الجمعة، 23 مارس 2012

التنزيلات: عروض يخفت بريقها مع الوضع الاقتصادي

معتصم الرقاد

عمان- رغم أن موسم التنزيلات يثير اهتمامات المواطنين، بشرائحهم الاجتماعية كافة، إلا أن ميولهم ورغباتهم تتوقف عند الشراء، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعد عائقا أمام تحقيق قدراتهم على الشراء.
الموظفة في القطاع الحكومي مي ازمقنا التي تتابع باهتمام موسم التنزيلات وتحتار في عملية التسوق في هذه الفترة، تؤكد أنها تشتري ما يناسب إمكاناتها المادية، وتتردد عندما تكون التنزيلات أقل من 50 %.
وتذهب إلى أنه بإمكان الكثير من الناس توفير المال لشراء ما يحتاجون إليه من مستلزمات في هذا الموسم، موضحة أن نسبة التخفيضات المتراوحة بين 50 % إلى 75 % تظهر مدى اختلاف الفرق بين القيمة الأصلية وارتفاع هامش الربح.
مسؤول أحد محلات الألبسة خالد الحيحي يشير إلى أن الموسم الشتوي شارف على الانتهاء، حيث بدأت العديد من المحلات بوضع عروضها على الواجهات الأمامية للفت انتباه الزبائن، ومحاولة استقطاب المتسوقين عن طريق رفع شعارات التنزيلات الموسمية، وبخصومات تصل إلى 75 % على سعر موجودات المحل.
ويعد التنزيلات وتخفيض الأسعار تقليدا موسميا، من شأنه أن ينشط حركة السوق بعد فترة ركود منتصف الموسم، ويمكن أن يزيد من إقبال المستهلكين على الشراء، بسبب انخفاض الأسعار، مبينا أن التجار يفضلون بيع الألبسة بنصف القيمة، بدلاً من الاحتفاظ بها في المخازن للعام المقبل، أو أن موديلاتها تكون قد انتهت.
وتنتظر رهام العشي تخفيض الأسعار في بداية موسم التنزيلات، لشراء معطف ترتديه في السنة المقبلة، لاعتقادها أن سعره سينخفض خلال تصفية الموسم، لكنها وجدت أن التنزيلات لا تشمل جميع القطع المعروضة في المحل، "كما أن الأسعار لا تتناسب مع إمكاناتي"، وفق ما تقول.
صاحب محل للألبسة أبو الليث، يتحدث بكل صراحة عن فحوى التنزيلات، بوجود نوعين من البضاعة، فبعض من البضاعة المعروضة مشمولة بالتنزيلات، والأخرى غير مشمولة، "وهذا أمر معروف بين التجار، وتعمل فيه أغلب المحلات على اختلاف بضائعها، بل هو عرف عالمي في عالم التجارة والأسواق،" حسب ما يقول.
ويجد أن الكثير من الزبائن يقبلون على الملابس المعروضة في التنزيلات، والبعض يفضل أن يواكب الموضة، ويبحث عن القطع الفريدة التي لا تكون مشمولة، ويذهب إلى القسم غير المشمول بالتنزيلات.
ومن خلال ملاحظاتها المستمرة في السوق، تجد الثلاثينية أم طارق أن أسعار الألبسة مقبولة نسبيا، منوهة إلى أن التنزيلات قد تصل إلى ما بين 30 % - 40 %، الأمر الذي قد يدفعها لشراء بعض القطع لتستفيد منها لأطفالها مع بداية الموسم الشتوي المقبل، لكن أحيانا الوضع الاقتصادي وجدولة الدخل لا تسمح بالمغامرة بعملية الشراء.
وتعتقد أم طارق، أن كثيرا من الناس باتوا يعرفون أيام التنزيلات جيدا، "لذا نحن كزبائن نعترف أن ذوي الدخل المحدود هم الأكثر استفادة من غيرهم في موسم التنزيلات"، حسب ما تقول.
من جهته يرى الخبير الاقتصادي حسام عايش أن المراكز التجارية تشهد ازدحاما شديدا من قبل المتسوقين، منذ اللحظات الأولى لانطلاق موسم التخفيضات، حيث يتجمع الزبائن أمام أبواب المحال، لاغتنام السلع الرخيصة التي تشير إليها اللوحات الإعلانية المصممة بحرفية باهرة، والمكتوبة بخط ملفت، وتثير في أنفسهم عنصر الإثارة والتشويق.
ويؤكد أن مثل هذه الأساليب تجذب المستهلكين بصورة كبيرة، وتدفعهم إلى التسوق والشراء، أو حتى مجرد الدخول لزيارة المركز التجاري، حتى وإن لم تكن لديهم ضرورة ملحة للشراء، سوى الاستفادة من الفرصة المتاحة.
ويؤكد عايش أن موسم التنزيلات، يجب أن تفرض عليه مراقبة، وأن تكون الأسعار حقيقية، حتى يستطيع البائع تجديد بضائعه، وأن يكسب أكبر عدد ممكن من الزبائن، الذين عليهم أن يشعروا بجديتها، باعتبارها فرصة للشراء، منوها إلى أن الأوضاع الاقتصادية قد لا تجذب الناس لوجود متطلبات معيشية أساسية أخرى أكثر أهمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com