الجمعة، 23 مارس 2012

برامج المواهب تحافظ على جماهيريتها


ديما محبوبة

عمان – بالرغم من الأحداث التي تسيطر على المنطقة العربية، إلا أن البرامج المعنية بشكف المواهب الفنية سواء كان ذلك في مجال الغناء، أو فيما يتعلق بمهارات التمثيل أو الرسم أو الرقص وغيرها من الحقول الإبداعية، لم يخفت وهجها حتى هذه اللحظة.
 ويظهر برنامج "أرب أيدول"، مدى الإقبال الكبير في نسبة المشاهدة، الأمر الذي جعله حديث الناس في الوطن العربي، كما كان الحديث منذ فترة عن برامج المواهب العربية "عرب جت تلنت"، و"ستار أكاديمي"، و"السوبر ستار".
ولا يخفى رغم المتابعة الجماهيرة الكبيرة، وتأييد البعض لمثل هذه البرامج المسلية، وجود آخرين يرفضون مشاهدة البرنامج في ظل الثورات العربية، وما يحدث من قتل ودمار في بعض الساحات العربية، كما هو الحال بالنسبة إلى الثلاثيني أسامة عبد اللطيف، الذي يعارض بشدة من يتابع هذه البرامج وخصوصا "عرب أيدول".
ويرى أنه برنامج "لا هدف منه ولا يهم الجميع"، ووجد لأجل شخص واحد ومنتفع واحد، منوها إلى أنه يشعر بالأسى في ظل وجود برامج يغني فيها المشاركون في وقت يسيل فيه الدم العربي ويقتل أشخاص بدم بارد.
ويعتقد أن جميع الثورات العربية وما يسمى بـ"الربيع العربي"، لم تغير من عقلية الشاب العربي، وتجعله بالفعل يشعر بمن حوله من ألم وجوع وقهر.
العشرينية فرح عصفور من بين العاشقات لهذا النوع من البرامج وتقول "انتظر يوم الجمعة والسبت بفارغ الصبر، كي أتابع برنامج عرب أيدول، وذلك لسببين حيث إنني كنت أدعم المتسابق الأردني يوسف عرفات، وأنتقد أحلام، التي لم تكن موفقة في البرنامج".
وتتابع عصفور، هي وعائلتها هذا البرنامج، وكل منهم له غرض في متابعته، فتقول "أخي الكبير يكره أحلام وينتقدها، ويريد معرفة ما تريده في نهاية الحلقة، أما والدي فيجده مسليا ويخفف من أعباء اليوم وهموم الحياة".
استاذ علم الاتصال في جامعة اليرموك محمد المحتسب يقول إن البرامج التي تبثها وسائل الإعلام تقسم في العادة إلى ثلاثة أنواع؛ الأولى ذات الذوق الرفيع، وهي عادة تكون موجهة إلى فئة معينة من الناس، والثانية ذات الذوق العادي وهي ما تهم جميع الفئات العمرية والثقافية كنشرة الأخبار والبرامج الحوارية وحالة الطقس مثلا، أما النوع الأخير وهو ما يسمى بالنوع الهابط وهي موجهة لعدد كبير من جمهور، ولا تحتوي رسائل مفيدة، ويكون الربح هو أساسها.
ويؤكد أن اهتمام المحطات ووسائل الإعلام بمثل هذه البرامج، مرده وجود رعاة لها وشركات إنتاج تدفع الكثير عليها، فيكون هدفها تحقيق الربح.
وبين أن برامج "عرب أيدول" و"عرب جت تلنت"، و"ستار أكاديمي"، هي برامج تخص الشباب والمراهقين، وفي هذه الأيام في عصر العولمة، أصبحت "صرعة"، حيث انتشرت على جميع المحطات العربية، لكنها ليست بطبعة منسوخة بتقنية الأصل في العالم الغربي"، كما يقول.
ويعلق اختصاصي علم الاجتماع في جامعة اليرموك د. منير كرادشة على رواج مثل هذه البرامج وما تخدم المجتمع به قائلا "هناك الكثير من العادات الأسرية انتهت ولم يعد لها وجود، منها التقاء أفراد العائلة على مائدة طعام واحدة، لكن اليوم فهم يجتمعون على برنامج يظهر المواهب العربية".
ومثل هذه البرامج ليس لها فائدة فقط في "اللمَة العائلية"، وفق كرادشة، وإنما بالتحاور الفعال والنقاشات وتقريب وجهات النظر لبعض الأفراد العائلية وتبادل الضحكات والتعليقات الساخرة والطريفة".
ومثل هذه البرامج الانتقائية، يعتبرها كرادشة فرصة كبيرة لاظهار المواهب الفنية، موضحا "بالأصل لم يكن لها فرصة الظهور، وقد حانت الفرصة لهم للانطلاق وأخذ طريقهم نحو الشهرة".
ويرى أن التمثيل والموسيقى والرسم والغناء هي عبارة عن ثقافة المجتمع وحضارته، كما أنها تعطي بعدا جماليا للدولة والمجتمع.
وعلى الصعيد النفسي يقول اختصاصي علم النفس د. أحمد الشيخ إن حب مشاهدة التنافس التفاعلي والمباشر، يجعل الفرد يتابع هذه البرامج التي ترتبط بنتيجة نهائية فيها جوائز كبيرة وأجور كثيرة وردود فعل أمام الجمهور مباشرة.
وكثير من الناس يشاهدون هذه البرامج هروبا من هموم الحياة وضغطها، على حد تعبير الشيخ، ومنهم من يتابعونها من باب التمييز والانتماء ولمساندة ابن البلد لا أكثر، إلى جانب أن البعض يفضل الانتماء إلى الجماعة، ومنهم يتابع فقط لأجل الانتقاد وإبداء الآراء، التي تهاجم المشاركين في مثل هذه البرامج إن كانوا من لجنة التحكيم أو من المتسابقين أنفسهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com