الخميس، 1 مارس 2012

صوت يصدح منذ ثلاثة وخمسين عاماً

صورة

من مدينة رام الله إلى منطقة جبل الحسين وتاليا الى أم الحيران في العاصمة عمان ، اماكن تقلبت عليها اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية التي انطلقت فعليا في الاول من آذار من العام 1959 حين اعلن المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ،عبر اثيرها عن فجر اعلامي اردني جديد اسس لمنظومة الاذاعات التفاعلية القادرة على اجتذاب المتابعين .
   وتحتفل الاذاعة اليوم الخميس بالذكرى الثالثة والخمسين لتاسيسها , ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تحظى باهتمام ورعاية قيادتنا الهاشمية الفذة , ويحرص جلالة الملك عبدالله الثاني ضمن رؤيته المتقدمة لتطوير الاعلام الاردني على تعزيز  الرسالة الاعلامية في مختلف وسائل الاعلام ومنها الاذاعة الاردنية لتقوم بدورها الفاعل باقتدار وشفافية وموضوعية ومسؤولية .

 ملاصقة لفنجان قهوة الصباح 
 نقلت الاذاعة منذ تأسيسها الهم الوطني والعربي والقومي , وانتهجت سياسة الحياد في نقل الحقائق وبثها , ولم تنحز الا للوطن  , كانت وما زالت ملاصقة لفنجان قهوة الصباح على انغام اصوات اردنية نشأ عليها الجيل كاصوات توفيق النمري وسلوى ومحمد وهيب وغيرهم  , فيما لونت صباحاتها باصوات عربية تصدرت فيروز قائمتها وعرجت على غيرها من الاصوات العربية الطربية .
   ثلاثة وخمسون عاما رحلة ابداع لمحطة اذاعية شكلت حلقة وصل بين المواطن والعالم , ورغم ازدحام الترددات الاذاعية بارقام وفواصل لمحطات اذاعية اخرى , الا ان الحب الاول هو لتلك الاذاعة التي كانت وما زالت تمثل اذاعة الاسرة الاردنية بما تحمله من برامج تثقيفية وتوعوية وارشادية وتعليمية وترفيهية .

معنى الاذاعة التفاعلية
 وتنوعت بين برنامج البث المباشر الذي اسس لمعنى الاذاعة التفاعلية , وكذلك برامج الطابع الاجتماعي التثقيفي مثل مضافة الحاج مازن ومضافة ابو محمود  والبرنامج المسائي ( معكم في كل مكان ) وكذلك الساعات الطربية لعمالقة الفن العربي الاصيل , فيما يكشف عن قدرة الاذاعة الاردنية واستباقها الى شمولية البرامج والاحاطة المفترضة لكل ما يرغب المواطن بسماعه ومتابعته .
  لقد عملت الاذاعة الاردنية منذ نشاتها على ان تكون صوت الخبر الصادق والمتزن عبر اصوات متميزة  لعدد كبير من المذيعين والمذيعات اللامعين والمحررين المتميزين , فكانت رسالة الأردن الاعلامية التي حملت على عاتقهم  رسالة مخلصة داعية للعدل والسلام , وداعمة لتوحيد الصف العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لمجابهة التحديات والأخطار التي تواجه الأمة.

 زمن صعوبة التنافس الاعلامي
 يقول مدير ادارة اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية مازن المجالي ان الاذاعة ما زالت الصوت الذي يصمد في زمن صعوبة التنافس الاعلامي , وهي تمضي في شموخها , اذ تعمل في اطار توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بكل جهد ووعي ومثابرة ومهنية بما يسهم في تعزيز بناء الحياة السياسية والاجتماعية والديمقراطية وحقوق الانسان .
 ويتابع انه وعلى الرغم من تاريخ الاذاعة الحافل بالانجاز والعطاء الوطني وصمودها في وجه التحديات على مدى عقود , الا انها تواجه صعوبات مختلفة منها ضعف البث الاذاعي , حيث تعاني تقنيا من ضعف في البنية الهندسية القديمة والمهترئة ما انعكس على البث الاذاعي سلبيا .
  ويبين ان هذا الواقع التقني السلبي انعكس كذلك على مستوى ايصال خطاب الدولة الذي من المفترض ان تحمله الاذاعة بدورها الى جميع مناطق المملكة , ما افقدها السيادة الاعلامية الكاملة على اراضي الدولة الامر الذي افسح المجال لتوغل العديد من الاذاعات الخاصة والخارجية وايصال رسالتها الى المواطن بكل سهولة ويسر .
  يقول « منذ العام 1981 وهو تاريخ وجودي في الاذاعة , ورغم الواقع التقني السلبي ورغم ما نعيشه في هذا الزمن من ثورات اتصال واعلام ما زالت الاذاعة تحافظ على ريادة تجربتها واستمرار دورها معتمدة على روح المؤسسية التي ضمنت للاذاعة الاستمرارية في وجه التحديات والمتغيرات « .
    ويضيف : لقد استطعنا ان نواجه الواقع وتقبل التحدي مستندين الى الفارق الذي يميز الاذاعة عن غيرها من وسائل الاتصال والاعلام الاخرى وهو سهولة الانتقال والوصول الى المستمع وقلة التكلفة حيث استطعنا من خلال ذلك تفريغ الخطاب الاعلامي في ست محطات اذاعية متخصصة تابعة جميعها للاذاعة الاردنية .
 ويبين ان اولى تلك المحطات تحمل خطاب الدولة وحراكها وحيويتها وساسياتها وتوجهها , فيما تحمل الثانية خطاب الدولة الديني ونقل صورة الاسلام الحقيقية ونبذ العنف والتطرف والتأكيد على رسالة عمان ومنهج الوسطية في الاسلام , اما الثالثة فتتناغم برامجها مع رغبات الشباب ومتطلباتهم .
ويتابع : اما الرابعة فتحمل خطاب الدولة باللغتين الانجليزية والفرنسية , فيما تعنى الخامسة بالِشأن الرياضي محليا وعربيا وعالميا , وهي الاولى من نوعها في المملكة , اما الاذاعة الاخيرة فهي التي تحمل الخطاب المحلي المجتمعي في محافظة اربد معربا عن امله في ان تكون نموذجا لاذاعات محلية اخرى في جميع المحافظات .
 ويؤكد المجالي بهذه المناسبة على دور الاذاعة التشاركي المدرك لمتطلبات وحاجات المجتمع الاردني مستذكرا ما اسماه بالتجربة الاولى للبرامج الحوارية الخدماتية الذي انطلق منذ سبعينيات القرن الماضي والمعروف ببرنامج ( البث المباشر ) الذي كانت وما زالت له الجماهيرية العالية والثقة المطلقة من قبل المستمعين لهذا البرنامج .

رؤية اعلامية متطورة 
 ويزيد ان الاذاعة تشرفت ومن خلال هذا البرنامج تحديدا باتصالات ومداخلات مباشرة من قبل  المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي كان يستفسر على الدوام عن كثير من القضايا والهموم التي يطرحها المواطنون عبر البرنامج ويحرص على مد يد العون والمساندة لاصحابها مشيرا الى توجيهاته طيب الله ثراه في احد اتصالاته التي كانت تتعلق بانقطاع احد انواع حليب الاطفال حيث اوعز آنذاك بتوفيره على الفور , فيما استجاب جلالته طيب الله ثراه لاستغاثة اب من اجل انقاذ بصر ابنه فكان جلالته اول الملبين لهذا النداء عندما امر بمعالجة الطفل في احدى المستشفيات الالمانية على نفقته الخاصة , وتركيب قرنيات لعينيه .
 ويقول : « وكما هي سيرة الهاشميين العطرة فقد استمر عطاؤهم وتواصلهم عبر الاذاعة لحل قضايا المواطنين , حيث حظيت الاذاعة بالاهتمام والرعاية ذاتها من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني ضمن رؤية اعلامية متطورة حددها؛غير مرة تقوم على مبدأ الحرية سقفها السماء , مشيرا الى توجيهات جلالته السامية ومتابعته لقضايا المواطنين والتي كانت تهدف على الدوام الى تقديم العون لهم وحل مشكلاتهم عبر اثير الاذاعة «  .

( بترا )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com