الاثنين، 25 يونيو 2012

"الجميلة النائمة": اضطراب في النوم يصيب المراهقين


عمان- غالبا ما يحتاج المراهقون إلى ساعات نوم تزيد عما يحتاجه البالغون، إلا أن هناك نسبة قليلة من المراهقين ينامون بشكل مفرط، وذلك نتيجة لإصابتهم بمتلازمة عصبية تحمل اسم متلازمة الجميلة النائمة،sleeping beauty syndrome، والتي تسمى أيضا بمتلازمة كلاين ﻟﻴﻔﻴﻦ Kleine-Levin Syndrome.
وبالرغم من أن اسم هذه المتلازمة قد يعطي انطباعا بأنها تصيب الإناث فقط، إلا أنها حقيقة تصيب كلا الجنسين، كما أنها أكثر شيوعا بين الذكور.
وتتسم هذه المتلازمة، والتي تعد نادرة جدا، بحدوث نوبات متكررة من النعاس الشديد الذي لا يستطيع المصاب مقاومته، ما يؤدي به إلى الاستسلام للنوم، لكنه يستيقظ أثناء النوبة الواحدة لفترات زمنية قصيرة عادة ما يستغلها بالذهاب إلى الحمام أو تناول الطعام أو غير ذلك. ما قد يجعل محصلة نومه في اليوم الواحد أثناء النوبة تصل إلى 20 ساعة. وقد تتصاحب هذه النوبات مع اضطرابات في الطعام والتفكير، وهذا بحسب موقعي About.com وwww.southerncross.co.
أعراضها
أثناء نوبة هذا الاضطراب، قد ينام المصاب لساعات أو أيام أو أسابيع أو حتى أشهر متتالية لا يقاطعها إلا فترات قصيرة من الاستيقاظ. ويكون المصاب أثناء النوبة صعب الإيقاظ. ويذكر أن إحدى الفتيات قد استمر نومها لعدة أشهر، ما أدى إلى منعها من تقديم امتحانات الثانوية.
ويشار إلى أن المصاب قد يخسر بعض الوزن نتيجة لتوقفه عن تناول الطعام أثناء النوبة. فعلى الرغم من أنه يستيقظ لفترات أثناءها، إلا أن هذه الفترات أحيانا لا تكفي لأن يتناول الطعام، كما أنه قد يكون أثناءها بوضع مشابه لمن يحلم.
وقد تتصاحب هذه المتلازمة مع أعراض أخرى، من ضمنها ما يلي:
- الشعور بالكآبة.
- سرعة التهيج.
- فقدان الاهتمام بممارسة النشاطات.
- التناول القهري للطعام والسلوك القهري بشكل عام.
- الهلوسة.
- الحساسية ضد الصوت والضوء.
أما بعد انتهاء النوبة، فكثير من الأحيان ينسى المصاب ما حدث أثناء فترات استيقاظه خلالها، وذلك إما بشكل كلي أو جزئي. وبعد انتهاء النوبة وما قد يليها من أعراض مؤقتة، من ضمنها الكآبة وصعوبة النوم، فإن حالة المصاب تكون طبيعية من الناحيتين، النفسية والجسدية، حيث إن الأسابيع والأشهر وحتى الأعوام قد تمر بين النوبة والأخرى، ما يؤهله للعودة إلى مزاولة عمله ودراسته. وبالرغم من أن هذه المتلازمة قد تستمر لعقود، إلا أن معظم أعراضها غالبا ما تزول خلال نحو 4-8 سنوات من بدئها.
أسبابها
لا تعرف أسباب الإصابة بهذه المتلازمة، كما أنها لا ترتبط باضطرابات عصبية أخرى كما قد يعتقد البعض.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد مصابي هذه المتلازمة لا يزيد على بضعة آلاف شخص حول العالم. وهي غالبا ما تصيب المراهقين، لكنها في بعض الأحيان قد يصيب الأطفال والبالغين أيضا.
علاجها
عادة ما يتم تشخيص هذه المتلازمة عبر استبعاد كون أعراضها ناتجة عن مرض آخر. لذلك، فيجب، قبل إعطاء أي علاج، الحصول على التاريخ المرضي للمصاب وإجراء الفحوصات اللازمة له، والتي تتضمن فحوصات تجرى للدم، ودراسات متعلقة بالنوم في المختبر الخاص.
ويذكر أنه غالبا ما يتم تحويل المصاب للعديد من الاختصاصيين، من ضمنهم طبيب أعصاب وطبيب نفسي، للتأكد من التشخيص، حيث إن طبيب الأعصاب يقيم حالة المصاب للتأكد من عدم وجود مشاكل بنائية في دماغه. أما الطبيب النفسي، فعليه أن يبحث حول احتمالية وجود اضطراب آخر مسبب لأعراض هذه المتلازمة.
وعلى الرغم من عدم وجود دواء خاص للمتلازمة المذكورة، إلا أن الليثيوم lithium، وهو دواء مثبت للمزاج، قد أظهر فعالية في علاجها.
ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني 
وكاتبة تقارير طبية
lima.abd@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com