الأحد، 25 مارس 2012

طلاق يلمع في آخر لحظات الزواج

صورة

انس العمريين - التفتت الى مصدر الأصوات العالية وهي على كرسي الزواج وأختلط لديها شعور بالحيرة كاد أن يطغى على فرح عارم في خلجات القلب الخافق.
سألت «خلود» عما يجري خارج غرفة فرحها، وسألت عن سبب تأخر موكب ذهابها الى صالون التجميل، فالوقت يمضي، وساعة الفرح الكبرى ستبدأ في السادسة مساء، حين تعود من تصفيف شعرها الى بيت الزوجية، الجديد ,لكن فارس أحلامها، لم يأت من خارج الغرفة، رغم توسلات لرفيقاتها لرؤيته، لمعرفة أسباب التأخير، فالدقيقة عندها بايام.
كان أهل العروسين يتجاذبون أطراف الحديث بمودة، وفجأة طلب والد العروس التحرك الى محافظة أخرى، لان بناته تعودن في الأعراس على صالون خاص للتجميل، خارج هذه المحافظة، عندها رفض والد العريس.
وما هي إلا لحظات حتى ارتفع صوت الخطاب، وتخندق كل طرف لرأيه دون ان تجد المشكلة من يضع لها حلا وسطا ، حينها وجد العريس ان والده بات محرجا، بعد ان أصر على عدم ذهاب العروس لصالون خارج المحافظة، فكان ان انتصر العريس للوالد على حساب العروس وقال» هي طالق بالثلاث»
وفي دراسة حديثة كشفت ان أهم أسباب الطلاق قبل الدخول او في السنة الأولى للزواج من وجهة نظر المطلقات هو سوء الاختيار يليه تدخل الأهل .
وفي دراسة أجرتها جمعية العفاف بعنوان الطلاق في السنة الأولى من الزواج، قبل الدخول (الأسباب والآثار النفسية والاجتماعية ) من خلال عينة عددها مائة سيدة مطلقة ( 50 ) منهن حالة طلاق قبل الدخول و (50) في السنة الأولى من الزواج، بينت ان نسبة 42 % من المطلقات كانت وجهة نظرهن ان الطلاق بسبب سوء الاختيار يليه تدخل الأهل بنسبة 30 % ثم عدم تحمل المسؤولية بنسبة 29 %.
واحتل ما نسبته 18 % من وجهة نظر المطلقات تبعية الزوج لوالدته أو احد أفراد أسرته وعدم التواصل اللفظي والفكري بنسبة 16 % بينما كانت الأسباب المؤدية الى الطلاق بشكل عام الزواج الثاني وانشغال الزوج عن أسرته بنسبة 2% يليهما الزواج لمصلحة مادية بنسبة 3 % ثم شك الزوج والشذوذ الجنسي والخيانة بنسبة 3 % .
وقال رئيس الكتاب في محكمة الطفيلة الشرعية محمود العمايره ان قانون الأحوال الشخصية المعدل الجديد، جعل للطلاق مساحة واسعة، لكن في الحالات الطارئة عند الزفاف، ليس هنالك من متسع للتفكير، اذ يطلق الشاب العروس لأسباب بسيطة.
ونوهت دراسات الى ان أسباب الطلاق من وجهة نظر المطلقات قبل الدخول تعود الى عدم الوضوح والصدق وعدم كشف الذات بينما كانت اقل الأسباب المؤدية الى الطلاق قبل الدخول عائدة إلى تعاطي الكحول أو المخدرات وفرق العمر وصغر السن والإساءة الجسدية بنسبة 4 % يليها أحلام البنات الرومانسية بنسبة 8 %
وفي تحليل للدوافع قالت المحامية سهيله العمايره رئيسة اللجنة النسوية في الصندوق الأردني الهاشمي، ان غياب التوعية يعد سببا رئيسا، داعية لتوعية الأزواج الجدد بحقوقهما وواجباتهما.
وأوضحت الدراسة أن للمطلقات خلال السنة الأولى من الزواج أسباب مختلفة عن المطلقات قبل الدخول منها عدم التواصل اللفظي والفكري والمشكلات الجنسية والسكن المشترك مع الأهل والمشكلات والاضطرابات النفسية والشذوذ الجنسي والزواج الثاني .
دراسة « العفاف» لفتت الى ان الفتيات يتأثرن بمجموعة من الآثار النفسية والاجتماعية منها الشعور بالإحباط والتعاسة والحزن ثم الشعور بالوحدة والانعزال، والشعور بالظلم وأخيرا الإحساس بالاهانة وعدم الثقة بالنفس، في هذه اللحظات الحرجة0
وقال العمايرة ان الخطورة في الطلاق انه بائن قبل الدخول بالفتاة، فهي لا تحل له الا بعقد ومهر جديد، أما بعد الدخول ولو كانت قصيرة، فهناك مجال لترميم ما وقع من اخطاء، قال ان الطفيلة هي الاقل في نسب الطلاق في الأردن، اذ ان العقود للزواج تصل سنويا الى (700 عقد) أي حالة زواج، بينما الطلاق فيها لا يزيد على (80 حالة) ، مؤكدا ان الاسباب لا تزيد على تدخلات الاهل من الطرفين.
واعتبر الخطيب في الأوقاف، المحامي الشرعي محمد الداودية ان الأسباب للطلاق العاجل في لحظات الزفة للعروسين، صغر سن الزواج هذه الأيام، ومنها ان العريس غير قادر على الإنفاق منذ البداية، الى جانب تدخلات الأهل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com