 1969 للحيلولة دون تمكن «بوريس الحيوان» من قتل العميل «كاي» ومن تدمير العالم، حيث يلتقي العميل «كاي» في شبابه (الممثل جوش برولين). ويكتشف «جاي» خلال تعامله مع زميله «كاي» الشاب أن هناك أسرارا كونية كثيرة لم يطلعه عليه العميل «كاي» بعد تقدمه في السن، والتي كانت تثير تساؤله خلال الخمس عشرة سنة التي قضاها في خدمة منظمة «رجال في ملابس سوداء» قبل عودته عبر الزمن إلى الماضي. وينجح العميلان المتقاربان في السن في إنقاذ حياة «كاي» ومصير منظمتهما السرية ومستقبل البشرية.
بعد النجاح الفني الكبير الذي حققه الفيلم الأول في سلسلة أفلام «رجال في ملابس سوداء» في العام 1997، والذي فاز بثماني عشرة جائزة سينمائية، وتراجع الفيلم الثاني في هذه السلسلة على الصعيد الفني في العام 2002 والذي اقتصر رصيده على الفوز بجائزتين سينمائتين هامشيتين، جاء فيلم «رجال في ملابس سوداء – الجزء الثالث» ليتفوق فنيا على الفيلم الأول في هذه الثلاثية ويحظى بإعجاب كبير من النقاد.
يتميز هذا الفيلم في مجالات فنية متعددة، من أبرزها براعة المؤثرات الخاصة، التي تظهر على وجه الخصوص في مشاهد العودة في الزمن إلى الماضي ثم الرجوع في الاتجاه المعاكس إلى الوقت الحاضر، بما في ذلك من إبداع وتفاصيل معقدة ومشاهد مثيرة. ويشتمل ذلك أيضا على سلسلة مشاهد ختامية مثيرة تقع أحداثها في كيب كنيدي يوم إطلاق المركبة الفضائية أبوللو 11 إلى القمر في العام 1969، وإدخال هذا الحدث التاريخي في حبكة قصة الفيلم، حيث تستخدم هذه الرحلة الفضائية لوضع جهاز على سطح القمر لإنقاذ البشرية.
ومن أهم ما يميز فيلم «رجال في ملابس سوداء – الجزء الثالث» البراعة المذهلة في استخدام الماكياج عي يد خبير الماكياج ريك بيكر الحائز على سبع من جوائز الأوسكار، إحداها عن الفيلم الأول في هذه السلسلة السينمائية الثلاثية. وتظهر براعة هذا الفنان المبدع في ابتكار الشخصيات الغريبة المختلفة للمخلوقات الفضائية. كما يصور الفيلم بواقعية مشاهد عقد الستينيات التي تقع فيه بعض أحداث الفيلم، من ديكورات وأزياء وأغان شائعة انتشرت في تلك الفترة.
كما يتميز الفيلم بقوة أداء ممثليه الرئيسيين الثلاثة ويل سميث، الذي يعود في هذا الفيلم بعد غيبة عن الشاشة استمرت ثلاث سنوات ونصف السنة، وتومي لي جونز الحائز على جائزة الأوسكار، وعلى وجه الخصوص الممثل جوش برولين الذي يقوم بدور العميل السري «كاي» في شبابه، ويتطلب دوره تقليد الممثل تومي لي جونز الذي يجسده في سن أصغر. وقد نجح في تقليد حركاته وصوته ولكنته الأميركية الجنوبية بصورة مذهلة. وكان الممثل جوش برولين قد تفوق في تقليد صوت وحركات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن في فيلم «دبليو» (2008).
صعد فيلم «رجال في ملابس سوداء – الجزء الثالث» إلى قمة قائمة الأفلام التي تحقق أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية والعالمية، منتزعا بذلك مركز الصدارة من فيلم «المنتقمون» الذي تصدر تلك القائمة على مدى ثلاثة أسابيع. وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية لفيلم «رجال في ملابس سوداء – الجزء الثالث» على شباك التذاكر 504 مليون دولار خلال الأسبوعين الأولين لعرضه. وبلغت تكاليف إنتاج هذا الفيلم 215 مليون دولار، ما يجعله واحدا من أكثر أفلام العام 2012 تكلفة في الإنتاج. وذهب عشرون مليون دولار من هذا المبلغ كأجر للممثل ويل سميث عن دور البطولة في الفيلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com