الخميس، 28 يونيو 2012

الرضاعة تحافظ على رشاقة الأم وتفيد الطفل!

صورة

د. كميل موسى فرام -  تعتبر الأحداث والنتائج لرحلة الزواج والحمل ،الركن الأساسي باستقرار لبنة البناء الإنساني المتمثل بالعائلة الصغيرة والتي تكوّن فقرات المحتوى للحياة البشرية بل هي مفتاح نعيم الديمومة كمتطلب فطري للتناسل وتسلم الرايات، فاقتران الفرد بنصفه الآخر يمثل بواقعه عملية تكاملية ضمن مسار الحياة ويمنع العبث بمحتوياتها تحت طائلة الانتحار بفقرة الموت لأن بوصلة الحياة تؤشر لنفق السعادة كل الوقت، فمخاض الأيام يوصلنا لمرحلة الزواج بفترة زمنية نحدد نحن بقرارنا مثاليتها، والارتباط بشريك العمر يمثل اتحادا تكامليا بلغة الجذب المتبادل إعلانا مشتركا عن بدء مرحلة عمرية جديدة واستحقاقات جديدة أيضاً بعد إعلان الاستقلال عن العائلة ليكون القرار بقادم الأيام مختلفا بنكهته ومعناه.

بعد انقضاء فترة اكتمال التجانس والفهم المتبادل فمن المنطق أن يبدأ الزوجان بارتقاء خطوة أعلى على سلم الزوجية ويكون ذلك بالبحث عن الحمل والإنجاب بشكله العفوي أو المبرمج، فالأبناء يمثلون واقع الديمومة للعلاقة الأسرية، حيث تنتفي الحكمة لأسبابها المتواضعة بتأجيل ترجمة الفكرة لواقع إلا لظروف محددة ولا يمكن الاستسلام أو التسليم لها كعقوبة زمنية غير محددة النهاية، فالأصل بصريح العبارة للانتقال لمرحلة الاتحاد الفعلي ببرمجة أمور الحمل، فذلك يحمل أبعادا يصعب حصرها أو تحديدها ولكن ترجمتها بقاموس المجتمع تعني النجاح باجتياز امتحان يمثل عقدة للبعض ولكن ثماره يمثل شمعة لإضاءة الدرب العائلي فيصعب تجاهله أو القفز عن محطته بحجج ركيكة.
= الخطوة الفسيولوجية والفطرية المكملة للولادة.
 تترجم الرضاعة بأبسط تعريفاتها بأنها الخطوة الفسيولوجية والفطرية المكملة للولادة حيث يتغذى الجنين بتناوله حليب الأم الغني بجميع المواد الغذائية الأساسية باعتباره المصدر الغذائي والحصري للمولود، وقد حددت منظمة الصحة العالمية بأن الفترة المثالية اللازمة للرضاعة من الزاوية الصحية تمتد للشهر السادس من العمر وتختلف بالفترة الزمنية بعوامل اجتماعية ودينية وعرقية كما تتأثر باختلاف المناطق والثقافات، حيث تنتفي الفائدة الصحية المطلقة بعد الشهر السادس من العمر لأن مكونات حليب الأم تصبح غير كافية للفترة العمرية اللاحقة ولا بد من إيجاد مصادر تغذية جديدة وأساسية لنمو الجنين والتي تكون غنية بالكالسيوم والحديد، وضمن المواصفات الدقيقة للمرحلة العمرية باعتبار حليب الأم حاضراً.
تحديد فترة الرضاعة بسقف عمري بالتوازي مع متطلبات الطفل يمثل معادلة صحية للطرفين، فمكونات الحليب تتغير بشكل تدريجي من حيث الكمية والنوعية لتصبح غير كافية بكلا الاتجاهين، فهي غنية بالكالسيوم والبروتين والسكريات والدهنيات والعديد من الأملاح والفيتامينات الأساسية لفترة النمو الأولى، كما أنها تكسب الطفل مناعة ضد الأمراض إضافة لحمايته من الأمراض وقد ثبت بالبحث العلمي أن الرضاعة الطبيعية تساعد على تخفيض نسبة الإصابة بالسرطان عند الأطفال والبالغين الذين استفادوا من رضاعة طبيعية إضافة نمو جيد للفك وتفادي النمو غير العادي للأسنان بالتزامن مع النمو الطبيعي لعظام الجسم، ولكن الفترة العمرية التالية تحتم على الأم تحضير وجبات غذائية مكملة وإضافية.

 رابطة الأمومة 
الفائدة الأخرى وغير المدرجة تختص بسلامة الأم المرضعة بالتحديد فتساهم بزيادة رابطة الأمومة بينها وبين طفلها ليزداد تعلقه بها برهانا لصدرها الدافىء والدافق بالحنان والعطف والمحبة، كما أن ذلك من شأنه رفع نسبة هرمون الأوكسيتوسين الذي يؤدي لتقلص الرحم بعد الولادة ويخفف من النزيف المرافق للولادة وتساعد على إعادة ترتيب الوظائف الفسيولوجية للجسم بما يسمح بالسلوك الوظيفي حسب المعطيات الطبيعية، ويوفر الجهد اللازم لتحضير وجبات الرضاعة والتي تلزم باستنفار دائم لعدم وضوح البرنامج الغذائي للطفل، كما أن ذلك يساعد على تقوية العظام للسيدة بسبب التزام المرضعة بتناول الوجبات الغذائية بأساسيات النمو للطفل ويجنبها ذلك من التعرض للإصابة بسرطان المبيضين بالتحديد.
 الإيقاف المبكر للرضاعة سيترك آثار الترهل على جسم السيدة خصوصا إذا برر ذلك السلوك بنقاط خوف وهمية بقالب الحرص على الطفل خصوصا بين فئة السيدات المدخنات أو هؤلاء اللواتي يتبعن برامج حمية غذائية للمحافظة على الوزن والشكل متجاهلات حقيقة غذائية بأن الرضاعة المنتظمة تساعد الأم المرضعة على استعادة وزنها نتيجة استهلاك مخزون الغذاء لديها بصورة منتظمة وحتمية، فتحضير الحليب داخل الجسم يحمل معادلات منضبطة التكوين وتناسب الجنين بعمره ويمنع الإصابة بتشققات الثدي والتي تشكل معضلة صحية يصعب السيطرة عليها كل الوقت ويقيني أن الانتقال لوسائل الرضاعة الاصطناعية باختيار يمثل هروبا من الاستحقاقات الوظيفية للسيدة بدورها الأساسي المكمل لمرحلة الحمل والولادة وهي السلاح الأمثل لإعادة الجاذبية لمرافقه الأصلية.

حليب الأم .. 
الغذاء الأفضل للطفل الرضيع
تصنيف حليب الأم بأنه الغذاء الأفضل للطفل الرضيع يشكل حقيقة غير خلافية بين الشعوب والمجتمعات، فهو الغذاء الطبيعي لكل مولود وخاصة في الأشهر الأولى من عمره باعتباره حليباً جاهزاً كل الوقت وبالحرارة المناسبة والكمية المناسبة أيضاً ولا يحتاج أي وقت أو جهد للتحضير، فهو يتدفق بمجرد وضع الطفل على ثدي الأم بصورة عفوية وهو حليب طازج ونظيف وسهل الهضم وخالٍ من الملوثات الجرثومية ليجعل الأطفال الذين يرضعون من حليب أمهاتهم أقل عرضة للالتهابات المعوية ويتمتعون بقدر أكبر من الذكاء إضافة لانخفاض نسبة الإصابة بالالتهابات وأمراض الحساسية المتعددة خصوصا لاحتواء الحليب على أجسام مضادة للبكتيريا والفيروس، فقدسية الارتباط تترجم بعكس العلاقة.
 إن أفضل طريقة للرضاعة الطبيعية هي التي تحقق الراحة والاطمئنان للأم والطفل معا، فالطفل يجب أن يكون جائعا، نظيفا غير مبلل، في طقس معتدل ويجب أن يحمل على ذراعي أمه بطريقة مريحة (وضعية نصف الجلوس أو زاوية 45 درجة مئوية ).، على أن يرافق ذلك هدوء الأم فيجب أن تكون مرتاحة، ويفضل أن تخرج خارج السرير، وأن تجلس على كرسي مناسب، ذي مساند للذراعين، وأن تكون رجلاها مستندة إلى مسند لطيف، بحيث ترفع ركبتها من جهة الطفل، وبإحدى اليدين تسند رأس الطفل، وبالأخرى تتحكم بالثدي، بحيث يلتقم الطفل حلمة الثدي مع الهالة التي حولها ولا يختنق بانسداد أنفه وفمه بالثدي، وللحديث بقية.
kamilfram@hmail.com


مع ولادة كل طفل .. 10 كلغ زيادة في وزن الأب! 

وجدت دراسة جديدة أن الرجال البريطانيين يزداد وزنهم قرابة 10 كيلوغرامات بعد ولادة طفل لهم. وافاد الباحثون في مركز «بينيندين» للرعاية الصحية أن وزن الرجال يزداد بمعدل 9,5 كيلوغرامات بعد إنجاب طفل لهم، واعتقدوا بأن قلة الوقت المتوفر لديهم لممارسة الرياضة، وزيادة تناول المأكولات الجاهزة، وكثرة الليالي التي لا ينامون فيها، هي السبب وراء هذه المشكلة المتزايدة. ووجدت الدراسة أيضاً أن 6 من بين 10 آباء بريطانيين إعترفوا بأن حجم جسمهم بات غير طبيعي، وقال 4 من بين كل 10 إنهم غير قادرين على التخفيف من وزنهم في البيت بسبب الإرهاق. وأعرب واحد بين كل 3 آباء عن الضغط الكبير من القلق بشأن التأثير على استقرار وظيفتهم، ويتناول 42% منهم مشروب الطاقة للحفاظ على قوتهم نهاراً. 
(ديلي ميل)

أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية
استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com