الأربعاء، 20 يونيو 2012

كرة القدم تنثر سحرها على الفتيات


مجد جابر

عمان- يبدو أن شغف وعشق العشرينية سوزان جمال لمشاهدة مباريات كأس أمم أوروبا دفعها لإلغاء جميع الالتزامات العائلية ومناسباتها الاجتماعية التي يتقاطع وقتها مع بداية أول مباراة.
ليس ذلك فقط؛ فسوزان التي تشجع فريق (ايطاليا) تشترط على جميع صديقاتها، بأن يكون المكان الذي يرغبن الذهاب اليه مهيأ لمشاهدة المبارايات سواء في منزلها أو منزل واحدة منهن، وإن كان "الكوفي شوب" هو الخيار، فعلى الجميع التزام الصمت لأن مشاهدة المباراة ومتابعة مجرياتها هي الأساس، برأيها.
تقول سوزان "أجد متعة كبيرة جدا بمشاهدة المبارايات بشكل عام، والآن لا أضيع أية مبارة لكأس أمم أوروبا، على أمل أن يفوز فريقي المفضل ايطاليا".
مشاهدة مباريات كرة القدم لم تعد مقتصرة على الرجال، إنما لها جمهورها الكبير من الفتيات اللواتي يحرصن بشغف على مشاهدتها وتشجيع فريقهن المفضل، وهي محط اهتمامهن لسحرها وجاذبيتها.
في البيت، في المطعم، في المقاهي، وفي بيوت الصديقات، ينصب نظر كثير من الفتيات على التلفاز، فهن أصبحن يحللن وينتقدن أو يمدحن أداء اللاعبين، وأحيانا يلمن الحكم اذا كان برأيهن منحازا لفريق على حساب آخر..
وتعج المقاهي في أوقات المساء ومع بدء المباريات بالفتيات اللواتي يحضرن مع صديقاتهن أو أزواجهن، والعشرينية سرى عمار التي تشجع منتخب "ألمانيا" ترى أن المباريات تفرض أجواء جميلة وخارجة عن الروتين المعتاد، لذلك تحرص للخروج بشكل شبه يومي للاستمتاع بالمباراة.
وتقول: "أحب كثيرا متابعة مباريات كرة القدم، خصوصا مباريات أمم اوروبا وكأس العالم، و(الكلاسيكو) ومباريات المنتخب الأردني، وأشعر بحماس وطاقة كبيرين حينما أشجع فريقي المفضل".
 وريم حسين تعلقت بمشاهدة المباريات من حب عائلتها وتعلقهم بالرياضة، خصوصا والدها وشقيقها، "الآن أصبحت متعلقة بالمباريات مثلهما تماما وربما أكثر". وريم لا تخرج من منزلها مع بدء المباراة حيث تستمتع كثيرا مع عائلتها، وكل منهم، كما تقول، له فريقه المفضل، لذلك تزداد أجواء الحماس بينهم عند بداية المباراة.
وأكثر ما يزيد حماسها وسعادتها، بحسب ما تقول، عندما يفوز فريقها المفضل، والذي يكون معاكسا للفريق الذي يشجعه شقيقها، ما يثير المشاحنات بينهما طوال الوقت ويدخلان في مناكفات دائمة.
ويستغرب الأربعيني محمد علي، من زوجته التي تتابع المباريات بطريقة غريبة جدا على عكسه تماماً، حيث تقوم بالاتصال بأشقائها لترتيب مكان حضور المباراة، وفي الغالب يكون في منزل عائلتها ليجتمعوا هناك جميعا.
ويلفت إلى أن أنه رفض أن يشتري الكرت الخاص بمشاهدة مباريات كأس أمم اوروبا لأنه لا يحبذ أبدا مشاهدة الرياضة، رغم "نق" زوجته المتكرر على شرائه كما يقول، إلا أنها لا تضيع ولا مباراة لأنها تواظب على أن حضورها مع عائلتها.
ويقول محمد "بسبب اصرار زوجتي المتكرر ذهبت معها لمنزل عائلتها لحضور احدى المباريات، إلا أنني لم أستطع أن ابقى طويلا، لأنني أصبت بصداع شديد بسبب الحماس والصوت المرتفع الناتج عن التشجيع، وشعرت كأنني أجلس داخل الملعب".
وتقول ايمان أسعد الأم لثلاث بنات، إن جميع بناتها متابعات بشكل غير عادي للمباريات خصوصا الكلاسيكو، فهن يشجعن "برشلونة". وتضيف "أنا وزوجي قررنا بسبب الحاح بناتنا الاشتراك بالقنوات الرياضية لكي يقمن بالمشاهدة في المنزل، وهذا الأمر أسعدهن كثيرا، وهن الآن يتابعن أغلب المباريات".
ويؤكد صاحب محل "كوفي شوب" علي مطر، أن حضور الفتيات أصبح أكثر هذه الأيام، وفي أحيان كثيرة تكون الحجوزات للفتيات أكثر من الشباب، بعكس ما كان سابقا.
ويشير إلى أن هناك مجموعة من الفتيات يحضرن وهن يرتدين قمصانا خاصة بالفريق الذي يشجعنه، ويكون التشجيع بطريقة حماسية.
ويرى اختصاصي علم الاجتماع د.حسين الخزاعي، أن الظروف اختلفت وتبدلت وأصبحت الفتيات من أشد المتابعات لعالم كرة القدم، وهذا الأمر برأيه أسهم في الترويج لهذه المباريات بشكل كبير.
ويشير إلى أن هناك الكثير من الفتيات يذهبن لمتابعة المباريات في الملاعب، كما أصبحت الفضائيات تركز كثيرا على صور الفتيات في المدرجات، وهو الأمر الذي يزيد من الحماس والمشاركة والتشجيع، عدا عن التوجه إلى "الكوفي شوب"، وكذلك الحرص على حضور المباربات في المنازل لتنقسم العائلات بالتشجيع بين الفريقين المتباريين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com