الخميس، 29 مارس 2012

الرحلات المدرسية: لحظات جميلة لا تمحى من الذاكرة

مجد 
جابر

عمان- "يا شفير دوس دوس الله يبعتلك عروس"، تلك الأغنية كانت بمثابة نقطة الصفر، لانطلاق رحلة مدرسية، تحمل المتعة والإثارة، ينتظرها العديد من الطلبة في كل عام، تنقلهم إلى أماكن جميلة لا يصلون إليها مع ذويهم. 
كانت نسرين محسن، تردد مثل هذه الأغنيات في الرحلات المدرسية فور صعودها مع زميلاتها إلى باص المدرسة، وتسير الأغاني مع حركة الرحلة التي تجوب أماكن تاريخية أو طبيعية أو تراثية داخل المملكة، وبعد الاستمتاع باجواء الرحلة يطلق الطلبة مجموعة من الأغاني مثل "لا روحنا ولا جينا رجعولنا مصارينا".
وتستعد نسرين إلى الرحلة كغيرها من الطالبات في شراء الأغراض وارتداء ما تريده من ملابس، غير "مريول" المدرسة، وكانت تعتبرها من أجمل الأمور التي تحدث طوال الفصل الدراسي، وحتى الآن لا تستطيع نسيان متعتها، فتجدها متمنية لو تعود بها الأيام.
وتعبر عن ذلك بقولها "أحيانا كثيرة كان أبي وأمي يرفضان ذهابي في الرحلة خوفا عليّ من الطريق، وما قد يحدث خلال الرحلة، الا أنني ومن دون علمهم كنت أقوم في أغلب الأحيان بتزوير توقيع والدي على الورقة وتقديمها للمدرسة، حتى أذهب في الرحلة واتحمل العواقب مهما كانت".
وتشير إلى أن العقوبة كانت "أكل قتلة نصها موت"، حسب ما تقول، غير أن الفرح الذي تشعر به واستمتاعها بالرحلة كان يهون عليها كل شيء".
وتبعث المناظر الطبيعية التي تتوهج بأشعة الشمس، وخاصة في فصل الربيع، في نفس الثلاثينية سمر حداد، الحنين إلى الرحلات المدرسية التي كانت تذهب بها مع المدرسة في كل عام في مثل هذا الوقت، الذي يذكرها بأجواء الحميمة بين الطالبات، "حيث كنت وزميلاتي ننتظر قدوم الفصل الثاني من العام الدراسي بفارغ الصبر لنعرف منت نخرج في رحلة الربيع المدرسية"، وفقا لما تقول.
وتصف اللحظات الجميلة، وهي تستعد للانطلاق بالرحلة مع زميلاتها، إذ تقول: "كنت عندما أستلم ورقة الموافقة على الرحلة التي يجب أن يوقع عليها والدي، تتملكني فرحة لا توصف، لأننا ننتظر طوال العام هذا اليوم، فأعود الى البيت، ويتملكني الفرح، وأبدأ بعدها بالتحضير للرحلة، وأخذ مبلغ من المال، والنزول الى الدكان، وشراء كل ما أحتاجه من أغراض من العصير والشوكلاته والسندويشات وغيرها".
وتعتبر أن أجمل اللحظات كانت عندما تنزل لشراء مستلزمات الرحلة، حتى في يوم الرحلة تستيقظ بكل نشاط وحيوية على عكس باقي الايام "حيث نذهب إلى احدى المناطق الطبيعية ذات الخضرة الكثيفة، ونبدأ رحلتنا بتجهيز الطعام وممارسة الالعاب مثل كرة الطائرة وطقوس الرحلات.
وتتذكر مجدولين، أيام الدراسة، عندما كانت تنتظر الرحلة المدرسية بكل شغف، ولكن الوضع بالنسبة لها كان مغايرا، فلم تكن لديها الرغبة في الرحلات، والاستمتاع مع زميلاتها، "انما كنت أنتظرها من أجل الغياب عن المدرسة، والجلوس في المنزل، لأني أعتبر الغياب أفضل الأمور التي قد أحصل عليها".
وتجد المتعة، بحسب ما توضح، في الجلوس في المنزل والنوم لساعات طويلة، مبينة أنها عندما تجلس وتفكر بما كانت تفعله، تشعر بالندم لعدم ذهابها في الرحلات مع زميلاتها، ولو عاد الزمن للوراء لما أضاعت عليها أي رحلة.
وكانت تتملك رهام عبدالله، الرغبة الشديدة للذهاب في رحلات أيام المدرسة مع زميلاتها، إلا أن خوف والدتها المبالغ فيه عليها، كان يمنعها من ذلك، لافتة إلى ان والدتها في أحيان كثيرة كانت توافق لها على الذهاب في الرحلة، لكن من كثر توصياتها وخوفها عليها وتحذيرها وقلقها، كل ذلك كان يجعلها تغض الطرف عن مرافقة زميلاتها.
وتقول "كنت أشعر عندما أخبر أمي بعدم رغبتي للذهاب، وأنني أعرضت عن الفكرة، أشعر وكأن الحمل انزاح عن ظهرها، حتى إنها تعمل لي كل ما يفرحني، كي لا أشعر بالحزن على عدم ذهابي معهم إلى الرحلة".
وعندما كانت ربا عباس تتهيأ للذهاب في رحلة مدرسية، تقوم بالتحضير والاستعداد مع زميلات لها، فيجلسن معا ويبدأن بتوزيع المهمات على كل واحدة منهن، فيضعن لكل واحدة الطعام (كالبيتزا والتبولة والسندويشات)، وأحياناً كثيرة الحلويات، فيما أخريات يحضرن الاشرطة الغنائية وكافة المستلزمات التي يحتجنها لقضاء وقت ممتع في رحلتهن.
ولا تنكر أن الرحلات المدرسية كانت بالنسبة لها، من أجمل الأيام الدراسية، وأكثر اللحظات متعة تشتاق اليها وتحن اليها، خصوصاً أن الحال قد اختلف الآن ولم يعد الطلبة يتمتعون بنفس النوعية من الرحلات الترفيهية "فكل شيء تبدل وتغير" وفقا لما تقول.

majd.jaber@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com