الثلاثاء، 27 مارس 2012

ايفينز تستعرض الحياة خارج الغلاف الجوي

رائدة الفضاء الأميركية تؤكد أن مجالها علّمها التواضع


مريم نصر

عمان- استعرضت رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" مارشا ايفينز خلال محاضرة ألقتها في زارا اكسبو صباح أمس أمام مجموعة من طلبة المدارس في عمان، مجموعة من الصور التي تلخص تجربة حياة رواد الفضاء، وتطور المهمات الفضائية خلال عقود من الزمان.
وقالت ايفينز خلال لقائها الإعلاميين بعد المحاضرة أن عملها غيرها كإنسانة وجعلها أكثر تواضعا، مضيفة "نحن في الفضاء نقوم بتصوير كوكبنا ومن خلال هذه الصور وجدنا أن الحدود التي تفصل البلدين لا تظهر من الفضاء وأن كوكب الأرض نسبة إلى الفضاء حجمه صغير جدا، وهذا ما يجب أن ندركه كبشر في حياتنا". 
وعرضت ايفينز خلال المحاضرة صورا للأردن وكيف يبدو من الفضاء ليلا ونهارا، كما عرضت صورا لمجموعة من البلدان الأخرى. 
وأشارت إيفينز خلال المحاضرة إلى التطور الحاصل في مجال علوم الفضاء، وكيف تم استبدال الذهاب إلى الفضاء بكبسولة لا تستخدم سوى لمرة واحدة بسبب الحروق، التي تتعرض له بعد دخول المجال الجوي في الأرض، بالمكوك الفضائي الذي بسبب تصميمه يمكن استخدامه مرات عدة في مثل هذه الرحلات.
وأشارت خلال حديثها إلى الصعوبات التي يعاني منها رائد الفضاء عندما يصل إلى الفضاء الخارجي بسبب انعدام الجاذبية، مبينة كيف يتناولون الطعام وكيف يشربون باستخدام معدات خاصة لمنع الطعام من التطاير. 
وتقول ايفينز إن رائد الفضاء داخل المكوك أو السفينة الفضائية، لا يمشي بل يسبح ولا شيء يوقفه سوى ارتطامه بأحد الجدران، موضحة أنه يمارس التمرينات الرياضية مدة ساعتين يوميا لأن الجاذبية تؤثر على عضلاته وصحة قلبه فتضعفهما. 
كما أوضحت كيفية استخدام رائد الفضاء المرحاض، مشيرة الى أن هذا المكان مزود بتقنية تقوم بتدوير البول إلى ماء صالح للشرب. 
كما ويستطيع رائد الفضاء استخدام الفرشاة ومعجون الأسنان لكنه لا يستطيع بصق المعجون حتى لا يلوث المكان الذي سيعيشون فيه فترة 6 أشهر. 
وتبين ايفينز أن رائد الفضاء الذي يعيش لفترة طويلة في المحطة الفضائية الدولية، ينتظر بفارغ الصبر وصول مكوك فضائي كل أربعة أشهر من أجل الحصول على أطعمة جديدة طازجة، وإلى معدات تكفيه طيلة الأربعة شهور. 
ويستطيع رائد الفضاء إنجاز المهمات داخل المحطة الفضائية أو المكوك عن طريق تثبيت قدميه حتى يتمكن من تحريك يديه بحرية. 
ويقوم رائد الفضاء بعدد من التجارب العلمية داخل المحطة الفضائية، كإنبات النباتات والعمل مع رجل آلي للقيام بهمات خطيرة على المرء. 
واستعرضت ايفينز كذلك تجربتها الخاصة كرائدة فضاء، وقالت إنها كانت تحلم دوما أن تصبح رائدة فضاء منذ كانت في العاشرة من عمرها.
وتخرجت ايفينز في جامعة كولورادو في هندسة الطيران، وحصلت على رخصة طيار نقل لطائرة متعددة المحركات، وسجلت أكثر من 7000 ساعة طيران في طائرات مدنية وطائرات لوكالة ناسا. 
وتقدمت ثلاث مرات لتصبح رائدة فضاء، وأنهت خمس رحلات في الفضاء في المركبتين اتلانتيس وكولومبوس.
كما أمضت ايفينز حوالي أكثر من 1318 ساعة في الفضاء لإجراء دراسة في هندسة الفضاء، وأول رحلة قامت بها كانت في العام 1990 أما آخر رحلة انهتها فكانت في العام 2001. 
وعن شعورها قالت "كان لا يوصف حين وصلت الفضاء أول مرة وسأشتاق إلى هذه الرحلات كثيرا". 
وتقاعدت ايفينز مؤخرا من ناسا، وهي تجري بالتعاون مع حكومة الولايات المتحدة وسفارات الولايات المتحدة في مختلف بلدان العالم، زيارات بهدف تحقيق تبادل الخبرات في مجال استكشاف الفضاء، وتطوير الاهتمام بالعلوم بين الشباب في العالم. 
وكانت السفارة الأميركية في عمان قد استضافت ايفينز خلال الفترة ما بين 21-26 الشهر الحالي، لعقد سلسلة من المحاضرات وورش العمل في كل من العقبة، معان، الطفيلة، اربد، المفرق وعمان للالتقاء بالشباب الأردني، وعرض تجربتها كسيدة رائدة في مجال استكشاف الفضاء والأبحاث الفضائية.
وبينت ايفينز خلال اللقاء الإعلامي أن السياحة في الفضاء ستكون أمرا واقعا بعد ثلاث أو خمس سنوات من الآن، وهو ما يؤكد وجود سوق حقيقية لهذا لمنتج السياحي المربح. وتكلف الرحلة للشخص الواحد إلى الفضاء للمكوث مدة خمس دقائق نحو 200 ألف دولار أميركي. 
وأشارت إلى أن افراد الطاقم المكون من 6 أشخاص يتأقلمون معا رغم ما يتعرضون له من توتر كبير، لكنهم في نهاية اليوم يعلمون أنهم هم الوحيدون في العالم، الذين يعيشون في تلك اللحظة في الفضاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com