الاثنين، 5 مارس 2012

تعرض الأطراف للثلج مدة طويلة يتسبب بموت الأنسجة


عمان- لم تدم فرحة الطفل أيهم (10 أعوام) كثيرا، بعد لعبه بالثلج في باحة قريبة من بيته، حيث انفجر بالبكاء، "جراء ألم شديد أصاب أطراف يديه اللتين لم يعد يشعر بهما، وكأنهما تجمدتا" كما شكا لوالدته.
ولم تفلح كل الوسائل التي اتبعتها والدته للحد من بكائه وألمه، إلا بعد مضي قرابة الـ 15 دقيقة على انتهائه من اللعب بالثلج، حين عرّضت يدي طفلها للماء الساخن وللتدفئة المباشرة، كما قامت بلفهما بقطعة من الصوف كما تقول والدته الثلاثينية.
وتضيف "هذه هي المرة الاولى التي أسمح بها لطفلي بالخروج للعب بالثلج منذ سنوات، حيث إنه لعب به مباشرة دون عزل يديه من خلال قفازاته الصوفية، ولم يمتثل لنصيحتي حين حذرته من ألم متوقع بعد اللعب.
وكذلك عانى ثامر (15 عاما) من ألم شديد بأطرافه بعد قيامه بصنع رجل ثلجي دون استخدام قفازات، ولدى تعريض يديه مباشرة لحرارة التدفئة منعته والدته من ذلك، اعتمادا على معلومة شعبية لا تعرف مدى صحتها العلمية تقول إن لذلك آثارا صحية سلبية على يديه.
وتعتقد أم ثامر أن ما جرى لإبنها هو نوع من تثليج الأطراف، وعلميا لا يوجد شيء اسمه "تثليج أطراف"، وفقا لاستشاري أمراض الدماغ والأعصاب الدكتور غازي الصالح وإنما التفسير العلمي هو عدم وصول الدم للأطراف لمدة مؤقتة جراء تعرضها لمصدر بارد جدا، ما يتسبب بحدوث انقباض في شرايين الأطراف المعرضة للبرد، الأمر الذي يتسبب بنقص التروية للأعصاب الطرفية ما يتسبب بدوره بألم حاد، وهذا ما حصل مع الأطفال الذين تعرضوا عقب اللعب بالثلج للألم الشديد.
مصطلح تثليج الأطراف، وفق الصالح، متداول شعبيا واستعداد الأشخاص للتعرض له يختلف من شخص لآخر، وأكثرهم عرضة لذلك من يعانون من مرض "رينو"، الذي يتسبب بانقباض حاد في الشرايين، وعلى أثره يحدث نقص حاد في تروية الأعصاب، ما يؤدي إلى تغير في لون الاطراف، مشيرا إلى أنه يصيب الصغار والكبار على حد سواء وعلاجه بالتدفئة المستمرة وعدم التعرض لمصدر بارد.
وأشار إلى أن أعراض نقص تروية الأطراف تتمثل في احمرارها وتورمها والشعور بالألم وكأنه وخز إبر.
وعن إشاعة تداولها البعض أثناء لعبهم بالثلج، تقول إن اللعب بالثلج لساعات طويلة دون قفازات قد يعرض أطراف اليدين إلى تثليج حاد يؤدي إلى بتر الأصابع يقول الصالح: هذا كلام ليس له أي أساس علمي، ولا سيما اذا تعرضت اليدان لمصدر بارد لمدة قصيرة، وقد يحدث أن تتضرر الأطراف فيما يسمى بـ"عضة البرد"، كما كان يحدث في السابق مع الرحالة الذين كانوا يجوبون العالم ويواجهون الثلوج لأيام وشهور.
فيما يرى استشاري أمراض الدماغ والأعصاب الدكتور فؤاد إبراهيم أن ما يسميه العامة بـ "التثليج" للأطراف ما هو إلا اضطراب في الجهاز العصبي، نتيجة حدوث خلل في التوازن بين شقي الشعور الودي وغير الودي، حيث استحالة وصول الدم إلى الأطراف، نافيا أن تكون الدماء قد تثلجت وإنما ما يحدث حقيقة هو تباطؤ في تروية الدم.
ويوضح أن عدم شعور الأشخاص بايديهم خاصة بعد اللعب بالثلج، يقودهم إلى الشعور بأن أيديهم قد تجمدت، وهذه إشاعة خاطئة، فيما الأصل أن الدم لم يصل لها.
غير أن طول مدة تعريض الأطراف خاصة اليدين لمصدر بارد كالثلج مثلا، كما يقول ابراهيم، قد يتسبب بموت الأنسجة، نتيجة عدم وصول الدماء لها، وقد يتسبب لاحقا وفي حالات نادرة ببتر الإصبع أو الطرف، نتيجة إصابته بما يسمى "الغرغرينا"، والأشخاص الأكثر عرضة لذلك هم الذين يعانون من مرض السكري والذين يهملون معالجة الحروق والجروح.
العطار أحمد يرى أن مواجهة برد الشتاء القارس تكون بالتركيز على المشروبات الساخنة كمغلي الزنجبيل والقرفة والكركم والاعتماد على الأعشاب المتعارف عليها كالميرمية والمليسة، بالإضافة إلى أنه يمكن وضع اليدين التي تعاني من التثليج بمغلي ورق الجوز ومغلي قشور وثمار البلوط وبذور السفرجل. -(بترا – إخلاص القاضي وبشار الحنيطي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com